قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية إن زيارته إلى موسكو جاءت في إطار إطلاع الاصدقاء في روسيا على التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة خاصة وأن دولة قطر تربطها مع روسيا علاقات صداقة ودية وروسيا لاعب رئيسي في الساحة ولذلك أردنا أن يكون هناك حوار بيننا في شأن الأزمة وتطوراتها الأخيرة.
وأضاف سعادة وزير الخارجية في لقاء مع تلفزيون روسيا اليوم أنه أطلع سعادة السيد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي على هذه التطورات مشيرا إلى أنه “كان هناك حوار بناء مع الجانب الروسي كما شرحنا رؤيتنا لهذه الأزمة كما شرحناها لبقية الأصدقاء الذين التقينا بهم في الأيام الماضية وبينا خلفيات هذه الأزمة ووجهة نظرنا في هذا الشأن”.
وأضاف سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية” أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طرح علينا وجهة نظره التي تقول بأن هذا الصراع يظل في إطار مجلس التعاون الخليجي وأن بلاده ضد التصعيد وهو ما نتفق عليه في دولة قطر بأننا ضد أي تصعيد ويجب أن تحل مثل هذه الخلافات بالحوار وداخل حدود مجلس التعاون ولكن للأسف الدول التي قامت باتخاذ مثل هذه الإجراءات الجائرة وغير القانونية على دولة قطر أشركت دولا من خارج المجلس وباتت تحشد الدعم لدول أخرى كي تتخذ إجراءات مماثلة ضد دولة قطر لكن بالنسبة لنا يظل الخلاف خلافا قطريا مع كل من السعودية والإمارات والبحرين وتظل هذه البلدان الثلاثة ضمن الإطار الخليجي ولا تخرج خارجه”.
وعن خلفيات هذه الأزمة خاصة وأنها أثارت الكثير من التساؤلات حول بروزها فجأة قال سعادته “إن هناك جانبين للقصة الأول هو الظاهر أمام دولة قطر وأن خلفية الأزمة لا يجب أن تكون عميقة بحيث أن العلاقات كانت قبل يوم واحد من التصعيد ودية ولم تتم إثارة أي مطالب من قبل الدول التي اتخذت هذه الإجراءات ضد دولة قطر التي سبقتها حملة إعلامية ضدنا مبنية على أخبار مفبركة بعد قرصنة وكالة الأنباء القطرية وهذا أكبر دليل بالنسبة لنا على أن الأزمة التي تقوم على هجمات إعلامية ليس لها أي أساس صلب”..مؤكدا “أنه وإلى اليوم لم نسمع إلا اتهامات مرسلة ليست هناك مطالب محددة عما تريده هذه الدول من دولة قطر”.
واعتبر سعادته” أن الإجراءات التي تم اتخاذها ضد دولة قطر لم يتم اتخاذها ضد دول يعتبرونها دولا أعداء فقطر تلام بأن لها علاقات مخفية مع إيران في حين أن علاقاتنا معها واضحة وشفافة”.
وتابع “هناك علامة استفهام حول سبب هذا العداء ضد دولة قطر الأسباب التي طرحت في بيانات السعودية والإمارات والبحرين ومصر متناقضة”. متسائلا “كيف يتهموننا بدعم حزب الله وإيران وفي نفس الوقت نتهم بدعم تنظيم القاعدة في سوريا؟ وكيف لنا أن ندعم الحوثي في اليمن والإخوان المسلمين من طرف آخر؟”. مؤكدا أن “هذه التناقضات هي أكبر دليل على أن الاتهامات الموجهة لقطر جزافية وغير محددة وإذا كانت هناك مطالب واضحة كان من الأجدر مناقشتها على طاولة الحوار بيومين قبل اتخاذ هذه الإجراءات ومنحنا حق الرد على هذه الاتهامات أما أن تحجب قنواتنا وأن يقمع الرأي الذي يريد توضيح وجهة نظرنا ثم تقوم حملة إعلامية مضادة لدولة قطر وشيطنتها والأخبار الكاذبة ضد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والمسؤولين القطريين تظهر أن هناك شيئا أكبر يخص دولة قطر بحد ذاتها”.
