الدوحة – بزنس كلاس:
كشف الدكتور هايل محمد الواوي خبير المحاصيل الزراعية ورئيس وحدة المحاصيل والأعلاف بوزارة البلدية والبيئة عن خطة للتوسع في زراعة الأعلاف الخضراء من أجل تلبية كافة احتياجات الاستهلاك المحلي من مختلف أنواع الأعلاف بما يسهم في تنمية الثروة الحيوانية وتقليل الفجوة بين الأعلاف المنتجة محلياً والمستوردة فضلاً عن تقليل استهلاك المياه المستغلة في زراعة تلك الأعلاف.
وأكد أن الوزارة عملت خلال الفترة الماضية على تجربة أنواع من الأعلاف الخضراء مثل اللبيد والصبار الأملس والتي تتميز بقدرتها الإنتاجية العالية وقلة استهلاكها للمياه بنسبة 50 % عن غيرها من الأعلاف الخضراء التقليدية مثل الرودس والجت « البرسيم » والتي تستهلك كميات كبيرة من المياه ويعتبر الاستهلاك العالي للمياه لهذين المحصولين هو المشكلة الرئيسية لزراعتهما علاوةً على قابليتهما للإصابة ببعض الأمراض الفطرية والحشرات كونهما من المحاصيل المدخلة إلى البيئة القطرية. وأشار إلى أن تجارب زراعة اللبيد نجحت بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الماضية سواء بزراعتها في محطة التجارب الزراعية أو في المزارع القطرية التي تبنت زراعة اللبيد، حيث بلغ عدد المزارع القطرية التي تزرع اللبيد وتعتمد عليه كعلف نحو 50 مزرعة وبلغت إنتاجية الهكتار الواحد نحو 120 طناً في السنة وهو معدل كبير بالمقارنة بالأعلاف الأخرى، مؤكداً أن الوزارة توفر كل الدعم للمزارع التي ترغب في زراعة اللبيد سواء من خلال دعمها بالشتلات أو البذور علاوة على الدعم الفني.
وقال يُعتبر اللبيد أو « السبط « كما يعرفه المواطنون نباتاً برياً قطرياً من المحاصيل العلفية وقابلاً للحش، ويمكن حشه بمعدل 9 مرات في السنة وهو ذو إنتاجية عالية، حيث بلغت إنتاجيته من الوزن الأخضر حوالي 80 – 120 طناً/ هـ ، وإنتاجيته من الوزن الجاف حوالي 35- 50 طناً/ هـ، وذلك ضمن الظروف المحلية لدولة قطر مع الإشارة إلى أن إنتاجية اللبيد تُضاهي إنتاجية الرودس من الوزن الجاف والرطب.
أما من ناحية القيمة الغذائية فهو ذو قيمة علفية جيدة وهو مستساغ من قبل الحيوانات، حيث يحتوي على البروتين بنسبة تتراوح بين 5.05%- 9.6%، وعلى الألياف الخام بنسبة تتراوح بين 31.68% – 36.49%، وذلك ضمن ظروف دولة قطر بينما كانت نسبة البروتين في الرودس .05 % فقط.
وأضاف: يتميز محصول اللبيد بتحمله لمستويات عالية من الملوحة ضمن ظروف دولة قطر، وفي هذا الصدد فقد نجحت زراعة اللبيد في محطة أبحاث الزراعة الملحية في دخان التي تتصف بارتفاع ملوحة التربة فيها.
وأشار إلى أن النتائج أظهرت أن نبات اللبيد ذو كفاءة عالية في استخدام المياه إذ إن متوسط الاستهلاك المائي له كان حوالي 24 ألف متر مكعب من المياه لكل هكتار سنوياً بينما يستهلك البرسيم (الجت) حوالي 65 ألف متر مكعب من المياه ويستهلك الرودس حوالي 48 ألف متر مكعب من المياه وبالتالي فإن عملية تبني وزراعة اللبيد في دولة قطر ستوفر نسبة 50%- 60% من المياه مقارنةً بزراعة محصولي الرودس والجت على التوالي كما يمتاز محصول اللبيد بإمكانية تطبيق وسائل الري الحديثة ( ري بالتنقيط ،..) لري النباتات المزروعة، ما يساعد على توفير المياه.
