واشنطن بوست: لا نريده هنا!!

وكالات – بزنس كلاس:

تحت عنوان: «لا نريده هنا.. محمد بن سلمان منبوذاً في قمة العشرين»، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريرا أبرزت فيه اللافتات التي رفعها عشرات المتظاهرين بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، والتي تنوعت مضامينها بين «رفض الإمبريالية» ومطالب أخرى، ولكن أحدث تلك اللافتات كان لفئة غير قليلة من المتظاهرين وهم يحملون لافتات معدة يدويا وترفع شعارا صارخا وحاسما ليعبر عن أصواتهم وهو «محمد بن سلمان: قاتل!»، هذا في الوقت الذي شكلت فيه قمة الدول العشرين المنعقدة بالعاصمة الأرجنتينية اختباراً قوياً لولي العهد السعودي في أول ظهور له في حدث دولي بارز، منذ اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر الماضي.

 

◄ طرد قاتل خاشقجي:

 

وقال كريستيان بيرفانو، أحد المتظاهرين في بوينس آيرس، وهو مدرس يبلغ 40 عاماً: «إن وكالة الاستخبارات الأمريكية ترى أن ولي العهد السعودي هو من أعطى أمر اغتيال خاشقجي»، مشيراً إلى ما نشرته الواشنطن بوست حول تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية والتي خلصت في تقييمها إلى حتمية أكيدة ومرجحة في كون محمد بن سلمان هو من قام بالتخطيط لاغتيال جمال خاشقجي والذي كان كاتباً مساهماً في الواشنطن بوست، وذلك في قنصلية بلاده بإسطنبول، وأضاف بيرفانو: «نحن لا نريد بن سلمان هنا، بسبب اغتياله لصحفي وبسبب الأفعال السعودية التي تخلف الموت والدمار باليمن».

 

◄ بن سلمان منبوذ

 

وأشار التقرير إلى أن محمد بن سلمان وجد نفسه منبوذاً من بعض قادة الدول خلال مجريات القمة، وقد تم تحديد مكانه في أقصى يسار الصف الخلفي بمسافة بينه وبين قادة الدول الأخرى وذلك في الصورة التذكارية التي تعرف بـ«صورة العائلة»، كما أوضح عديد القادة البارزين مثل المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل بأنها لن تلتقي بمحمد بن سلمان في الأرجنتين وصرحت بذلك قبل انعقاد قمة العشرين، فيما انزوى بن سلمان بعيداً متخذاً من مقر السفارة السعودية موطناً لإقامته بعيداً عن بقية أعضاء الوفد السعودي والذي وصل مبكراً للأرجنتين، ذلك في الوقت الذي يقوم به العديد من العاملين بمكتب المدعي العام الأرجنتيني بالتحقيق في عديد الشكاوى التي تقدم بها المتظاهرون الأرجنتينيون للتحقيق في الاتهامات الخاصة بحقوق الإنسان وموجهة إلى ولي العهد السعودي.

 

◄ رمز عالمي للاستبداد

 

وأوضحت الواشنطن بوست أن محمد بن سلمان والذي كان ينظر له سابقاً كما كان يحب أن يرى نفسه من خلال كونه الوجه الأصغر والأكثر شباباً لقيادة المملكة السعودية، قد وجد نفسه الآن وهو يُنظر إليه باعتباره ساماً وملوثاً وتحول إلى رمز عالمي للطغيان والاستبداد، وفي الوقت الذي كان يسعى فيه بن سلمان لأن يكون ظهوره بالقمة انتصاراً يدعم ويعزز من سلطته داخل الدولة السعودية، إلا أنه وجد نفسه مكبلاً بالدعاوى القضائية التي تطالب بمحاكمته في الأرجنتين تحت تهمة ارتكاب جرائم دولية ندد بها المتظاهرون، وواجه توبيخا قويا من القادة الأوروبيين.

