كشف “الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين” عن بعض عمليات الفساد التي قامت بها شركة إريكسون السويدية في العراق ودول اخرى بهدف تحقيق أرباح إضافية بعيداً عن مبادئ النزاهة والحوكمة، كما نشرت العديد من وسائل الإعلام العالمية تقارير صحفية تشير إلى إقرار شركة معدات الاتصالات السويدية “إريكسو” بأن عدداً من موظفيها في العراق ربما دفعوا رشى لأعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية حتى يتمكنوا من استخدام بعض الطرق التي كانت خاضعة لسيطرتهم.
كما ذكر تقرير لبي بي سي بأن شركة إريكسون السويدية تلقت إخطارا بأنها انتهكت صفقة مع المدعين العامين الأمريكيين، بسبب حجب المعلومات حول مدفوعات مالية محتملة حصل عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وكان تحقيق لبي بي سي كشف أن إريكسون أصرت على عمل مقاولين تابعين لها في منطقة كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة في العراق.
وأدى هذا الأمر إلى انخفاض سعر سهم إريكسون بنسبة 14٪ في فبراير الماضي عندما اكتشفت أن وسائل إعلامية حصلت على تقارير سرية عن تحقيقات داخل الشركة، وأصدرت بيانًا عامًا تقر فيه بارتكاب “انتهاكات خطيرة لقواعد الامتثال” في العراق بين عامي 2011 و2019.
وكانت وكالة مكافحة الفساد السويدية قد أطلقت تحقيقاً في المدفوعات المشبوهة لشركة إريكسون حول عملها في السوق العراقيّة في هذه الفترة. بنيت هذه التحقيقات على ما تضمّنته وثائق مسرّبة في فبراير الماضي من نتائج تحقيقات داخليّة أجرتها إريكسون بشأن عمليات اختلاس وفساد. وشملت التحقيقات رشى لشركات متعاقدة، ومنافع شخصية لبعض العاملين، إضافة إلى تعاملات مع تنظيمات مسلحة في العراق بهدف تحقيق المزيد من الربحية القائمة على توسيع الحصص السوقية.
وأشارت تقاير صحفي بأن شركة إريكسون قد أنفقت في العراق بين عامَي 2011 و2019 مبالغ طائلة من أجل الفوز بحصّة سوقية أوسع وكذلك قطع الطريق أمام استثمارات شركة هواوي الصينية في أفريقيا وآسيا في ظل التنافس المحموم بين الشركتين. وفيما تعد هواوي الصينية من كبريات الشركات العالمية التي طوّرت تقنية الـ5G، تعمل إريسكون على تطوير تقنية الجيل الخامس للاتصالات أيضاً وتحظى بحصة سوقية أقل بكثير من حصة هواوي التي تقدر بحوالي 30%. في العالم.
وتركز أريكسون في أعمالها على السوق الأميركي حيث فازت في 2021 بعقد قيمته 8.3 مليارات دولار في الولايات المتحدة من أجل تأمين معدات الوصول إلى الشبكة اللاسلكية. كما فازت مع الحكومة الأميركية فازت بعقود قيمتها 113 مليون دولار من 2008 لغاية اليوم.
وأشارت تقارير إعلامية نقلاً عن الوثائق المسربة، أن قيمة المدفوعات المشبوهة في العراق للشركة بلغت نحو 37 مليون دولار، بالإضافة إلى إعطاء المسؤولين هدايا وإجازات. كما اعترفت الشركة بأنها دفعت عشرات الملايين من الدولارات في معاملات فاسدة من خلال الصناديق الوهمية بين عامي 2000 و2016 في خمس دول. لكن الوثائق المسربة تسرد أدلة على مزاعم فساد وسوء تصرف في 10 دول أخرى على مدى العقد الماضي.
وفي تفاصيل الوثائق التي نشرها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، والتي استندت إليها وكالة مكافحة الفساد السويدية في تحقيقاتها، وبحسب التحقيقات الداخلية في شركة إريكسون، تبيّن وجود اختلاسات كبيرة في الشركة وتلاعب بدفعات نقدية وتغطية نفقات لرحلات سياحية لمسؤولين في دول مختلفة.