وثائق بريطانية الخليجية.. كابوس الرياض!

الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:

أشار عدد من المتابعين بأن قيام دولة قطر برقمنة المخطوطات والوثائق البريطانية المتعلقة بتاريخ منطقة الخليج العربي يثير حالة من الرعب في أوساط حكام السعودية نتيجة الفضائح والحقائق المغيبة التي حرص حكام السعودية على إخفائها عن الناس لفترات طويلة جداً.

ورغم الأثر الإيجابي والتفاعل العربي الكبير مع إطلاق مكتبة قطر الوطنية، إلا انه يقابل باستنفار من جانب دول الحصار التي لها سجل مخز في الغيرة والتخبط واطلاق المؤامرات تجاه أي مشروع جديد ينطلق من قطر وهو ما بدا من مطالعة ردود الفعل على المشروع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

ففي المكتبة يتجلى للمواطن الخليجي الهوية الخليجية بحقائق وبدون تزييف.

وللسعودية في ذلك المجال سوابق ماثلة للعيان حيث حظي مشروع رقمنة الوثائق البريطانية باستنفار سعودي غير مسبوق.

وتكشف البرقيات المسربة للخارجية السعودية عن موقع ويكيليكس التي جمعها كتاب نشره سعود السبعاني، كيف استنفرت السعودية كافة الجهات فيها من أجل التدخل في مشروع قطر لرقمنة الوثائق البريطانية.

عقلية تآمرية

وما ان أعلنت الدوحة عام 2012 عن قيام مؤسسة قطر بالتعاون مع المكتبة البريطانية بدعم مشروع رقمنة الوثائق والمخطوطات والخرائط المحفوظة بأرشيف وزارة الهند التابعة للمكتبة البريطانية في لندن والمتعلقة بالخليج العربي ونشرها على الإنترنت، حتى جن جنون السعودية.

وتحركت جهة ثقافية تسمى ” دارة الملك عبد العزيز ” واستنفرت بعقلية تآمرية وبدأت سلسلة من المخاطبات مع الديوان الملكي ووزارة الخارجية وسفارات دولة قطر، حيث خاطبت الوزارة دولة قطر في رسالة تقول فيها إنه بالنظر في عناصر المشروع القطري البريطاني لرقمنة الوثائق والمخطوطات فإن مسألة اخراج الوثائق والمخطوطات على الإنترنت من الأمور التي بلا شك تحتوي على حساسيات ومعلومات ربما تفهم مضامينها اليوم في سياقات غير صحيحة وتسيء لتاريخ المملكة ودول الخليج العربية، خاصة أن المحتوى الذي ستتم إتاحته يتضمن تقارير سياسية واستخباراتية ومراسلات لا يناسب نشرها للعموم دون تدقيق، هذا يحتاج إلى استعداد جيد ومناسب لمواجهة أي إساءة استخدام أو إساءة قراءة إذا حدثت من خلال نواتج هذا المشروع، كما أن الخطورة تكمن فيما إذا كانت هناك نية لترجمة الوثائق الإنجليزية إلى اللغة العربية وهذا بحد ذاته ستنتج عنه مشكلات من ناحية المعلومات وطريقة الترجمة والمغالطات التي سبق أن حدثت في ترجمات لأعمال محدودة بالنسبة للوثائق البريطانية”. تضيف الوثيقة “ورغبة المملكة العربية السعودية في مشاركة مختصين من دارة الملك عبدالعزيز في مشروع “تصوير ورقمنة الوثائق والمخطوطات والخرائط المحفوظة بأرشيف وزارة الهند التابع للمكتبة البريطانية والمتعلقة بالخليج العربي ونشرها على الإنترنت خاصة ما يتعلق بتاريخ الدولة السعودية وذلك لخبرة الدارة في هذا الجانب” ويختتم رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز مخاطبته لوزير الخارجية بالقول “لذا نرغب من سموكم بمخاطبة وزارة الخارجية القطرية وكذلك وزارة الخارجية البريطانية بهذا الشأن والمتابعة والاهتمام وتقبلوا سموكم تحياتي وتقديري.

رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز.

ترحيب قطري

وبالفعل خاطبت وزارة الخارجية السعودية سفارة دولة قطر في الرياض وسفارتها في الدوحة لايصال الرسالة إلى معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية آنذاك، وأفادت وزارة الخارجية في الرسالة برغبة المملكة العربية السعودية في مشاركة مختصين من دارة الملك عبدالعزيز في المشروع المشار إليه ووافقت قطر على الطلب السعودي ورحبت مؤسسة قطر بانضمام اعضاء سعوديين في مشروع الرقمنة عبر ارسال وفد من دارة الملك عبد العزيز للمشاركة في المشروع.

