واشنطن بوست: أوبك بعد قطر.. ظل باهت لأسطورة قديمة

وكالات – بزنس كلاس:

قالت “واشنطن بوست”، أمس، إن خطوة انسحاب دولة قطر من منظمة «أوبك» لها الكثير من الدلالات، أولاها سقوط سطوة المنظمة النفطية الدولية، والتي لم تكن تعيش سوى في ظل السمعة التي اكتسبتها في فترات ماضية، ولكن المنظمة لم تعد تعكس وجود تنظيم حقيقي أو عصبة قادرة على التحكم في أسواق النفط بصورة رئيسية..

وكشف تقرير للصحيفة أنه ومنذ عام 1982 فإن «أوبك» خانت الأهداف الرئيسية التي قامت عليها بالأساس وبنسبة هائلة تصل إلى 96% في أغلب الأوقات، علاوة على ذلك فإن الطريقة التي تحدد بها «أوبك» فيما يتعلق بأهدافها الخاصة بالإنتاج فإنها تستخدم طرقاً ووسائل تحد من نفوذها الحقيقي في سبيل ذلك، وإن المنظمات القوية تحتاج إلى وضع حصص صارمة تحدد إنتاجية كل عضو من الدول الأعضاء وتجبره على الالتزام بما تراه من المصلحة العامة الجامعة لأعضائها، ولكن العكس هو ما يحدث من خلال تحديد «أوبك» لحصص سهلة وبسيطة ولكنها تفشل حتى في الوفاء بها على محدوديتها. جاء ذلك في تقرير كتبه جيف كولجان ريتشارد هولبروك، الأستاذ المشارك للعلوم السياسية في جامعة براون، وصاحب العديد من المؤلفات التي تتناول علاقة السياسة بالنفط، ومنها كتابه «عدوان النفط: حينما يتسبب البترول في الحرب».

◄ ضعف «أوبك»

قالت «واشنطن بوست» إن غياب فعالية «أوبك» في السيطرة على الإنتاج بسبب الإشارات التي ترسلها حول رؤية السعودية حول أسعار النفط وزيادة الإنتاج فإنها تكون في الواقع باتت تخدم المملكة دون أن يكون للمنظمة دور حقيقي كمؤسسة فاعلة لمصلحة كافة الدول الأعضاء، وإن انسحاب دولة قطر هو انعكاس لضعف مؤسسة أوبك بالأساس، فإن أسعار النفط تأثرت بصورة كبيرة للغاية في ظل التوترات السياسية والحرب التجارية بين أمريكا والصين ويوضح التقرير أن الأهمية الحقيقية التي كانت تكتسبها «أوبك» كانت باعتبارها بمثابة نادٍ سياسي يضم العديد من الدول على مائدة مصلحة نفطية واحدة ومشتركة، خاصة بعد السمعة الدولية الكبيرة التي اكتسبتها «أوبك» في السبعينات والتي كرست توهم سطوتها على إدارة سوق النفط العالمي بشكل منتظم، والتي كان يكتسب منها الدول الأعضاء مصدر ثقل دبلوماسي بصورة أكبر من غيرهم يتلقون المزيد من الاهتمام الدبلوماسي أكثر من غيرهم.

◄ دروس من قطر

ويوضح تقرير «واشنطن بوست» أن قطر هي أول دولة في الشرق الأوسط تغادر منظمة الأوبك بصورة رسمية، كما أبرز تقرير الصحيفة تغريدة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق، والتي جاء فيها إن «انسحاب دولة قطر من منظمة أوبك هو قرار حكيم، فهذه المنظمة أصبحت عديمة الفائدة ولا تضيف لنا شيئا. فهي تُستخدم فقط لأغراض تضر بمصلحتنا الوطنية».

وسبق أن شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوماً حاداً ووجه توبيخاً عنيفا إلى منظمة «أوبك» بسبب ارتفاع أسعار النفط، كما أن المنظمة ساهمت بصورة أو بأخرى في رفع حدة التوتر بالشرق الأوسط، فقد كان للمنظمة سابقاً أن تحتوي مثل تلك التوترات وتقوم بدور فاعل نحو حلها، بل إنها كانت بمثابة أرضية محايدة ومشتركة لأطراف النزاع. وقال التقرير إن أسطورة «أوبك» كمنظمة لها ثقل سياسي مثلما كان في السبعينات قد سقطت بصورة كبيرة ولم تعد حاليا سوى مجرد ظل باهت للمنظمة سابقاً، لذا فربما جاءت خطوة دولة قطر إثر توجهات المنظمة التي لا تخدم مصلحتها بصورة كبيرة.

السابق
حمد بن جاسم: أوبك أضاعت فرصة ثمينة
التالي
صور.. صاحبة السمو في معرض الدوحة للكتاب