وعما أشيع عن لقائه بقاسم سليماني في بغداد قال سعادة الوزير “هذه القصة من نسج الخيال لو كنت في حاجة للقاء قاسم سليماني لالتقيت به في الدوحة أو طهران”. مؤكدا” أن دولة قطر حين تريد ان تتخذ خطوات تكون علنية ولا تخفي شيئا ومسألة لقائي بسليماني جزء من حملة الأخبار المفبركة التي اخترعوها بعد اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية”.
“وأضاف سعادة الوزير” أنا وصلت إلى مطار بغداد ثم توجهت إلى مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومن ثم غادرته إلى المطار ومنه إلى الدوحة في الوقت الذي التقى وزير الطاقة السعودي بعدي مباشرة برئيس الوزراء العراقي وغادرت الأراضي العراقية وهو لا يزال موجودا في بغداد”.
وعن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قال فيها إنه استمع من دول أن دولة قطر تدعم الإرهاب قال سعادة وزير الخارجية “إن العلاقات التي تربط دولة قطر بالولايات المتحدة تاريخية وتمتد لعقود وبعد توقيع اتفاقيات التعاون العسكري واتفاقيات تقديم التسهيلات العسكرية بين البلدين بذلت قطر جهودا كبيرة في مكافحة الإرهاب وقدمت الكثير مع حلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وكان من المستغرب أن يكون تصريح الرئيس الأمريكي مبنيا على آراء رؤساء دول لهم مواقف سياسية ضد دولة قطر ودائما يستخدمون الإرهاب كذريعة لأضدادهم السياسيين سواء كانوا دولا أو أفرادا لأنها أسهل ترويجا وتلقى أكثر تعاطفا لدى الغرب وقد كانوا يرغبون في أن يكسبوا تعاطفا غربيا ضد دولة قطر باتهامها بدعم الإرهاب”.
وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن المؤسسات الأمريكية دائما ما تثني على دور دولة قطر وشراكتها معها في مكافحة الإرهاب. موضحا أن أكبر دليل على أن هذه الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) يرمون التهم جزافا ضد دولة قطر ان القائمة التي أصدروها وحاولوا الزج بها قد تم تفنيدها لأن القائمة شملت جمعيات خيرية لها صفات استشارية لدى الأمم المتحدة وعلى صحفيين وأناس مسجونين في مصر وآخرين مطبقة عليهم عقوبات أممية.. مؤكدا أن هذه القائمة جزء من حملة الاتهامات التي يريدون القائها على دولة قطر وان أمريكا لديها قوائم واضحة للإرهاب.
وشدد سعادته بالقول “نحن لا ندعم الإخوان المسلمين. دولة قطر تدعم الحكومات وتقيم علاقاتها مع الحكومات فنحن دولة ولسنا حزبا سياسيا كذلك بالنسبة لحركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة لكنها بالنسبة للدول العربية حركة مقاومة شرعية ونحن لا ندعم حماس بل ندعم الشعب الفلسطيني ونتعاون مع السلطة الفلسطينية الرسمية ووجود حماس في قطر هو تمثيل سياسي للحركة وقطر مكلفة من قبل شركائها الدوليين بأن تعمل على المصالحة الفلسطينية لذلك هناك قيادات من حركتي فتح وحماس ونستغرب كيف أصبحت حماس تهمة من قبل دول عربية” مذكرا بأن ” حماس غير مدرجة على قوائم إرهاب مجلس التعاون الخليجي”.
وردا على سؤال حول إمكانية الجمع بين قاعدتين أمريكية وتركية في دولة قطر أجاب سعادته “ان لدى قطر مساحة متاحة للتعامل عسكريا مع أي دولة تريدها وفق سيادتها هناك تعاون عسكري بين قطر وتركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ومع كثير من الدول الأخرى وهذا قرار سيادي”.. نافيا صحة التقارير حول استعانة قطر بجنود من باكستان.
