وكالات – بزنس كلاس:
قال عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي تارون تشابرا بأنه من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية إيجاد حل نهائي للأزمة الخليجية، وقال تشابرا، عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي ومدير التخطيط الاستراتيجي وقضايا حقوق الإنسان والأمن القومي في البيت الأبيض سابقا، أن إدارة الرئيس ترامب مهتمة ومعنية الآن أكثر من أي وقت مضى بحل الأزمة جذريا بين دول الخليج، نظرا لأن استمرارها يؤثر على الأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح تشابرا في تصريحات لـ الشرق أن صراعات المنطقة ومشاكلها تحتم على دول الخليج أن يبحثوا عن سبيل لحل الخلاف فيما بينها وأن يتوحدوا من جديد، بهدف مواجهة تلك الصراعات والتحديات المؤثرة على استقرار المنطقة بشكل عام، معربا عن أمله أن يقوم فريق الأمن القومي الأمريكي الجديد في إدارة ترامب بقيادة جون بولتون بإعطاء الأولوية إلى الأزمة الخليجية والسعي إلى حلها بصورة ناجعة وبحث مدى تأثيرها على الأمن الإقليمي والدولي.
وشدد على أن الإدارة الأمريكية الحالية معنية بحل تلك الأزمة بين دول مجلس التعاون، حيث إن السؤال مرتبط بمدى تأثير تلك الأزمة على الاستقرار والأمن في المنطقة. وتابع بقوله:”وأظن أن الفريق السابق للأمن القومي لم يكن على توافق مع الرئيس ترامب، بينما الفريق الجديد منسجم معه تماما ومع سياساته. وأتوقع أن يعطي هذا الفريق الجديد الأولوية الكافية لحل الخلاف بين دول مجلس التعاون”.
وأضاف تشابرا بأن التعاون بين الدول الخليجية كان متميزا ومستمرا طوال سنوات طويلة، ويجب أن تعود الأمور لمجاريها ويستمر هذا التعاون والتنسيق، معربا عن ثقته بأن الجهود الإقليمية والدولية سوف تستطيع إنهاء هذا الفصل السيئ من العلاقات المتردية بين دول مجلس التعاون الخليجي.
تأثيرات واضحة
وحول التأثيرات الإنسانية التي خلفها حصار قطر، قال عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي الأسبق: إن هناك تأثيرا للحصار على كافة الجوانب الإنسانية خاصة على الحياة الاجتماعية والأسرية، علاوة على المعاناة في السفر والتنقل، حيث تتقابل الأسر في دول أخرى مثل عمان أو الكويت، كما حدث تمزق للنسيج الأسري جراء الحصار المفروض على قطر.
وأشاد تشابرا بما اتخذته الحكومة القطرية من إجراءات لمواجهة آثار الحصار وتداعياته، قائلا إن الحكومة القطرية تمكنت من تسهيل حياة المواطنين والمقيمين بعد فرض الحصار من قبل الدول المجاورة. وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدول الأكثر اهتماما بالتوصل إلى حل جذري للأزمة بين الأشقاء الخليجيين، وليس أي طرف دولي آخر من القوى العظمى، لأن الولايات المتحدة علاقاتها أقوى مع دول الخليج، وتحتفظ بعلاقات واسعة وبمصالح كبيرة مع جميع دول مجلس التعاون.
وعن تقييمه لمذكرة التفاهم بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة تمويل الإرهاب، أكد أن ذلك يأتي في إطار التعاون الجيد بين البلدين، حيث إن هناك التزاما من الجانبين بتفعيل تلك المذكرة التي تخدم جهود مكافحة تمويل الإرهاب. وقال إن البلدين يتشاركان في اهتمامات المنطقة برمتها، وبطبيعة الحال فإن مكافحة الإرهاب في المنطقة تأتي في مقدمة أولويات الحكومتين.
جهود مكافحة الإرهاب
وشدد تشابرا على أن مشاركة قطر بفاعلية في محاربة تنظيم داعش ضمن التحالف الدولي، تؤكد عمق وقوة العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وقطر، كما تترجم ثقة واشنطن في حليفها القطري. وأشار إلى أن تحدي محاربة داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة يحتاج إلى تضافر جهود كل دول الخليج، وبالتالي يجب العمل سريعا على حل الأزمة بينها. ونبه إلى أنه على المدى البعيد، فإن محاربة داعش في المنطقة سوف تتأثر بالأزمة الخليجية حال استمرارها لفترات طويلة خاصة في سوريا والعراق، وهذا مبعث قلق يتطلب التعامل معه بجدية من قبل مختلف الأطراف وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون، لأن هناك بعض اللاعبين الدوليين الذين لا يركزون على محاربة الإرهاب في سوريا والعراق وغيرها من المناطق مثلما تفعل الولايات المتحدة، ففي سوريا على سبيل المثال تريد بعض الأطراف الدولية والإقليمية إطالة عمر النظام السوري وحمايته فقط، وهذا هدفها من التواجد في سوريا، على عكس الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الذين يركزون جهودهم وتواجدهم على مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة.
الأمن الخليجي
وأشار إلى أن الأمن في منطقة الخليجي يعتمد بالأساس على رغبة الدول في مجلس التعاون على تحقيق ذلك، موضحا أن المنطقة بدأ أمنها القومي في التعرض للخطر، فكما نرى هناك صواريخ باليستية بدأت تطلق من اليمن إلى المدن السعودية، ولذلك على دول الخليج أن تعيد تكاملها وأن تنسق فيما بينها لمواجهة الأخطار والتحديات الأمنية في المنطقة.
وحول دور قطر في الوساطة وحل النزاعات الإقليمية والدولية، قال عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي الأسبق: إن هذا الدور محل تقدير الأمم المتحدة ودول العالم ومن بينها بطبيعة الحال الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي لأن مهمة جمع الأطراف المتحاربة على طاولة المفاوضات مهمة نبيلة وواضحة وتعد رسالة للعالم بإيجابية قطر ودورها البناء في إحلال السلام والاستقرار وأيضا المساهمة في التنمية.
ونبه تشابرا إلى أن إستراتيجية الأمن الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن تتركز على محاربة الإرهاب والتطرف وعلى رأس ذلك تنظيم داعش، بالإضافة إلى كبح جماح أي قوى إقليمية مارقة تستهدف الهيمنة والسيطرة. كما تمكن هذه الإستراتيجية الجديدة من حماية مصالحها الحيوية التي تتركز في عدة نقاط منها حماية الشعب الأمريكي وطريقة الحياة الأمريكية، وتعزيز الازدهار الأمريكي، والحفاظ على السلام، والدفع قدما بنفوذ الولايات المتحدة.