الدوحة – وكالات:
أكد سعادة خورخي فوري وزير خارجية جمهورية الأرجنتين، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى الأرجنتين، ستسهم في توطيد الروابط بين الحكومتين وتعميق روابط التعاون والصداقة بين الشعبين، مشيراً إلى أن الزيارة ستشهد التوقيع على العديد من الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية والرياضية والاجتماعية والثقافية التي ستساعد على توسيع نطاق التعاون.
وأوضح فوري في حوار مع “الشرق” أن الأرجنتين ترغب في تعزيز علاقاتها الثنائية مع قطر من خلال زيادة وتنويع صادراتها، منوهاً إلى أن الجانبين سيبدآن علاقة مثمرة في قطاعات الزراعة والطاقة والاتصالات والسياحة والبنية التحتية وغيرها من المجالات. وشدد على أن بلاده ترغب في إقامة علاقة قوية مع الدوحة في المجال الرياضي وخاصة فيما يتعلق ببطولة كأس العالم 2022.
وقال إن هناك فرصاً كبيرة أمام المستثمرين القطريين في الأرجنتين، حيث إنها تمتلك شركات عالمية رائدة في سوق المواد الغذائية، وهذه الشركات قادرة على المساهمة بشكل أكبر في الأمن الغذائي. وحول القضية الفلسطينية نبه وزير خارجية الأرجنتين إلى أن الشعب الفلسطيني من حقه إقامة دولة حرة ومستقلة، محذرا من خطورة استمرار الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.. وإلى نص الحوار:
— في إطار تعزيز العلاقات بين قطر والأرجنتين، يقوم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بزيارة إلى الأرجنتين.. كيف تقيمون تلك الزيارة؟
نحن نتطلع كثيراً لاستقبال صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في زيارة رسمية إلى بلادنا. ونحن على ثقة من أن هذه الزيارة ستسهم في توطيد الروابط بين حكوماتنا وتعميق روابط التعاون والصداقة بين شعوبنا. وخلال زيارة صاحب السمو سنوقع العديد من الاتفاقيات، من بين مجالات أخرى في المجالات الاقتصادية والرياضية والاجتماعية والثقافية التي ستساعد على توسيع نطاق علاقتنا.
— ما مدى أهمية زيارة صاحب السمو في تعزيز العلاقات بين البلدين؟
نعتقد أن هناك مجالًا لتعميق المستوى الحالي من روابطنا الثنائية إلى كامل إمكاناتها. وترغب الأرجنتين في تعزيز علاقاتها الثنائية مع قطر من خلال زيادة وتنويع صادراتها في القطاعات الإستراتيجية. وعلى الجانب الاستثماري، اتخذنا تدابير ملموسة لجعل الأرجنتين أكثر جاذبية للأعمال التجارية الدولية.
وهناك فرص كبيرة للاستثمار الأجنبي في الأرجنتين، وهذا هو الوقت المثالي للشركات القطرية للاستفادة من الفرص والاستثمار في بلدي. إن الأرجنتين تمتلك شركات عالمية رائدة في سوق المواد الغذائية، وهذه الشركات قادرة على المساهمة بشكل أكبر في الأمن الغذائي. ونحن نتوقع بدء علاقة مثمرة أكثر في القطاعات الإستراتيجية مثل الصناعة الزراعية والتعدين والتمويل والاتصالات والطاقة المتجددة والبنية التحتية والنفط والغاز والبرمجيات والخدمات القائمة على المعرفة والتجزئة والسياحة وذلك في أقرب وقت ممكن، لأن مناخ العمل في الأرجنتين مشجع للغاية.
علاقات متطورة
— كيف ترون تطور العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل عام؟
في الحقيقة نحن راضون جداً عن مستوى علاقتنا الثنائية التي وصلت إليها في السنوات الأخيرة من خلال الحوار والتعاون المستمر. كما يسعدنا أن تنعكس حيوية علاقاتنا الثنائية في تدفق الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى. لقد زار صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأرجنتين في عام 2016، وفي نفس العام قامت نائبة الرئيس غابرييلا ميتشتي بزيارة رسمية لقطر، بما يؤكد رغبة البلدين في تعميق العلاقات.
