وسائل إعلام دولية: قطر تحقق نمو أفضل في ظل حصار جائر

الدوحة – وكالات:
واصلت وسائل إعلام عاليمة تسليط الضوء على النجاح القطري بوجه الحصار وتحويله إلى أداة تحفيز لمزيد من النهضة والتطور في المجتمع والاقتصاد القطري بشكل عام. فقد أشادت صحف عالمية بالتطور الذي تشهده دولة قطر في جميع المجالات، مشددة على أن الدوحة ومع اقتراب مرور 500 يوم على الحصار تجاوزت هذا الحصار الجائر المفروض عليها من قبل دول الحصار، وتناولت وسائل الإعلام مظاهر الصمود القطري والمرونة العالية التي تحلت بها الحكومة القطرية التي أمنت من جهة كل إمكانياتها لتذليل جميع العراقيل والمنغصات التي تسببت فيها الأزمة الخليجية وأعدت من جهة أخرى مشاريع وخطط إستراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير الاقتصاد الوطني والانتقال إلى مرحلة الاقتصاد المعرفي وجذب الاستثمار الأجنبي بهدف أن تكون قطر مركز مالي وتجاري عالمي في المنطقة إلى جانب دعم الحضور القطري في جميع أنحاء العالم.
حظيت النجاحات القطرية باهتمام واسع من قبل الصحف العالمية التي كتبت في 500يوم من الحصار كما هائلا من التقارير الايجابية التي أثبتت بالأرقام و المعطيات و التحاليل أن الدوحة نجحت في رسم طريقها نحو التقدم و تحقيق رؤية 2030التي ستجعله في صفوف الدول المتقدمة .

نمو سريع و متطور
في تقرير سابق أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن قطر نمت بشكل متطور وسريع في السنوات القليلة الماضية، وتتسارع عملية النمو بنسق مذهل، حيث تستعد البلاد لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، وستحظى قطر باهتمام كامل من المجتمع العالمي لكرة القدم. وفي عام 2022، سوف تفتح قطر أبوابها أمام 1.5 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم.
وأورد التقرير: تستمر قطر في كل لحظة في النمو، حيث ترتفع ناطحات السحاب ومراكز التسوق والملاعب الرائعة، الأشغال مستمرة في كل مكان في الدوحة، وتظهر أميال من الطرقات وخطوط النقل العام الجديدة، كما يستقر مئات الآلاف من العمال، ويغطي البساط الأخضر الصحراء.
ومن جهته، أكد موقع ميديا بارت الفرنسي أن دولة قطر لم تنجح فقط العام الماضي في البروز كمقاومة للتهديد والاتهامات الباطلة التي استهدفتها، ولكنها تفوقت على نفسها وحققت الأفضل، وهو طموحها في أن يكون لها بصمة في كل مكان في هذا العالم من خلال استئناف سياستها الاستثمارية.
أضاف التقرير الذي كتبه الدكتور في العلوم السياسية سيبستيان بوسيوس أن قطر تقدم يد المساعدة من خلال التوصل إلى إنقاذ البلدان الأخرى التي تمر بصعوبات اقتصادية على غرار تركيا، غير انه من الواضح أن الدوحة تتجاوز مساعدة حلفائها التقليديين الذين قدموا لها الدعم في الأيام الأولى للأزمة، وتعمل على تنفيذ إستراتيجية إنمائية مستدامة فشل الحصار في إيقافها.
وذكر التقرير انه وخلال الشهر الماضي، قدمت دولة قطر مساعدات مالية لدعم الاقتصاد التركي وصلت قيمتها إلى 15 مليار دولار، حيث إن تركيا تعتبر من البلدان الحليفة والمقربة جدا من الدوحة، سيما بعد الحصار، الذي قدمت فيه أنقرة الدعم لقطر في عدد من المجالات، وهو الموقف الذي ثمنته الدوحة في سياستها الخارجية القائمة على اعتبار الحلفاء محورا استراتيجيا كبيرا ومهما في علاقاتها ومشاريعها في المنطقة وتعمل الدولة القطرية على ضمان الاستقرار في المنطقة وتعزيز المشاريع التي تدعم الأمن في العالم العربي — الإسلامي بأكمله.
