وكالات – بزنس كلاس:
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية تفاصيل جديدة بشأن ضلوع محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في جريمة اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي.
وقال الصحيفة اليوم، السبت، إن تقرير “CIA” أظهر أن ولي العهد السعودي أرسل 11 رسالة هاتفية لمستشاره سعود القحطاني الذي أشرف على اغتيال خاشقجي، في الساعات التي سبقت عملية الاغتيال وبعد تنفيذ العملية، موضحة أن رسائل بن سلمان الهاتفية للقحطاني تواترت أثناء عملية الاغتيال.
وأوضحت “وول ستريت جورنال” أن تقرير “CIA” أشار إلى مكالمة هاتفية لمحمد بن سلمان مع مستشاره القحطاني طلب فيها اتخاذ ترتيبات خارج السعودية إذا لم تنجح محاولات استدراج خاشقجي، مؤكدة أن طلب ولي العهد السعودي باستدراج خاشقجي كان إشارة لبدء عملية اغتياله.”
وكان مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية اطلع على تقييم وكالة الاستخبارات المركزية بشأن مقتل الصحفي السعودي، قال إن محمد بن سلمان هو من أصدر أوامر القتل، مؤكدا على أن ضلوع ولي العهد السعودي في اغتيال خاشقجي واضح بشكل صارخ، كما أكد أن ثمة إجماعا على أن القيادة السعودية متورطة في عملية الاغتيال.
وأكد المسؤول أن التقرير الاستخباراتي لوكالة “CIA” يستند إلى اعتراض المكالمات الهاتفية بين فريق الاغتيال ومساعدين لمحمد بن سلمان، كما أكد أن من بين الأدلة المذكورة في التقرير العلاقة بين أعضاء فريق القتل وولي العهد.
وكانت مصادر مطلعة كشف في وقت سابق أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية “CIA” لديها تسجيل لمكالمة هاتفية أصدر فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تعليمات “لإسكات جمال خاشقجي بأسرع ما يمكن”.
وأضافت المصادر أن الوكالة أطلعت جهات أخرى بالحكومة الأمريكية، بينها الكونجرس، على استنتاجها الذي يتناقض مع تأكيدات الحكومة الأمريكية بعدم تورط الأمير محمد في هذا الأمر، ويمثل ما توصلت إليه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الذي كانت صحيفة “واشنطن بوست” أول من نقله، أوضح تقييم أمريكي حتى الآن يربط الأمير محمد بهذه الجريمة بشكل مباشر.
ونقلت “واشنطن بوست” عن مصادر مطّلعة لم تُسمّها، أنّ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” خلُصت إلى أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول الشهر الماضي. وهذه المعلومات التي كشفتها الصحيفة التي كان خاشقجي يتعاون معها باستمرار، تُناقض التحقيق السعودي الذي أبعد بالكامل الشّبهات عن ولي العهد في هذه القضية.
وأوضحت “واشنطن بوست” أنّ الـ”سي آي إيه” قامت بتقييم معطيات استخبارية عدّة، بينها خصوصًا اتّصال هاتفي بين جمال خاشقجي وشقيق وليّ العهد السعودي الذي يشغل منصب سفير المملكة في واشنطن. وبحسب “واشنطن بوست”، فقد نصح خالد بن سلمان الصحافي الراحل بالتوجّه إلى القنصليّة السعوديّة في اسطنبول للحصول على المستندات التي كان بحاجة إليها، مؤكدًا له أنّه لن يتعرّض لأذى.
وأضافت الصحيفة أنّ خالد بن سلمان أجرى هذا الاتصال بناءً على طلب شقيقه. وأشارت إلى أنّه من غير الواضح ما إذا كان خالد بن سلمان على دراية بأنّ خاشقجي قُتل لاحقًا.
وقالت “واشنطن بوست” إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فحصت أيضا مكالمة من داخل القنصلية السعودية في اسطنبول بعد قتل خاشقجي. ونقلت الصحيفة عن أشخاص استمعوا لمكالمة أجراها ماهر مطرب، وهو مسؤول أمني كثيرا ما شوهد بجوار الأمير محمد، بسعود القحطاني، وهو من كبار مساعدي الأمير محمد، ليبلغه بأن العملية تمت.
وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة منذ أعلنت في 20 أكتوبر الماضي، مقتل خاشقجي في قنصليتها بإسطنبول، بعد 18 يومًا من الإنكار، كما قدمت الرياض روايات متناقضة بشأن مصيره، قبل أن تقر بقتله وتجزئة جثته، إثر فشل “مفاوضات” لإقناعه بالعودة إلى المملكة.
وأثار اغتيال خاشقجي موجة غضب عالمية ضد السعودية ومطالبات بتحديد مكان الجثة ومحاسبة الجناة، وخاصة من أمر بالجريمة، وسط اتهامات لولي العهد محمد بن سلمان بالوقوف خلفها.