وأكد أن “الشراكة بين دولة قطر والولايات المتحدة تتجاوز بكثير هذه المشاكل التي يريدون إثارتها”..موضحا” أن التعاون القطري الأمريكي ومع كافة الدولة الصديقة لم يتأثر وان كل الإجراءات التي تم اتخاذها ضد دولة قطر هي إجراءات جائرة وغير قانونية يريدون فرض عقاب جماعي على قطر للضغط عليها في أمر ما لا نعرف ما هو حتى الآن”.
ونفى سعادة وزير الخارجية نية قطر تشكيل محور جديد في المنطقة تركي ــ إيراني ــ قطري على اعتبار أن “المنطقة لا تتحمل أزمات جديدة ودول مجلس التعاون كانت مركز الاستقرار في المنطقة والإجراءات ضد دولة قطر تخلخل استقرار منطقة الخليج”.. مشددا على” أن دولة قطر لن تكون سببا في خلخلة مركز الاستقرار هذا”.
وعن إمكانية “تغيير قطر لسياستها بناء على هذه الظروف” قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني “ما تم بناؤه من سياستنا على مبادئنا سيظل كما هو نريد علاقات إيجابية مع إيران لكن وفق مبادئنا ولدينا خلافات مع إيران ويجب أن نحلها بالحوار”.
وعما إذا كانت قطر بصدد فتح ممرات تجارية مع ايران في ظل هذا الحصار قال سعادته ” إن إيران فتحت لنا كافة الممرات منذ بداية الأزمة غير أننا ليس في حاجة إليها الآن لكن في النهاية تبقى مصالح شعبنا هي بوصلتنا في اتخاذ قراراتنا”.. منوها إلى أن “قطر هي الدولة الخامسة خليجيا في الميزان التجاري مع إيران بينما الإمارات العربية المتحدة هي الشريك الثاني تجاريا لإيران بعد الصين””.. مبينا” أن التجارة مع إيران ليست مجرمة ضمن مجلس التعاون وإذا كانوا يتهموننا بها فمن باب الأولى أن يكونوا قد اتخذوا هذه الإجراءات العدائية ضد الدولة التي اتهموننا بإقامة علاقات معها”.
وأوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية” أن قطر لن تعلن يأسها من وساطة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت التي تقدرها وتثمنها لأنها لا تزال مستمرة وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى يعتبر سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح والدا له وكان قد طلب من سموه أن تكون هناك مساحة لتحركاته..ونحن ندعم هذه المساحة ..واتصالاتنا مع الدول الصديقة تصب في سبيل دعم جهود صاحب السمو أمير دولة الكويت”.. مضيفا “لم تأتنا طلبات واضحة من الطرف الآخر إذ ليس هناك وضوح في الرؤية حول المطالب”.
وجدد سعادته التأكيد على أن “دولة قطر يمكنها أن تصمد غذائيا وفي كل احتياجاتها إلى الأبد وما يتم الحديث عنه من أزمة غذائية هو في إطار الحرب الإعلامية ضدنا”.. مؤكدا أن “دولة قطر أعدت لمثل هذه الأزمات إعدادا استراتيجيا لأننا مررنا بأزمات سابقة سواء في المحاولة الانقلابية الفاشلة في 1996 أو في أزمة سحب السفراء في 2014 وسمو الأمير لديه توجيهات واضحة بأن نجعل دولة قطر تعتمد على نفسها اعتمادا كليا”.
وردا على سؤال عن ان قطر بصدد النظر في موضوع قناة الجزيرة قال سعادته ” إن القرارات التي تمس السيادة القطرية والسياسة الخارجية القطرية خارج إطار الأمن الجماعي لمجلس التعاون وانه يتم تقييمها من داخل دولة قطر ولا يفرض عليها من الخارج ولن نقبل وصاية من أحد”.. مؤكدا” أن القرارات التي تؤثر على الأمن الخليجي هي التي تهمنا وأما غير ذلك فلن يتم النقاش حوله”.