النجاح القطري
أكد البلجيكي سيبستيان بوسيوس أن نجاح الدوحة جاء بمثابة الضربة القاضية لمساعي السعودية والإمارات التي تعاني في المقابل من مشاكل اقتصادية ومن فشل تحالفهما في حرب اليمن التي تكلفهما غاليا جدا. حيث كانت حصيلة الحصار سلبية بالنسبة لدول الحصار التي دفعت تكلفة باهظة جراء هذه الأزمة، بينما تسبح الدوحة خارج مياه الحصار وأثبتت أنها لم تكن ملاذا للإرهابيين كما أشاعت دول الحصار وأظهرت مرونة عالية في التعامل مع الوضع المفروض عليها وانطلقت مرة أخرى في السباق التاريخي لتحقيق الاستثمار العالمي وتنفيذ إستراتيجيتها في غزو السوق العالمية من خلال شراء في أسهم أكبر الشركات في العالم، وهو جزء من إستراتيجية التنويع الاقتصادي التي تم اعتمادها التي تهدف إلى التقليص من الاعتماد على الموارد الهيدروكربونية في المستقبل.
كما أكد الباحث والخبير الفرنسي البروفيسور مارك لافيرني، مدير المركز الدولي للبحث العلمي بباريس، أنه بعد مرور مايقرب من 500 يوم على بداية الأزمة الدبلوماسية في الخليج، وعلى الرغم من التهديدات، فقد وضعت دولة قطر سلسلة من التحالفات مع عدد من الجهات الفاعلة الإقليمية، رغم محاولات السعودية لإيقاف سياسة قطر، وأن هذا الهجوم المضاد من قبل الدوحة غير الرهانات العامة في المنطقة بأكملها، حيث لم يؤد الحصار الذي فرضته السعودية وحلفاؤها منذ 5 يونيو 2017 على الدوحة إلى استسلامها، بل على العكس جاءت النتائج إيجابية.
وأضاف التقرير المنشور على موقع أريون نيوز : أن توافر موارد مالية غير محدودة قد ساعد كثيراً على تمكين الحكومة القطرية من التعامل مع الحصار الشامل الذي تعرضت له، إلى جانب الدعم الضمني الذي قدمته اثنتان من الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وهما الكويت وسلطنة عمان، اللتان أعلنتا حيادهما ولعبت الكويت دور وساطة لحل الأزمة الخليجية. كما أن محاولات إسقاط النظام من قبل دول الحصار باءت بالفشل؛ لأن شرعية الحكومة القطرية ليست محل نزاع، لمحافظتها على الديمومة في تسيير شؤون البلاد واعتمادها على كوادر ذات خبرة وكفاءة تعمل على ضمان الاستقرار الداخلي وتعزيز العلاقات الخارجية على المدى الطويل، لوعي دولة قطر بضعف منظومة مجلس التعاون الخليجي.
نجاحات اقتصادية
قالت القناة الخامسة الفرنسية في تقرير لها إن النتيجة الأفضل بالنسبة للدوحة، التي عرفت كيف تستخدم ثروتها، أن الدولة القطرية أصبحت تميل أكثر من أي وقت مضى نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي؛ وبدأت بالفعل بالتخطيط والعمل لتحقيق هذه الغاية، حيث أن ذكرى الحصار أصبحت مناسبة لتهنئة الشعب القطري بالتغلب على تداعيات الأزمة الخليجية، وتحقيقها لنجاح غير متوقع في اختبار العزلة، وقدرتها غير المتوقعة على الاستغناء عن دول الحصار وأي تبادل معهم. ونجحت دولة قطر، وهي تحت الحصار في افتتاح ميناء حمد، ولم تعد تعتمد على دبي وموانئها، مما تسبب في خسارة قاسية لأبوظبي. وتمكنت الدوحة من استيراد مواد البناء ومواصلة جميع المباني والبنية التحتية الخاصة بمونديال 2022 المستمرة بالارتفاع في سماء الدوحة.