ودعا د. الواوي أصحاب المزارع إلى التوسع في زراعة اللبيد على نطاق أكبر مع زيادة المساحات المزروعة في تلك المزارع علاوة على تغيير الثقافة التقليدية في زراعة الأعلاف الخضراء والتوجه إلى الأعلاف البلدية التي تمثل مستقبل زراعة الأعلاف في الدولة التي تستهلك كميات قليلة من المياه بالإضافة إلى تحملها لظروف المناخ الجاف علاوة على إنتاجيته العالية مشيراً إلى أن كثيراً من المزارع بدأت تأخذ نهجاً جديداً في زراعة اللبيد، حيث تعتمد عليه كعلف للماشية وفي الوقت نفسه بيعه في السوق وتحقيق أرباح عالية من الاتجار فيه.
-
زراعة 8 أصناف جديدة من النباتات الرعوية
تعمل إدارة البحوث الزراعية من خلال عدد من المشاريع البحثية للتصدي لمشكلة نقص المياه، حيث أثمرت الجهود البحثية عن إمكانية زراعة العديد من الأصناف النباتية باستخدام حزمة من التقنيات المناسبة والتي تقوم على الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة في ري هذه المزروعات وتتجه الإدارة لتعريف أصحاب المزارع بها خاصة التي ضعفت إنتاجيتها من الأعلاف التقليدية بسبب تدهور خواص التربة وتملحها.
وقد نجحت إدارة البحوث الزراعية في زراعة 8 أصناف جديدة من النباتات الرعوية والعلفية في التربة القطرية وهي أصناف لديها قدرة كبيرة في تحسين خواص التربة علاوة على تحملها ملوحة التربة ومياه الري مثل بنجر العلف والذي تبلغ إنتاجية الهكتار الواحد منه نحو 145 طناً في السنة وأعلاف السيسبانيا ويصل إنتاجها السنوي 72 طناً ونبات الباراجراس ويبلغ إنتاجه السنوي نحو 15.7 طناً سنوياً بالإضافة إلى الشعير العلفي والكلارجراس والبراسكا والاتريليبكس.
-
حسن الأصمخ رئيس قسم البحوث النباتية:
-
زراعة 38 نوعاً من الصبار الأملس في 13 مزرعة
-
تقديم ألواح الصبار وشتلاته مجاناً للمزارعين
أكد المهندس حسن إبراهيم الأصمخ رئيس قسم البحوث النباتية بإدارة البحوث الزراعية أن الإدارة عملت خلال الفترة الأخيرة أيضاً على التوسع في زراعة الصبار الأملس أو ما يعرف بالتين الشوكي كأحد الأعلاف البديلة التي تمتاز باستهلاكها الأقل من المياه وتتحمل الظروف المناخية الصعبة للدولة علاوة على إنتاجيتها العالية.
وأكد الأصمخ أن الصبار الأملس نبات علفي جيد يتحمل الجفاف حيث يمكن تقديمه للماشية كعلف طازج أو تقطيعه وتجفيفه أو تخزينه، وتنجح زراعته في المناطق الهامشية والتي يقل فيها معدل الأمطار عن 150مم، كما تحتوي أوراق الصبار المجففة على نسبة من الألياف والبروتين والعناصر المعدنية وأهمها الكالسيوم وأكسالات الأملاح مما يجعله مستساغاً عندما يقدم كعلف للحيوانات.
وأشار إلى أن إدارة البحوث الزراعية قامت بإدخال 38 صنفاً من الصبار العلفي الأملس أو قليل الأشواك من مختلف دول العالم بهدف دراسة تأقلمها وإنتاجيتها من الأعلاف والثمار ضمن الظروف البيئية في دولة قطر.
وكشف الأصمخ عن زراعته بشكل ناجح في 13 مزرعة في مناطق مختلفة من الدولة مؤكداً أن الإدارة تقدم ألواح الصبار وشتلاته للمزارعين بشكل مجاني، كما يتم تقديم التوصيات والدعم الفني اللازم لزراعته.