وطمأنت وزارة الخارجية القطرية نظيرتها السعودية بترحيب قطر التام في المشاركة السعودية في المشروع وان تجتمع السعودية وقطر على كل خير ولما فيه مصلحة الشعوب الخليجية.

لكن ما كشفه حصار السعودية لقطر يؤكد ان التدخل السعودي في المشروع لم يكن بهدف الخوف من حساسية المعلومات لكنها الغيرة من كل ما هو قطري والتحسب من كل ما هو قطري فما ان اطلقت قطر قناة الجزيرة كمشروع اعلامي رائد في المنطقة حتى اطلقت قناة العربية لتجاريها لكنها فشلت في منافسة الجزيرة وظلت حبيسة الافكار السعودية والاجندة السعودية والخندق السعودي وهو ما تجلى واضحا في استخدام القناة اداة رئيسية في حصار قطر وفي الترويج للمزاعم الكاذبة التي اطلقتها الامارات عبر قرصنتها موقع وكالة الانباء القطرية.

لوفر التزييف

الرعب والفزع من المخطوطات ناجم عن عقلية اعتادت التزييف والتزوير لكن الدوحة ليست ابو ظبي التي تعمدت تزييف خريطة المنطقة بإخفاء خريطة قطر من خرائط متحف لوفر ابو ظبي فقد تعهدت قطر عبر مكتبتها الوطنية بأن تقدم لشعوب المنطقة المعرفة والحقيقة بدون تزييف بعيدا عن العقلية التآمرية التي تحكم دول الحصار .

لكن الدوحة ليست ابو ظبي التي تعمدت تزييف خريطة المنطقة بإخفاء خريطة قطر من خرائط متحف لوفر ابو ظبي فقد تعهدت عبر مكتبتها الوطنية بأن تقدم لشعوب المنطقة المعرفة والحقيقة بدون تزييف بعيدا عن العقلية التآمرية التي تحكم دول الحصار.

خوف من المصاحف

الخوف من اي مشروع قطري لم يتوقف عند المخطوطات لكن الشك بلغ مبلغه عند الجارة التي كانت تمر عبر حدودها اي شحنات خارجة من قطر فكانت تصر على تفتيشها حتى المصاحف وتكشف وثائق ويكيليكس والتي نشرتها “الشرق” ذلك بوضوح حيث قامت السلطات السعودية بعرقلة مرور شحنات محملة بالمصاحف من قطر مهداة من وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية إلى دول وجهات خارجية بدون تقديم أي مبرر لمنع تلك المصاحف رغم ان حرص قطر على التدقيق في طباعة المصحف من الأمور المفروغ منها والبديهية لكنها تدخل في باب المناكفة والمماطلة والتعنت غير المبرر تجاه قطر في أزهى عصور صفاء العلاقات بين البلدين، وهو تعنت لم يسلم منه حتى العابرون لأراضي السعودية الى دولهم المجاورة.

قطر تفصل بين السياسة والإرث الإنساني

وعلق الكاتب حمود بن سالم السيابي على افتتاح المكتبة، مؤكدا أن مكتبة قطر ستكون حاضنة معرفية للخليج والعرب. وقال إن خليجنا العربي يوشح أمة إقرأ بأرفع الأوسمة، وتمنيت كعربي أن نفصل بين السياسة والإرث الإنساني؛ كون السياسة متغيرة والإرث هو الثابت الذي يتعملق كلما تقادم به العهد.

ودعا إلى العمل كمواطنين على تجسير العلاقات بين الشعوب بجعل أعيادهم أعيادنا وأفراحهم أفراحنا، فالمؤمن من يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.

وقال: إذا كنا لا نزال نستعيد بالكثير من الألم ورغم مرور مئات السنين جرائم التتار واستباحة هولاكو لبغداد وحرقه لبيت الحكمة وطمره لدجلة والفرات بنفائس الكتب، فعلينا أن نستقبل وبالكثير من الزهو هذا الثأر العربي على جنكيز خان، وهذا الانتصار على التتار بهذا المنجز الحضاري، حيث تفجر قطر أكبر قنابلها المعرفية وتثأر وتنتصر.

السابق
هزات ارتدادية في الدفنة من زالزال إيران
التالي
الغارديان: قوات عربية في سوريا.. فكرة غير قابلة للتطبيق