 

◄ سمعة متضررة بشدة

 

وقال خوسيه ميغيل فيفانكو، المدير التنفيذي لقارتي أمريكا الجنوبية والشمالية في “هيومن رايتس ووتش”: «من الواضح أن سمعته قد تضررت بشدة، وأعتقد أنه كان متوهماً بأنه يتظاهر بأن شيئاً لم يكن ولن يتم معاقبته وكأنه لم يفعل شيئاً، ولكن ما نراه الآن لسوف يتبعه في كل زيارة له خارج السعودية ربما لبقية حياته»، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا لضرورة انضمام محققين دوليين إلى التحقيق في مقتل خاشقجي، وشدد على “ضرورة الحل السياسي” للحرب التي يشنها التحالف السعودي في اليمن، كما وصف قضية اغتيال خاشقجي بالخطيرة والهامة، مضيفاً: «أعتقد أن الحقيقة تحتاج إلى البحث عنها ونحن نريد تحقيقات في تركيا والسعودية لمواصلة كشف الحقائق لأسرة خاشقجي وللمجتمع الدولي”.

 

◄ لهجة حازمة لماكرون

 

يذكر أنه تم التقاط محادثة خاصة، الجمعة الماضية، جمعت بين ماكرون وبن سلمان، قال فيها الرئيس الفرنسي: «أنا أشعر بالقلق من القضية، أنا قلق وقلت لك ذلك من قبل» ليرد بن سلمان: «نعم، قلت لي، شكرا جزيلا»، ولكن ماكرون يواصل: «أنت لا تستمع لي»، كما رفضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال حديثها مع ولي العهد السعودي، مناقشة القضايا الاقتصادية الرئيسية مثل التجارة الثنائية والعلاقات الاستثمارية المتبادلة بين لندن والرياض، وبدلاً من هذا قال متحدث باسم الحكومة البريطانية: «إن المملكة العربية السعودية بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لبناء الثقة بأن مثل هذا الحادث المؤسف لا يمكن أن يحدث مرة أخرى» وذلك حسبما ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية.

 

◄ ملاحقات قانونية وحقوقية

 

وكانت هيومن رايتس ووتش تقدمت، الإثنين الماضي، بشكوى إلى المدعي العام الأرجنتيني، طالبت فيها بالتحقيق في الاتهامات المزعومة حول ضلوع محمد بن سلمان في تعذيب المعتقلين في السجون السعودية والجرائم الدموية في اليمن واغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وذلك وفقاً لما ينص عليه القانون الأرجنتيني بالسماح بمحاكمة المتهمين بارتكاب جرائم خارج الأرجنتين، وذلك على الأراضي الأرجنتينية.

 

وبدأ المدعي الفيدرالي بالأرجنتين بالشروع في إجراءات التحقيقات وذلك في اليوم نفسه الذي وصل ولي العهد السعودي إلى الأرجنتين، وتمت إحالة القضية إلى قاضي التحقيق، وقام بن سلمان بتغيير مقر إقامته من فندق الفور سيزون إلى مقر السفارة السعودية، والتي يبدو أنه انزوى فيها بعيداً عن الصحافة وذلك حتى بداية انعقاد القمة صباح الجمعة الماضية، ويقول المسؤولون الأرجنتينيون إن الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها بالإضافة إلى المدة اللازمة لأي تحقيق استبعدت أي إجراء فوري ضد بن سلمان خلال القمة، لكن حذره الواضح يشير إلى القلق، وأن خطط سفره المستقبلية قد تشوبها مناورات قانونية مماثلة. وقال المسؤول البارز في “هيومن رايتس ووتش” خوسية فيفانكو: «يمكنك التأكد من أن الموقف الحالي لبن سلمان سوف يتكرر في حالات عديدة أخرى في كل مرة سيسافر بها بن سلمان خارج المملكة، وأينما حل بن سلمان فإنه سوف يكون قيد المساءلة وطلبات التحقيق».

السابق
التعليم: تدشين نظام إلكتروني جديد لمعادلة الشهادات
التالي
محادثات “واتس آب” قد تكون السبب بمقتل خاشقجي