الدوحة- وكالات:
تواصل جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك)، تقديم البرامج المعززة للصحة النفسية، والهادفة إلى مواجهة الحصار الذي تتعرّض له البلاد.
قدّم الدكتور العربي عطاء الله قويدري الاستشاري في مجال الإرشاد النفسي والأسري دراسة بعنوان: «سيكولوجية الإشاعة».
وقالت ظبية المقبالي -المرشدة النفسية المجتمعية- إن الهدف من طرح هذه الدراسة تقوية المناعة النفسية لدى الجمهور المتابع لأنشطة «وياك» عبر الموقع الرسمي للجمعية ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، إزاء الحصار الجائر والذي تقوم به –للأسف- بعض الدول الشقيقة.
وأضافت: «إن هذه الدول تستخدم عبر وسائل إعلامها المختلفة ومن خلال صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي المزيد من الوسائل النفسية المثبّطة للروح القوية التي يواجه بها الجمهور في قطر هذا الحصار، ويأتي في مقدمتها سلاح الإشاعة».
جاء في الدراسة أن الشائعات المجهولة المصدر تنتشر بين الحين والآخر، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والمنتديات، بشكل أصبح يشكّل هوساً يومياً لمشتركيها، والغريب أنها دائماً ما تُنسب إلى الصحف، والقنوات التلفزيونية، والإذاعية، أو غيرها من الجهات الموثوقة، بهدف منحها صبغة رسمية ومرجعية من قِبل مروّجيها، الذين يصفهم عدد من علماء النفس بأنهم من ذوي الشخصيات «السيكوباتية» الإجرامية، المنافية لأخلاق المجتمع، وقد زاد بعضهم في وصف أصحاب هذه الشخصيات بأنهم من ضائعي الهوية، وفاقدي الهدف، كما وصفهم علماء الدين بالفاسقين، وناشري البلبلة والفوضى في المجتمع.
وذكرت الدراسة أن «بعض علماء النفس يرون أن الإشاعة تعبّر عن المشاعر المكبوتة في النفس؛ فهي كأحلام اليقظة، فترديدها ينفّس عن النفس ويخرج المشاعر المكبوتة ويفرج عن دوافعها، كما أن هناك ضغطاً فكرياً يحتاج إلى تأويل المواقف الغامضة، ولكن حسب المتطلبات والأماني، ولذلك فإن انتقال الإشاعة من شخص إلى آخر يعرّضها للتحوير والتبديل، كل بما يتفق مع ميوله». كما جاء في واحدة من الدراسات النفسية الخاصة بالموضوع أن الشائعة تتغيّر 70 % عما كانت عليه عند انطلاقها من مصدرها الأصلي أثناء انتقالها عبر عدد من الناس، كل منهم يسعى إلى تصديقها بما يتفق ورغبته في التصديق أو التكذيب، وأن الرجل والمرأة يتساويان في مستوى تلقي الشائعة، سواء بالإيجاب أو النفي، كما أن الشائعة ليست سلبية دائماً، إذ من خلالها يمكن معرفة مدى تقبل الناس واستعدادهم لأي حدث من الممكن توقعه، أو حدوثه، والتنبؤ بردود الأفعال مسبقاً، وهذا يسهّل كثيراً على صنّاع القرار اتخاذ القرار المناسب.
وكانت «وياك» قد قامت ضمن هذه السلسلة المتعلقة بمواجهة الحصار بتقديم العديد من المحاضرات، الأولى كانت بعنوان «التعامل النفسي مع الأزمات»، ألقاها الأستاذ الجامعي محمد العنزي يوم العشرين من يونيو الماضي، والثانية بعنوان «المرونة النفسية والتعامل مع الأزمات»، وقدّمتها في اليوم الخامس من يوليو الماضي الأستاذة ظبية حمدان المقبالي، كما قدّم الداعية والمرشد المجتمعي د. عايش القحطاني محاضرة بعنوان «ادفع بالتي هي أحسن»، ومحاضرة أخرى في السياق نفسه للمرشد النفسي المجتمعي الأستاذ محمد كمال، كما نشرت الجمعية العديد من التغريدات الخاصة بمواجهة الحصار، كما نظّمت «وياك» أمسية تفاعلية نفسية لمواجهة الحصار جرى خلالها التوقيع على أيقونة تميم المجد وتوزيع نسخ من الألبوم الخاص بالمناسبة.