واشنطن: نتابع عن كثب الأخبار حول اختفاء خاشقجي

وكالات – بزنس كلاس:

دخلت وزارة الخارجية الأمريكية على خط أزمة “اختطاف جمال خاشقجي” الصحفي السعودي، المعارض للنظام الجديد في المملكة، الذي لا أحد يعرف ماذا جرى له منذ دخوله القنصلية السعودية في حي بيشكتاش بإسطنبول أمس، لإجراء بعض المعاملات الرسمية المتعلقة بإتمام زواجه.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في خبر عاجل بثته قناة الجزيرة، مساء اليوم الأربعاء إنها نتابع عن كثب التقارير عن اختفاء جمال خاشقجي (59 عاماً) وتسعى لاستجلاء الأمر، وهو الأمر ذاته الذي تعهدت به أيضاً الأمم المتحدة على لسان فرحان حق المتحدث بإسم الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش.

وكانت وكالة الأنباء السعودية “واس” قالت بالتزامن مع “اختفاء” خاشقجي إن الرياض استردت أمس عبر الإنتربول مطلوباً في قضايا احتيال دون ذكر اسمه.

من جانبه طالب حساب “معتقلي الرأي” على تويتر القنصلية السعودية في تركيا بإصدار بيان رسمي لتوضيح الحقيقة خاصة وأن جمال خاشقجي مواطن سعودي، وقالت في تغريدة مساء اليوم: “بغض النظر عن حيثيات اختطاف جمال خاشقجي، فيجب أن لا ننسى بأنه مواطن سعودي، مما يستوجب بيان توضيحي – بالحد الأدنى – من القنصلية السعودية عن موضوع “اختفائه” بعد مراجعتها”.

وما بين إنكار الرياض “اختطاف” جمال خاشقجي أو احتجازه وتأكيد أنقرة وجود الإعلامي السعودي داخل القنصلية، تلوح في الأفق بوادر أزمة جديدة بين تركيا والسعودية.

بوادر الأزمة بين الرياض وأنقرة كانت أكثر وضوحاً في ظل إنكار السفير السعودي في أنقرة أن لديه أي معلومات حول الحادث، رداً على السلطات التركية، بحسب “الجزيرة نت”، إلا أن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن أكد اليوم خلال مؤتمر صحفي بالمجمع الرئاسي في أنقرة أن جمال خاشقجي لا يزال في القنصلية السعودية في إسطنبول حتى الآن “طبقاً للمعلومات التي لدينا”، لافتاً إلى أن وزارة الخارجية التركية والسلطات المعنية تراقب قضية الصحفي السعودي.

وكان مسؤول سعودي قال لوكالة رويترز إن خاشقجي غادر القنصلية بعد فترة قصيرة، معتبراً أن التقارير الصحفية الواردة من واشنطن عن فقد خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول “كاذبة” في حين نفت خطيبة خاشقجي تعليقات المسؤول السعودي ودخلت في اعتصام أمام قنصلية الرياض في إسطنبول سعياً للحصول على معلومات بشأن مصيره.

بداية الأزمة

وكانت خطيبة جمال خاشقجي قالت في تصريحات إعلامية إنه دخل القنصلية السعودية ظهر أمس ولم يغادرها، موضحة أن القنصلية كانت على علم مسبق بقدومه إليها، مضيفة أنها انتظرته نحو 3 ساعات ثم راجعت مسؤولين في القنصلية فأبلغوها بمغادرته المكان، مما دفعها للاتصال بالسلطات التركية.

وذهب خاشقجي إلى القنصلية لإجراء معاملة مع خطيبته التركية التي رُفض دخولها معه لإكمال الإجراءات التي يريدها، وانتظرت في الخارج منذ الواحدة بعد الظهر إلى ما بعد السادسة مساء، لتبلغها القنصلية بأن خاشقجي لم يدخل القنصلية أصلاً.

وقالت إن خطيبها توجه إلى القنصلية لإجراء معاملات عائلية فيها قبل أسبوع من اليوم، لكن موظفي القنصلية طلبوا منه العودة بعد أيام لإتمام الإجراءات، موضحة أن خطيبها سلمها هاتفه المحمول ودخل القنصلية ولم يخرج منها، وبعد نحو 3 ساعات راجعت مسؤولين في القنصلية، لكنهم أبلغوها بمغادرته المكان فاتصلت بالسلطات التركية.

وفتحت الشرطة التركية تحقيقاً في ادعاءات باختفاء خاشقجي بعد ساعات من دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على وثائق عائلية.
وصرح المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم ياسين أقطاي لـ”الجزيرة” بأن الحكومة التركية تدين بكل الوسائل اختفاء الصحفي السعودي، وأن تركيا ليست مكاناً مناسباً يتم من خلاله استهداف السعودية، سواء على صعيد الأفراد أو المؤسسات.

 

الأزمة بعيون الصحافة الأمريكية

وأبرزت “الجزيرة نت” اهتمامت الصحف الأمريكية بـ”اختطاف جمال خاشقجي”، حيث قال إيلي لوبيز رئيس تحرير صفحة الرأي في صحيفة واشنطن بوست -التي يعمل خاشقجي لصالحها- في بيان “عجزنا عن الاتصال بجمال اليوم، ونحن قلقون جداً ونود معرفة مكان وجوده.. نراقب الوضع عن كثب ونحاول جمع معلومات.. إن احتجازه بسبب عمله كصحفي ومعلق سيكون ظالماً ومشيناً” في حال تأكده.
من جهتها، قالت نيويورك تايمز إن خاشقجي أعرب الإثنين الماضي لأحد أصدقائه عن خوفه من الاعتقال والترحيل إلى السعودية إذا ذهب إلى القنصلية.

وسبق أن كتب خاشقجي مقالاً في “واشنطن بوست” قبل عام، قال فيه “عندما أتحدث عن الخوف والترهيب والاعتقالات وتشويه صورة المثقفين ورجال الدين الذين يتجرؤون على قول ما يفكرون فيه، ثم أقول لكم إنني من السعودية، فهل تُفاجؤون؟”.

وقالت وول ستريت جورنال إن خاشقجي، ومنذ أن دخل القنصلية السعودية بإسطنبول أمس، لم يُعرف عنه أي شيء حتى اليوم، ونسبت إليه قوله بعد مغادرته السعودية نهائياً العام الماضي إن المملكة أصبحت خانقة، وأعرب عن خوفه على حياته.
من جانبها، أعلنت جمعية بيت الإعلاميين العرب في تركيا أنها فقد الاتصال بخاشقجي بعد توجهه لمقر القنصلية السعودية التي لم يخرج منها منذ دخولها، بحسب رأيها، قائلة إنها تنتظر بياناً عاجلاً من السلطات السعودية حول وضع خاشقجي، وتنتظر كذلك خروجه بشكل فوري من مقر القنصلية.

وما بين نفي الرياض اختطاف جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول وتأكيد الرئاسة التركية أن الصحفي السعودي لم يغادر قنصلية بلاده، يبقى السؤال: أين جمال خاشقجي؟

السابق
شراكة بين القطرية وبروكلين نتس الأمريكي
التالي
مجلس الوزراء: الموافقة على مشروع قرار إنشاء اللجنة الوطنية للمؤهلات والاعتماد الأكاديمي