يمنيون يحرقون مواقع عسكرية سعودية في المهرة

استمرار الاعتصامات الرافضة لتدخلات الرياض وأبوظبي

أحرق مسلحون يمنيون نقاطا عسكرية نصبتها القوات السعودية على سواحل المهرة جنوب شرقي اليمن، دون أن يتسبب ذلك بوقوع إصابات. بينما تتواصل الاعتصامات المطالِبة بإخراج القوات السعودية والإماراتية من المنطقة.

وأفادت “الجزيرة” نقلا عن مصادر بأن المسلحين استهدفوا تلك النقاط العسكرية التي أُنشئت حديثا بالمحافظة، وأحرقوها أثناء خلوها من أي أفراد، معبرين بذلك عن رفضهم لأي وجود عسكري للقوات السعودية والإماراتية.

من جانبه، أكد الكاتب الصحفي اليمني ومحرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة، أحمد الشلفي، الخبر، وقال في تغريدة له عبر حسابه بموقع “تويتر”: “قالت مصادر محلية للجزيرة إن مسلحين قاموا بإحراق نقاط عسكرية نصبتها القوات السعودية على سواحل المهرة جنوب شرقي اليمن وأفادت المصادر أن المسلحين استهدفوا تلك المواقع التي تم إنشاؤها حديثا وقاموا بحرقها أثناء خلوها من أية أفراد”.

يُذكر أن قوات سعودية وصلت محافظة المهرة نهاية 2017، وهي تمنع حركة الملاحة والصيد بميناء نِشْطون على مضيق هرمز، كما حولت مطار الغيضة الدولي لثكنة عسكرية ومنعت الرحلات المدنية من الوصول إليه.

ويشار إلى أنه وللأسبوع الثالث على التوالي، يواصل أهالي محافظة المهرة اليمنية فعاليات اعتصامهم وتظاهرهم السلمي للمطالبة بالحفاظ على السيادة الوطنية، وإبداء الرفض القاطع لاستمرار الوجود السعودي والإماراتي في المحافظة، الواقعة أقصى شرق البلاد على الحدود مع سلطنة عمان.

ويطالبون بتسليم مَنفذيْ شحن وصرفيت وميناء نِشْطون ومطار الغيضة الدولي إلى قوات الأمن المحلية والجيش، بحسب توجيهات الرئيس اليمني، وعدم السماح لأي قوات غير رسمية بالقيام بالمهام الأمنية بالمحافظة بشكل عام والمنافذ الحدودية بشكل خاص. ويرفع المشاركون لافتات تطالب بخروج التحالف العربي من مدينتهم، كما يطالبون بضبط الأوضاع الأمنية، منددين بالتردي الذي وصل إليه حالهم بعد دخول قوات تحالف السعودية إلى عاصمة المحافظة.

وكانت السعودية قد دفعت بتعزيزات عسكرية في ديسمبر من العام الماضي تمركزت في مطار الغيضة والمنافذ البرية والبحرية، تحت لافتة مكافحة التهريب، وهو ما رفضته حينها مكونات قبلية وسياسية، قبل أن تجري تفاهمات مع السلطة المحلية لضمان عدم عسكرة الحياة في المحافظة المعروفة بالهدوء والنأي عن الصراعات السياسية التي تشهدها البلاد. وقبل السعودية، كانت الأطماع الإماراتية في المحافظة قد بدأت بإنشاء تشكيلات عسكرية، وشراء ذمم ولاءات سياسيين وشخصيات قبلية، لكن النفوذ الإماراتي قوبل برفض زعماء قبائل.

وبدا أن حمى الاحتجاجات الشعبية التي أثبتت نجاحها في محافظة أرخبيل سقطرى وأجبرت القوات الإماراتية على مغادرة الجزيرة في مايو الماضي، قد أعطت دفعة للمهريين في رفع صوتهم والمطالبة بحقوقهم.