-
الصبار علف مثالي للجمال والماعز
أكد المهندس حسن إبراهيم الأصمخ أن نتائج الأبحاث الزراعية أسفرت عن عدة نتائج من بينها أن أصناف الصبار تميزت بقوة نمو كبيرة وتأقلمت بشكل واسع مع الظروف المحلية، وتجاوز ارتفاع النبات 190سم، وأعطت الأصناف عدداً كبيراً من الألواح الخضراء الملساء جيدة النوعية والمستساغة بالنسبة للحيوانات وخاصةً الماعز والجمال، كما امتازت ألواح الصبار بقيمة غذائية عالية حيث احتوت على البروتين بنسبة 11.2% والألياف بنسبة 10% إضافةً للعناصر المعدنية الهامة وأنتجت أصناف الصبار ثماراً من التين الشوكي ذات لون أحمر أو أصفر، وحجم كبير وطعم لذيذ مرغوب، وكانت نسبة البروتين في الثمار 10.8% علاوةً على احتوائها على نسب مرتفعة من الكالسيوم والبوتاسيوم والنتروجين وغيرها. مع الإشارة إلى أن أزهار الصبار أيضاً جاذبة للنحل بشكل كبير كما يمكن الاستفادة من ألواح الصبار بفرمها مع سعف النخيل وتصنيع مكعبات علفية مغذية.
وقال: تنصح إدارة البحوث الزراعية المزارعين بالتوسع بزراعة الصبار العلفي الأملس كمحصول متأقلم وقليل الاحتياجات المائية حيث يستهلك حوالي 15 ألف م3 من المياه سنوياً، كما أنه محصول ثنائي الغرض حيث يُستفاد من ألواحه كعلف احتياطي للحيوانات خاصةً في الظروف الطارئة كما يمكن الاستفادة من ثماره كفاكهة لذيذة ومرغوبة، وذلك بعد نجاح زراعته سواءً في محطات البحوث أو حقول المزارعين.
-
أصحاب المزارع لـ الراية:
-
زراعة الأعلاف .. تجربة ناجحة
عن تجربة زراعة الأعلاف الخضراء البديلة اللبيد والصبار الأملس أكد عدد من أصحاب المزارع أن تلك التجربة ناجحة بنسب 100% نظراً لارتفاع إنتاجية تلك الأعلاف وقلة استهلاكها للمياه وملاءمتها لكافة أنواع التربة الزراعية ما يؤكد أن هذين المحصولين هما مستقبل زراعة الأعلاف في الدولة خلال الفترة المقبلة.
يقول مهندس أحمد الصباغ إن الأعلاف المستوردة أسعارها في ارتفاع مستمر علاوة على أن زراعة الرودس والجت تستهلك كميات كبيرة من المياه لا تتناسب مع القدرات المائية لدى المزارع وبالتالي فإن التوجه لزراعة أعلاف بديلة تستهلك كميات أقل من المياه وتعطي إنتاجية عالية علاوة على أنها ذات قيمة غذائية كبيرة للماشية إنجاز كبير يحسب لإدارة البحوث الزراعية ووزارة البلدية والبيئة. وقال «بدأت بزراعة 25 دونماً في البداية من الصبار ومثلها من اللبيد في أماكن متطرفة من المزرعة على سبيل التجربة إلا أنني اكتشفت نتائج مذهلة، وفي العام التالي تم مضاعفة المساحة خاصة أن اللبيد والصبار يمكن ريهما بالتنقيط ولا يستهلكان مياهاً وبالتالي أصبحت أعتمد عليهما لتغذية نحو 300 رأس من الأبقار علاوة على الماعز، ويقول المهندس محمود أبو زيد: يمتاز نبات اللبيد بكثافته العالية كما أن إنتاجيته أكبر بكثير من الرودس علاوة على أنه وفر آلاف الريالات التي كنا ننفقها سنوياً على شراء الأعلاف من السوق والتي تفوق الـ 600 ألف ريال.
-
استغلال مخلفات النخيل كأعلاف حيوانية بديلة
بدأت وزارة البلدية والبيئة في استحداث أنواع جديدة من الأعلاف البديلة من بينها مشروع استغلال مخلفات النخيل كأعلاف حيوانية بديلة حيث يمكن استغلال سعف النخيل والنوى وغيره من المخلفات كأعلاف لما لها من قيمة غذائية كبيرة.
