قال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية يوم الأحد إن أسعار النفط العالمية ستشهد مزيدا من التقلبات في 2017 رغم أن الأسواق ربما تستعيد توازنها في النصف الأول من العام إذا تم تنفيذ خفض الإنتاج الذي تعهد به منتجون.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في 30 نوفمبر تشرين الثاني على خفض إنتاجها من النفط الخام بواقع 1.2 مليون برميل يوميا إلى 32.5 مليون برميل يوميا في الستة أشهر الأولى من 2017 إضافة إلى 558 ألف برميل يوميا تعهد بخفضها منتجون مستقلون مثل روسيا وسلطنة عمان والمكسيك.
وقال بيرول لتلفزيون رويترز في أبوظبي “أتوقع أن نرى الأسواق تستعيد توازنها في النصف الأول من العام.
“لكن ما أريد قوله هو أننا ندخل في فترة تشهد مزيدا من التقلبات في السوق…التقلب هو اسم اللعبة.”
وهبطت أسعار النفط يوم الجمعة منهية الأسبوع على تراجع بلغ ثلاثة في المئة مع استمرار الشكوك حول مدى تخفيضات أوبك في ظل هبوط المعنويات بفعل القلق حول متانة اقتصاد الصين ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم بعدما سجلت أكبر تراجع في إجمالي الصادرات منذ 2009.
وقال بيرول إن اتفاق أوبك ربما يساهم في ارتفاع أسعار النفط إلا أنه سيشجع أيضا مزيدا من الإنتاج من الولايات المتحدة ودول أخرى مضيفا أن صعود الأسعار ربما يضعف الطلب العالمي على الخام.
وتابع “أتوقع عودة منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى زيادة الإنتاج هذا العام.”
وأضاف أن اتجاه إنتاج النفط الصيني نحو التراجع في الآونة الأخيرة نظرا لهبوط الأسعار ربما يتوقف إذا تدعمت السوق.
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفع بشكل ملحوظ الأسبوع الماضي. وبلغ إجمالي الإنتاج 8.95 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي مسجلا أعلى مستواه منذ أبريل نيسان 2016.
وتقوم أوبك ومنتجون مستقلون بخفض الإمدادات للقضاء على تخمة المعروض العالمي ودعم الأسعار التي بلغت نحو 56 دولارا للبرميل وهو نصف مستواها في منتصف 2014 مما أضر إيرادات الدول المصدرة.
وقال بيرول إن مبعث قلقه الرئيسي الآن يتمثل في قلة الاستثمارات في إنتاج جديد للنفط بعدما دفع هبوط الأسعار على مدى العامين السابقين الشركات إلى إغلاق مشروعات كثيرة في أرجاء العالم.
وأضاف “في هذا العام..إذا لم تكن هناك استثمارات رئيسية..فربما نرى في غضون سنوات قليلة فجوة كبيرة بين العرض والطلب مع تداعيات خطيرة على السوق.”