ومنذ أول يوم رفع معتصمو المهرة، قائمة واضحة بأهداف ومطالب الاعتصام السلمي، وتمثلت بثلاثة أهداف بحسب اللجنة المنظمة للاعتصام، هي الحفاظ على السيادة الوطنية اليمنية ودعم الشرعية بقيادة الرئيس هادي والتحالف العربي لإعادة الشرعية. ويرفع المعتصمون من أبناء المهرة، ستة مطالب يأتي في طليعتها بحسب اللجنة المنظمة للاعتصام، إعادة العمل في منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون، إلى وضعهم الطبيعي، ورفع القيود الاستثنائية المفروضة على حركة التجارة والاستيراد والتصدير في منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون. أما المطلب الثالث للمعتصمين فهو العمل على إعادة مطار الغيضة الدولي إلى وضعه السابق، كمطار مدني تحت إشراف السلطة المحلية بالمحافظة وتسليمه لقوات الأمن التابعة لها.

ويلاحظ أن المطالب التي يرفعها المعتصمون ليست وليدة اللحظة، وتعد محل إجماع في محافظة المهرة، فأهم المطالب المرفوعة بموجبها تم السماح للقوات السعودية التي حلت بدلا عن القوات الإماراتية، قبيل ما يقارب العام إلى محافظة المهرة، فالنقاط الست — كما يطلق عليها — كانت السلطة المحلية والمكونات السياسية في محافظة المهرة قد أجمعت قبيل أشهر على عدم السماح للقوات السعودية بالدخول إلى المحافظة إلا بالموافقه عليها وهو ما تم بالفعل.

وبرغم تأكيد السلطة المحلية بالمهرة على حق التظاهر السلمي وهو ما عبر عنه المحافظ راجح باكريت في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تابعها “الموقع بوست”. إذ أكد على أن السلطة المحلية، ستعمل على تأمين ساحة الاعتصام، وحماية المعتصمين، والتعاطي الإيجابي على قدر كبير من المسؤولية مع المطالب المشروعة. وبرغم ذلك فإن المعتصمين أكدوا أن لا استجابة ولا تفاعل مع مطالبهم، من قبل السلطة المحلية بقيادة المحافظ راجح باكريت.

وفي تصريح خاص لـ “الموقع بوست” قال عضو اللجنة الإعلامية للاعتصام صالح بخيت، إن “المحافظ عمد على تشويه صورة أبناء المهرة، وتهديدهم باستخدام القوات العسكرية السعودية، والتهديد بالضرب بالأباتشي في مقابلة سابقة”، مشيرا إلى أنهم يملكون الأدلة على ذلك. وبين تجاهل السلطة وصمت الحكومة والتحالف منذ بدء الاعتصام يؤكد المعتصمون استمرارية اعتصامهم، وقال عضو اللجنة الإعلامية للاعتصام صالح بخيت لـ “الموقع بوست” ان الاعتصام مستمر إلى أن تتحقق المطالب، وعبر عن أمل المعتصمين في استجابة الشرعية لمطالب المعتصمين. وأكد على أن التصعيد السلمي هو الخيار حتى يتم الاستجابة لمطالب المعتصمين.

وكان الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، اطلع على مستجدات الأوضاع في محافظتي أرخبيل سقطرى والمهرة خلال لقائه يوم الثلاثاء محافظ المهرة راجح سعيد باكريت، ومحافظ أرخبيل سقطرى رمزي محروس. وحث الفريق محسن، باكريت، على مضاعفة الجهود والدفع بعجلة التنمية للأمام في ظل أمن واستقرار المحافظة والعمل على محاربة التهريب، مؤكداً اهتمام الحكومة بالمحافظة وتوفير احتياجاتها وإعطاء أولوية قصوى لتأهيل أبناء المهرة وتوفير فرص العمل. كما اطلع الفريق محسن على جهود السلطة المحلية بمحافظة المهرة في توفير الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين وتثبيت الأمن والاستقرار.

السابق
الدوحة تشارك في قمة الناتو
التالي
المستثمرون يترقبون نتائج مالية أفضل للشركات