يايا توريه يريد اللعب لخمس مواسم أخرى! الرغبة ليست كافية

 

شيء جيد أن يملك يايا توريه رغبة مواصلة اللعب على أعلى مستوى في أوروبا، الحافز الذي يملكه هذا اللاعب وإصراره على مواصلة القتال والعمل للتواجد مع كبار أوروبا وفي أفضل بطولات الأندية حول العالم شيء جيد للعبة في الزمن الحالي.

لكن ما نسيه يايا توريه هنا بأن الرغبة ليست كل شيء في لعب كرة القدم على أعلى مستوى، فلاعب دوري الهواة يرغب هو الآخر في أن يتواجد في مانشستر سيتي، أو إنتر ميلان، أو نادي آخر من صفوة أوروبا، إلا أن إمكاناته لا تسعفه للعب في هذا المستوى.
لا أقصد هنا الإمكانات الفنية، فلا أحد يستطيع التشكيك بموهبة وقدرات وتميز يايا توريه على الصعيد الفني رغم بلوغه سن 33 عام، فيكفي أن تشاهد إحصاءاته الهجومية في عدد قليل من مباريات مانشستر سيتي حتى تعرف أنك أمام لاعب عظيم من ضمن الأفضل في العالم خلال السنوات الأخيرة.

في ذات الوقت لا تعد المهارات والقدرات الفنية هي كل شيء في عالم كرة القدم خصوصاً في مركز حساس في وسط الملعب، فالعمل البدني، والقدرة على العطاء لمدة 90 دقيقة، وامتلاك الطاقة للضغط على الخصم في مناطقه لاستعادة الكرة سريعاً (حسب فلسفة بيب جوارديولا) جميعها عوامل لا تقل أهمية عن المهارة الفنية.

رونالدو نازاريو دي ليما قال في تصريح حين اعتزاله لعب كرة القدم “جسدي لم يعد قادراً على تنفيذ ما يريده عقلي” طبعاً جميعنا نعلم حجم المهارة التي امتلكها الظاهرة، وجميعنا نفهم كيف أثرت حالته البدنية السيئة على مستواه الفني في سنواته الأخيرة.

صحيح أن يايا توريه أفضل بدنياً بمراحل من رونالدو في آخر سنواته، لكن ما يجب أن لا ننساه بأنه كان قبل بداية الموسم الحالي من أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز بدانة على الإطلاق.

توريه خسر 8 كلغم حتى يسمح له بيب جوارديولا بالعودة إلى صفوف الفريق حسب أقوال موقع جول العالمي، رقم ضخم جداً يدل على إصرار الإيفواري في العودة إلى قائمة الفريق، لكنه يدل في ذات الوقت على إهماله بجسده وصحته حينما لم يقع تحت الضغط من قبل المدرب، وهذا من الوارد أن يحدث له مرة أخرى في المواسم المقبلة إن رحل عن السيتي.

ثقل يايا توريه في الملعب، وبطئه الشديد، ورغبته المنخفضة في العطاء، كانت سمات واضحة في أدائه في الموسمين الماضيين، ويكفي أن نتذكر ما قدمه ضد ريال مدريد الموسم الماضي حتى نتأكد من ذلك.

يايا توريه عليه أن يعي قبل أن يصرح برغبته في المواصلة على أعلى مستوى لخمسة مواسم متتالية ما يطلب منه لفعل ذلك، فلاعبين أكثر رشاقة وأفضل بدنياً منه مثل تشافي هيرنانديز وأندريا بيرلو لم يستطيعوا العطاء حتى سن 38 في أفضل أندية أوروبا.

يبقى الأمر الإيجابي الوحيد في القصة أن ما زال هناك نجوم شغوفين بلعب كرة القدم رغم تقدمهم في السن، يايا توريه يعي بأنه سيحصل على أجر ضخم جداً في الصين والولايات المتحدة لا يستطيع الحصول عليه لو بقي في أوروبا، رغم ذلك يرغب في المواصلة حباً باللعبة، وهذا أمر مفرح في زمن سيطرت على لاعبيه عقلية جني الأموال.

السابق
أليجري يضع شرطين مقابل استمراره مع يوفنتوس
التالي
فيدال يغادر مستشفى فيتوريا ويعود إلى برشلونة