وجه أبوظبي القبيح: تفاصيل تعذيبي في سجن الرزين!!

الدوحة- وكالات – بزنس كلاس:

تنكشف كل يوم تفاصيل جديدة حول الوجه القبيح لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تفاخر بأنها الدولة صاحبة وزارة “السعادة” فيما تخفي خلف ستائرها السميكة إمارة للخوف والرعب والترهيب. فقد كشف الطبيب القطري محمود عبد الرحمن الجيده في حوار له مع أول وسيلة إعلامية غربية وهي موقع “middle East Eye” البريطاني عن وسائل التعذيب التي استخدمت معه خلال اعتقاله في فبراير من عام 2013، وحتى إطلاق سراحه في مايو من عام 2015، والتي قدرت بـ27 شهرا، وذكر محمود عبد الرحمن الجيده خلال لقائه مع المحرر “اليكس ماكدونالد” في منزله بالدوحة أن السلطات الإماراتية عند إطلاق سراحه هددته وحذرته من نشر أي معلومة عما حدث معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأقر بتنفيذ ذلك، وعندما قامت الإمارات العربية والسعودية والبحرين ومصر بفرض حصار على قطر، قرر أن يتحدث وبصوت عال إلى جميع العالم، لإظهار مدى الوحشية التي يتصف بها هذا النظام في الإمارات، وقام بسرد أهم المراحل في فترة اعتقاله، فقال: “اعتقلت خلال تواجدي في مطار دبي عند عودتي من تايلاند، وتم اقتيادي إلى مكان مجهول وأنا معصوب العينين ومكبل اليدين، وأذاقتني السلطات الإماراتية مر العذاب والإهانة والضرب والركل، ومنعوا الدواء عني كما منعوني من التواصل مع محامي وأهلي، كما أعطوني مياها مخدرة أدت إلى وقوعي في حالة من الهذيان واللاوعي، وطلبوا مني التوقيع على اعترافات مكونة من 35 صفحة، لم أستطع قراءتها لإصابة عيني.

وسرد الطبيب الجيده قصته في سجون الإمارات لفترة تعدت العامين و3 أشهر، حيث قال في حواره مع المحرر الصحفي “اليكس ماكدونالد”: “السلطات الإماراتية كانت تهددني بأنهم سيقومون بتعذيبي بطرق لم أرها من قبل من خلع أظافري ودفني تحت الرمال، وكانت من بين التهديدات التي وجهت إليّ هي قولهم لي سنقتلك ولم يعلم عنك أحد، وظلوا يكررون علي أسئلتهم حول علاقتي بالإخوان المسلمين وحركة حماس، وتحويل أموال إلى الإمارات، وأضاف قائلا: طوال الـ6 أشهر الأولى من اعتقالي، لم أتلق أي رعاية طبية، حيث أقمت في زنزانة انفرادية صغيرة، وبعد ذلك تم نقلي إلى مبنى النيابة العامة الإماراتية، حيث التقيت بالسفير القطري في الإمارات والتقيت أيضا اثنين من أبنائي حسن وعبد الرحمن، وبعدها نقلت ثانية إلى زنزانتي.

مرحلة جديدة

وأشار محمود الجيده في حواره لموقع “middle East Eye ” البريطاني إلى أن أسباب اعتقاله تغيرت لدى السلطات الإماراتية في عام 2014، حيث تدهورت العلاقات مع قطر وتم سحب السفير الإماراتي من قطر، مما حول القضية إلى موقف سياسي، وبذلك دخلت مرحلة جديدة من المحاكمة، وهنا تم توجيه اتهام رسمي بدعم جماعة الإخوان المسلمين أمام محكمة دبي وبعدها استمرت المحاكمة أشهر طويلة، حيث تم تحويلي إلى سجن “الرزين” الشهير المخصص بسجناء الرأي، وقال محمود الجيده: خلال إقامتي في هذا السجن تعرضت لأزمة صحية مضاعفة، حيث أجريت جراحة لاستئصال ورم، وامتدت معها فترة المحاكمة، وخلال هذه الفترة أخبرني النائب العام أن قضيتي سياسية وقال لي: ليس لدى المحكمة أي دليل ضدك، وعندما تتحسن العلاقات بين قطر والإمارات سيتم الإفراج عنك.

يوم الخلاص

وأردف محمود الجيده قائلا: يوم النطق بالحكم لم أصدم بل تأكدت أن الأمور ستتغير، حيث إن القاضي أصدر الحكم بالسجن 7 سنوات رغم عدم وجود أي دليل إدانة ضدي، وأن الابتسامة كانت هي الرد الطبيعي لديّ طوال هذا اليوم، وفي يوم من أيام شهر مايو من عام 2015 تم اقتيادي في سيارة إلى مكان وتم تركي هناك وكانت الإذاعة تعلن عن الإفراج عن شخصيتين من قطر، وعلمت أنني واحد منهما، وصِحت قائلا: “الله أكبر” وأُخذت إلى مطار دبي وقبل صعودي إلى الطائرة قيل لي من قبل أحد السلطات الإماراتية مهددا لا تغرد عن محنتك على وسائل التواصل الاجتماعي، فكان رد “الجيده”: بل أشكوكم إلى الله، فقال المسؤول: إذا كان ذلك فقط فلا توجد مشكلة فقط لا تغرد.

العودة إلى الحياة

وذكر الجيده في حواره مع أول وسيلة إعلامية غربية أنه راض عن جهود الحكومة القطرية التي قامت بالسعي للإفراج عنه، مشيدا بتأمين عودته إلى البلاد، وأوضح أن الموقف الحالي بين الدول مثل محنته التي مر بها ستزول وتعود الحياة إلى ما كانت عليه، وأضاف أنه عند عودته إلى قطر تم استعادة وظيفته مرة أخرى وتغلب على محنته القاسية التي لاتزال كما يقول ذات ندوب بارزة في نفسه، واستمرت الحياة مع إيمانه القوي بأن الله أراد له أن يمر بها.

السابق
فتح باب الترشيح لجائزة الشيخ تميم للتميز في مكافحة الفساد 2017
التالي
بنك بروة يُطلق باقة ” المجد ” لعملائه الجدد والحاليين