الدوحة – قنا – بزنس كلاس:
أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع عزة سيكلف المنطقة مزيدا من التوتر والاحتقان. وطالب سعادته في تغريدة على موقع تويتر أمس المجتمع الدولي بالتدخل لوقف التصعيد.
يأتي ذلك فيما خيمت أجواء حرب على قطاع غزة،إثر عشرات الغارات الإسرائيلية العنيفة، ورد المقاومة الفلسطينية بـ 80 صاروخا، فيما استشهد ثلاثة فلسطينيين ، بينهم طفلة رضيعة ، وكانت الغارات الإسرائيلية من العنف بحيث اهتزت لها أرجاء القطاع وأعادت إلى الأذهان حرب 2014 الأخيرة. وشيعت جماهير فلسطينية غاضبة، أمس، في مدينة دير البلح جثماني الشهيدتين إيناس محمد خماش وهي حامل في الشهر التاسع، وطفلتها بيان خماش وأدى المصلون صلاة الجنازة على روح الشهيدتين، قبل أن ينطلقوا بالجثمانين ليجوبوا بهما المدينة، ثم يواريا الثرى في إحدى مقابر دير البلح.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنّ “غرفة العمليات المركزية” التي تضم المجموعات العسكرية للفصائل الفلسطينية قصفت برشقات صاروخية المغتصبات الصهيونية”. واستهدفت صواريخ المقاومة مدينة سديروت حيث أصيب أشخاص بينهم عاملة زراعية تايلاندية، ونقل آخرون إلى المستشفى في حالة الصدمة، فضلا عن تضرر منزل وسيارات في حين دوت صافرات الإنذار في عدة بلدات قريبة من القطاع لدعوة السكان للنزول إلى الملاجئ. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو “نفذ 40 طلعة ضربت 140 هدفاً”.
من جانبها، ذكرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية إن قيادة الجيش أقرت بأن الغارة تقررت بعد أن قدر الجيش “من طريق الخطأ” أن إطلاق النار على جنوده صدر من ذاك الموقع. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الحكومة الأمنية المصغرة تابعت مناقشة شروط التهدئة المحتملة. وأكدت المصادر الأمنية في قطاع غزة إن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع ومراكز تابعة خصوصا لحركة حماس في مناطق مختلفة في قطاع غزة أسفرت عن أضرار كبيرة.
وألقى سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس مسؤولية التصعيد على إسرائيل ووصف مقتل عضوين من حماس يوم الثلاثاء في شمال غزة بأنه غير مبرر. وقررت “غرفة العمليات المركزية” كافة الفصائل الفلسطينية، وقف إطلاق النار والصواريخ تجاه إسرائيل في جولة التصعيد الحالية على حدود قطاع غزة.
من جهته قال مسؤول آخر في الغرفة المشتركة “نحن أوقفنا تماما عمليات التصعيد وقد أبلغنا الوسطاء الأخوة في مصر وملادينوف بقرار الفصائل وبدورهم قاموا بإبلاغ الاحتلال الإسرائيلي وأبلغنا الوسطاء أن سلطات الاحتلال ملتزمة بالتهدئة طالما كان هدوء في غزة”. من جانبها، طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي، بالتدخل العاجل، لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في المحافظات الجنوبية .
وحمل السيد يوسف المحمود المتحدث الرسمي باسم الحكومة في بيان صحفي ، حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية عن التصعيد الخطير الذي يشهده قطاع غزة، واستمرار الحصار منذ 11 عاما، والذي فاقم الأوضاع وطال كافة مستويات الحياة وما زال يدفع بأبناء الشعب الفلسطيني إلى مزيد من التوتر والمخاطر . وأكد أن الخطر الشديد الذي يحدق بالقضية الفلسطينية برمتها يستوجب تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية على الفور، وذلك عبر تمكين الحكومة بشكل كامل في القطاع، كما تم الاتفاق عليه.
وفي السياق، دعت الأمم المتحدة إلى التهدئة وقال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف في بيان “أشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الأخير في أعمال العنف بين غزة وإسرائيل، خاصة إطلاق عدد كبير من الصواريخ باتجاه بلدات في جنوب إسرائيل”. ودعا ملادينوف جميع الأطراف إلى “الابتعاد عن حافة الهاوية” وقال إنه سبق أن حذر من أن الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية في غزة “تنذر بصراع مدمر لا يريده أحد”، مضيفا “لقد تعاونت الأمم المتحدة مع مصر وجميع الأطراف المعنية في جهد لم يسبق له مثيل لتجنب مثل هذا التطور، جهودنا الجماعية منعت الوضع من الانفجار حتى الآن”. وقال مصدر مصري إنّ “مصر والأمم المتحدث تجري اتصالات مع كافة الأطراف المعنية، وتبذل جهودا مكثفة لاحتواء التصعيد وإعادة الهدوء”.
وقال يوفال شتاينتز عضو المجلس الوزاري المصغر لراديو إسرائيل “لا نتطلع لحرب ولا نرغب في مواجهة أوسع لكن قد يحدث ذلك لأننا لن نقدم أي تنازلات لحماس”.