— كما هو واضح العلاقة بين قطر وأمريكا اللاتينية قد نمت في السنوات القليلة الماضية.. هل أثر الحصار على العلاقات الأرجنتينية القطرية؟
للأرجنتين التزام تقليدي ومتجذر بحزم بالتسوية السلمية للمنازعات واحترام القانون الدولي. نحن منخرطون مع المجتمع الدولي للمساعدة في تحقيق السلام والأمن. وأينما يوجد صراع، وخاصة عندما يتعلق الأمر بأصدقائنا وحلفائنا، فإن بلدنا يشجع على التوصل إلى حل سريع لأي اختلاف من خلال الحوار والتفاوض بين جميع البلدان المعنية. ولهذا السبب، نؤيد جهود الوساطة ومبادرات التفاوض التي تقوم بها مختلف الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي ونأمل في التوصل إلى حل.
تقوية التعاون الرياضي
— هل تعتقد أن استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022 سيخلق ويعزز التعاون بين الدوحة وبيونس آيرس؟
نحن في الأرجنتين نؤمن بأن الرياضة تولد روابط قوية ودائمة تتجاوز الحكومات لتشمل المجتمعات ككل. وفي هذا السياق، تؤكد الأرجنتين من جديد رغبتها في إقامة روابط في هذا المجال مع قطر، وتشجيع أي عمل يساهم في تحقيق هذه الغاية. وتشمل هذه النية توقيع اتفاقات ثنائية، وتبادل الرياضيين والمدربين، فضلاً عن إنشاء برامج تعاون محددة.
— ما هو موقفكم تجاه القضية الفلسطينية؟
تأمل الأرجنتين في أن يتمكن الطرفان من استئناف المحادثات في أقرب وقت ممكن، بهدف التوصل إلى اتفاق عادل وسلمي وشامل ونهائي، في إطار حل “الدولتين”، وتعترف الأرجنتين بحق دولة إسرائيل في العيش بسلام مع جيرانها، داخل حدود آمنة ومعترف بها دولياً، فضلاً عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة حرة مستقلة وقابلة للحياة على أساس حدود عام 1967 ووفقا للقرارات التي توصلت إليها الأطراف في عملية التفاوض. وفيما يتعلق بالحالة في قطاع غزة، أعربت الأرجنتين عن بالغ قلقها إزاء استمرار الأزمة الإنسانية.
التواجد في القضايا العربية
— بعض التقارير تتهم دول أمريكا اللاتينية بأنها بعيدة عن قضايا العالم العربي.. لماذا برأيك؟
للأرجنتين تقاليد صداقة طويلة الأمد مع الدول العربية ونأمل في أن نواصل تعزيز وتعميق العلاقة مع جميع الدول. لقد ساعدت الجالية العربية المتواجدة بكثافة في خلق تصورنا للعالم العربي، وبالتالي، إقامة علاقة عاطفية مع المجتمعات في جميع أنحاء الدول العربية. في هذا الصدد، نقوم بمتابعة عن كثب للأحداث الجارية في المنطقة والقضايا العربية بشكل عام. وتتمتع الأرجنتين بتواجد تاريخي في الدول العربية من خلال سفاراتنا في مختلف الدول العربية ومنها قطر.
— ما هو موقف الأرجنتين في مكافحة الإرهاب؟
للأرجنتين موقف قوي جداً يدين الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره. وتمنح الأرجنتين معاملتها في إطار المنتديات المتعددة الأطراف، سواء على الصعيد العالمي أو الإقليمي. وتؤكد الأرجنتين من جديد استعدادها للتنسيق على الصعيد الدولي في القضاء عليه، في إطار القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان.