وزير الخارجية في حوار مع LA Times: كشفنا المحاصرين ونجحنا بوجه حصارهم

وكالات – بزنس كلاس:

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر بذلت الوقت والموارد لكشف اكاذيب دول الحصار. وقال سعادته في تصريحات لصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية نشرتها امس إن دولة قطر تجاوزت الحصار وسجلت أرقاماً قياسية في عدد الشركات المسجلة الأجنبية والمحلية”.

وأضاف سعادته: “لقد استغرق الأمر بعض الوقت والموارد لاستبدال أكاذيب الدول المحاصرة بالحقيقة، بما في ذلك دعوة الوفود لزيارة قطر والتحقيق في الحصار بأنفسهم”. مضيفا سعادته “خلص ضيوفنا إلى أن دولة قطر كانت ولا تزال حليفاً ثابتاً للولايات المتحدة ملتزمة بمكافحة الإرهاب وهزيمة التطرف في المنطقة وحول العالم”.

قضية خاشقجي

وذكر تقرير صحيفة لوس انجلوس تايمز الذي أعدته ميليسا إيتاد، أن مقتل خاشقجي، وهو معارض سعودي اختفى بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، تركيا، أعطى لقطر بعض النفوذ الدولي في معركتها مع السعودية. حيث خلصت وكالة المخابرات المركزية إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر بقتله، مما تسبب في موجة غضب دولي أدت إلى تشويه صورته. وانضمت قطر إلى الدول التي دعت إلى محاسبة القتلة. ومن جهته رفض ترامب استنتاج وكالة المخابرات المركزية وأعاد التأكيد على العلاقة الأمريكية مع السعودية، لكن عددا من المحللين قالوا إن الرئيس الأمريكي يملك الآن القدرة على إقناع السعودية برفع الحصار عن الدوحة إذا أراد ذلك. وقال شبلي تلحمي، أستاذ في السياسة الخارجية بجامعة ميريلاند “الآن السعودية مدينة له” “إذا كانت قطر تمثل أولوية بالنسبة إلى ترامب، ستكون هناك قصة مختلفة تمامًا”.

 النجاح القطري

وقال التقرير إن الأوضاع كانت تبدو قاتمة في يونيو من عام 2017، بالنسبة لدولة قطر حيث أعلن تحالف من الدول العربية بقيادة السعودية الحصار الدبلوماسي والاقتصادي عليها طارحا 13 مطلبا لإنهاء الحصار، فيما واجهت قطر التي يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة لأسوأ السيناريوهات في الوقت الذي حذر فيه الخبراء من أزمة إنسانية في المنطقة تلوح في الأفق. لكن الأسوأ لم يحدث في الدوحة، بدلا من ذلك، فإن الاقتصاد القطري شهد نموا في هذا الشهر، أفاد صندوق النقد الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي لقطر يعرف نموا بنسبة 2.4٪ هذا العام، مقابل ارتفاع 1.6٪ في عام 2017.

كما لعب ارتفاع أسعار النفط دوراً كبيراً، إلى جانب جهود مكثفة من الحكومة من خلال البحث المستمر عن فرص اقتصادية جديدة وعلاقات سياسية تواصلت إلى ما بعد التداعيات الدولية الناجمة عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر.

الحصار فشل

وقال كريستيان كوتس أولريتشسين، محلل شؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر: “قطر حافظت على انفتاحها على سوق الأعمال، لقد كان الحصار فاشلًا” فيما كانت السعودية تحاول معاقبة قطر على تحالفها مع إيران – المنافس الرئيسي للسعوديين – ومحاولة استقلالها والتأثير في السياسة الخارجية.

 

وبعد فترة وجيزة من تولي ترامب الرئاسة، بدأت السعودية بالترويج لدعم قطر للجماعات السياسية الإسلامية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة في تونس، لتوحي بأنها تؤوي الإرهابيين وتدعمهم.

وفي هذا السياق قال أولريتشسين “لقد أرادوا التأثير على الإدارة الأمريكية وخلق تصور بأن قطر تدعم الإرهاب”.

وأوضح التقرير أن قطر التي أكدت مكافحتها للارهاب هي موطن لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض لها قطر إلى اتهامات ففي عام 2014، سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر لمدة ثمانية أشهر بسبب دعمها المزعوم للجماعات الإسلامية. وعلق أولريتشسين على تكرار الأزمة بأنه سرعان ما بدأ المسؤولون القطريون في وضع خطط طوارئ لمجابهة أي وضعية تتعرض لها البلاد.

وكانت الدوحة على استعداد هذه المرة، ففي غضون أسبوعين من الحصار، خلقت قطر طرقا تجارية جديدة عبر سلطنة عمان والهند. بحلول الخريف الماضي، افتتحت قطر ميناء بحريا جديدا لاستيراد الأغذية والإمدادات الأساسية الأخرى. وفي الوقت نفسه، بدأت أيضا في تعزيز دورها كوسيط دولي – حيث استضافت مؤخرا محادثات بين الحكومة الأمريكية وحركة طالبان – وقدمت حوافز للشركات الأجنبية لتوسيع الاستثمارات في الدوحة. وصرح في هذا الصدد للصحيفة شبلي تلحمي،: “يحب القطريون أن يقولوا إنهم تعلموا كيف يكونون أكثر استقلالية”.

وأورد التقرير أن تحسين العلاقات مع ترامب تطلب المزيد من القدرة على المرونة، لقد قامت الدوحة بحملة علاقات عامة مميزة، حيث رتبت لأكاديميين وصانعي سياسة أمريكيين مؤثرين لزيارة الدوحة وتبادل الأفكار والمعارف مع المسؤولين القطريين. وسرعان ما بدأت الإدارة الأمريكية في حث السعودية على حل الأزمة، وفي أبريل، دعا ترامب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى البيت الأبيض، واصفاً إياه بأنه “شريك قيم وصديق قديم”.

السابق
رئيس الورزاء يفتتح مناطق التخزين اللوجستية بمنطقة أم صلال
التالي
ميناء الرويس: دورة لمكافة تسرب النفط