وأشار تقرير للمركز العربي – واشنطن إلى أن الأسواق المالية تعترف بموقف قطر القوي وقدرتها على مقاومة الحصار، وأن هناك حقائق مهمة يمكن استنتاجها من الأزمة الخليجية، منها أن المستثمرين العالميين لا يعتبرون الحصار الذي تفرضه السعودية على الدوحة تهديدا وجوديا، وأن الموارد الائتمانية القطرية أقوى من الحروب التجارية على المستوى الإقليمي، حيث تقوم الدوحة بإعادة بناء روابطها التجارية وسلسلة الإمدادات الغذائية ولا تزال صادراتها القوية داعما أساسيا للتدفق النقدي القطري. مما يرجح فرضية أنه في حال استمرار الحصار يمكن لقطر أن تتحمل آثاره مع انخفاض تأثير التداعيات كل عام، لأن الدوحة تملك علاقات مهمة خارج منطقة الخليج.

وعلى سبيل المثال، تتمتع قطر بالاكتفاء الذاتي من الصلب بما في ذلك حديد التسليح، وهو أمر حاسم للبناء، حيث تستعد قطر لتنظيم مونديال 2022، كما أن ميناء حمد الجديد يتمتع بطاقة استيعاب كبيرة يمكنها تلبية احتياجات الاستهلاك المحلي لسنوات متعددة، والتعامل مع 6 ملايين حاوية شحن في السنة، واستيعاب1.7 مليون طن سنويا. ويستقبل الميناء البضائع التي تحل بالفعل محل تجارة الواردات التي كانت تأتي من قبل السعودية برا وبحراً من الإمارات.
نجاح بالأرقام
أكدت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية أن الأزمة لم تمنع الاقتصاد القطري من النمو. حيث سجّلت مؤشرات النمو الاقتصادي القطري نموا متواصلا، مشيرة إلى أن لدى قطر القدرة على تمويل أي عجز لأكثر من 100 عام.وحسب الوكالة فان نسبة الصادرات ارتفعت حسب أرقام صندوق النقد الدولي وستشهد ميزانية عام 2018 فائضا في قطر البلد الأغنى في العالم بالنسبة لدخل الفرد. كما صرح، الأستاذ المساعد في كينجز كوليدج لندن، لبلومبيرغ ديفيد روبرتس أنه من الصعب أن نجد مؤشرات نجاح لهذا الحصار، «قطر لم تستسلم ولم تشارك أي دولة ذات ثقل مهم في هذا الحصار الرباعي».
وبينت الوكالة أن الدوحة تجاوزت التأثيرات الأولية للأزمة، وبالاعتماد على مواردها الضخمة وقدرتها على التكيف مع الأزمة، وجدت طرقا جديدة للاستيراد والشحن إلى دول مثل تركيا وإيران، ثم توجهت الدوحة إلى تعزيز مكانتها الاقتصادية مع القوى العالمية، وانخرطت في خطة استثمارية مع أمريكا تصل إلى 35 مليار دولار بحلول العام 2020، وأيضاً زيادة حصّتها في عملاق النفط الروسي شركة روسنفت. واستمرت في تشييد وبناء الطرق والملاعب لاستضافة مونديال 2022. وأوردت الوكالة، أن الدوحة استثمرت مليارات الدولارات لتعزيز قدراتها العسكرية، حيث اقتنت من فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة، مجموعة من الأسلحة: طائرات مقاتلة وصواريخ وسفن حربية.
السابق
بالتفاصيل.. شروط وآليات التخييم بالموسم الحالي
التالي
قطر تطالب بمواطنيها “المختطفين” من قبل السعودية