حيث أثبتت التجارب والأبحاث أن محتوى سعف النخيل من البروتين الخام المستخلص الخالي من النيتروجين والرماد يماثل ما يحتويه قش القمح كما أن أوراق سعف النخيل تحتوي على كميات كافية من الألياف الخام (السيليلوز واللجنين) مما يجعلها مصدراً جيداً للطاقة اللازمة للحيوانات المجترة إلا أنها تحتاج لمعاملات كيميائية لهضم وتكسير اللجنين
كما أثبتت أن معدل الزيادة في الوزن ومعامل التحويل الغذائي في أغنام تمت تغذيتها على سعف النخيل كانت أكبر في قيمتها عند تغذيتها بتبن القمح في الاستهلاك ومعدل النمو وكفاءة الاستفادة من مخلفات النخيل والمخلفات الأخرى بالنسبة للأغنام.
-
في مجال الغذاء والمياه والطاقة من منتدى بلمونت الدولي
-
إجازة بحث قطري أوروبي أمريكي مشترك
الدوحة- قنا:
حصل بحث علمي قطري أوروبي أمريكي مشترك في مجال الغذاء والمياه والطاقة على الإجازة العلمية والفنية من منتدى بلمونت الدولي للبحوث العلمية والاتحاد الأوروبي الدولي للمدن الحضرية. ويدور البحث العلمي عن صياغة استراتيجية مستدامة لموارد الغذاء والمياه والطاقة (FWE) في المناطق الحضرية عن طريق تحسين أوجه التعاون بين نظم الغذاء والمياه والطاقة وذلك لمدة (3) سنوات، تبدأ من يناير 2018 وتنتهي في ديسمبر 2020م حيث تقوم بعض الجهات المانحة العالمية ومنها الصندوق القطري للبحث العلمي بتمويل هذا البحث. ويرأس فريق قطر في هذا البحث كل من الدكتور محمد سيف الكواري مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية ممثلا عن وزارة البلدية والبيئة والباحث محمد الحشري من معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة فيما يمثل جامعة حمد بن خليفة الأستاذ الدكتور عبدالكريم أحمد، حيث يشترك فريق قطر مع مراكز بحوث علمية أوروبية وأمريكية حيث يقوم فريق قطر بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات والهيئات الوطنية ومراكز البحوث المتخصصة في تنفيذ هذا البحث العلمي الهام بما يخدم رؤية قطر 2030 واستراتيجية التنمية الوطنية 2017 – 2022، ويحقق الاستراتيجية المستدامة لموارد الغذاء والمياه والطاقة في قطر. يذكر أنه تقدم (88) بحثاً علمياً على مستوى العالم في المرحلة الأولى، وبعد المراجعة والتقييم تأهل (40) بحثاً للتنافس فيما بينها لبلوغ المرحلة النهائية وفي ديسمبر 2017 تم اختيار (15) بحثاً علمياً على مستوى العالم بعد خوض التصفيات النهائية، وقد فاز البحث العلمي القطري الأوروبي الأمريكي المشترك بالإجازة العلمية والفنية ليقدم الحلول المبتكرة لتحدي العلاقة بين الغذاء والمياه والطاقة المستدامة. وتستدعي أهداف التنمية المستدامة الـ17 الواردة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدتها الأمم المتحدة اتباع نهج شامل لمعالجة الطلب المتزايد على الأغذية والمياه والطاقة، وزيادة الروابط بينهما وبناء الأساسيات للحياة الإنسانية المستدامة. وفي هذا الصدد سيقوم فريق قطر المشارك في المشروع العالمي بتنظيم مؤتمر صحفي للإعلان الرسمي عن انطلاق مشروع البحث العلمي، كما سيتم تنظيم ندوة نقاشية في هذا الصدد، حيث ستقوم الوزارة بدعوة العلماء والباحثين من الوزارات والمؤسسات والهيئات والجامعات ومراكز البحوث الوطنية ذات العلاقة بالغذاء والمياه والطاقة في الدولة لعرض فكرة المشروع ومناقشة الأهداف والمخرجات المتوقعة.