يعترف بأن استقراره في حياته الشخصية أحد أسباب نجاحه، ويكشف دور زوجته في ما وصل إليه من نجومية وتألق.
النجم وائل جسار يتحدث عن ألبومه الأخير «عمري وذكرياته»، والسكة التي يتمسك بها ويرفض التنازل عنها، ويكشف حقيقة انفصاله عن الشركة المنتجة لألبوماته، وما حدث معه أخيراً في مطار القاهرة.
– كيف ترى ألبومك الجديد «عمري وذكرياته» في مشوارك الفني؟
حقق ألبومي نجاحاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، والجمهور أحبه كثيراً، واستغرق التحضير له ثلاث سنوات، وتأخيره كان من أجل خروجه بصورة مميزة.
– هل كنت تخشى طرح ألبومك الرومانسي وسط أجواء مليئة بالعنف في وطننا العربي؟
بالفعل، نعاني في الوطن العربي أوجاعاً كثيرة، ولا يمكن أن أرى شخصاً موجوعاً وأشعر بالفرح، فأنا إنسان قبل أن أكون فناناً وأحس بآلام الناس، كما أتمنى أن يكون وطننا العربي بخير، فالأوضاع المتدهورة تؤلمني كثيراً، وهي تسير نحو الأسوأ، ورغم ذلك قررت ألا أؤجل ألبومي أكثر من ذلك، وأن أعود بألبوم قوي ومميز، لأن هناك أشخاصاً يريدون أن يعيشوا الفرح.
– برزت بوضوح الأغنية الرومانسية في هذا الألبوم، هل تعمدت ذلك؟
بالنسبة إليّ، نوعية أغنياتي، حتى الإيقاعية، تجد فيها إحساساً ومشاعر، وهذا الأسلوب في الغناء لن أغيره أبداً، لكن ليس لديَّ مانع في التجديد والتطوير، فأنا أعشق الأغنيات الرومانسية وأجد نفسي فيها بدرجة كبيرة.
– ألبومك الجديد حقق نسبة استماع كبيرة على «يوتيوب» مقارنة بألبومات أخرى طرحت في التوقيت نفسه، ما تعليقك؟
محبة الجمهور أكبر داعم لي، فنياً ومعنوياً، ولولاهم لما حققت النجاح أو الاستمرارية، وأشكر كل الأشخاص المحبين لي ولفني، وأعدهم بأن أقدم لهم فناً راقياً.
– ألا تفكر في العالمية مثل باقي النجوم؟
بابتسامة، لا أفكر فيها أبداً، لأنني أعتز بعروبتي، وأفتخر بـ300 مليون محب لي في الوطن العربي، كما أنني سعيد بنجاحاتي التي حققتها في كل الدول العربية.
– ما سبب تأخير طرح كليب أغنيتك الجديدة «ما تزعلش مني»، رغم إعلانك عنها في الفترة السابقة؟
نحضّر حالياً للكليب بشكل متقن ومحترف، وهو سيظهر قريباً للجمهور، وأتعاون فيه مع المخرج اللبناني المميز فادي حداد، وأعد الجمهور بفكرة مختلفة فيه.
– كيف ترى الحالة الغنائية في الوطن العربي؟
يجب أن نكون منطقيين، فنحن كفنانين نمرّ بظروف صعبة للغاية، وهي بالتأكيد تؤثر في الفن، وأتمنى أن تسير الأمور نحو الأفضل، وتعود الحركة الفنية الى سابق عهدها.
– ما حقيقة انفصالك عن «أرابيكا ميوزيك» التي أنتجت لك ألبوماتك طوال السنوات الماضية؟
هذا الكلام ليس صحيحاً، لأن العلاقة بيني وبين المنتج الكبير محمد ياسين و»أرابيكا ميوزيك» ممتازة على المستويين الفني والإنساني، وأقولها بصدق، لم يتأخروا عليّ وبذلوا قصارى جهدهم لتوفير كل الإمكانات المادية والمعنوية، حتى تظهر أعمالي الفنية بصورة لائقة للجمهور، لكن الأزمة التي يتعرض لها الإنتاج تنعكس سلباً على الجميع، ومن واجبي أن أقف معهم وأساندهم، وألا أتركهم أبداً.
– هل تهتم بنسب مشاهدات أغنياتك على «يوتيوب»؟
بالطبع، بل أؤكد أنني أشاهد كل تعليقات المعجبين والجمهور على أغنياتي، لأتبين ما لا يعجبهم بينها، وبالتالي للوقوف على انتقادهم لي في أمر معين، فأسعى الى تطوير أسلوبي، لأنني في النهاية أغني وأقدم فناً للناس، ويجب أن أرضيهم.
– ما هو إحساسك بعد مشاركة النجمة المصرية آمال ماهر لك في برنامج «كوك ستوديو» وأغنية «لشو نزعل»؟
الأغنية حققت صدى كبيراً، وأتمنى أن أكرر تجربتي معها، لأنها من الأصوات الرائعة جداً في مصر والوطن العربي.
– حين تقابل الناس في الشارع حالياً، ماذا يقولون لك بعد طرح ألبومك الجديد «عمري وذكرياته»؟
أرى الكثيرين سعداء بصدور ألبومي وأحبوا أغنيات عديدة فيه، وهذا شيء أفتخر به.
– هل تشعر بأننا نفتقد الرومانسية في حياتنا؟
أصبح الكثيرون يغنون على الطبلة والإيقاعات الراقصة والأغنيات الشعبية، لذلك بات الناس متعطشين لسماع الأغنيات العاطفية الرومانسية، لأنها أصبحت نادرة، ومن منا لم يعش قصة حب مع حبيبته أو فراقاً خلّف جراحاً! ففي الحياة أمور كثيرة منها الحلو ومنها المر، وعلينا أن نتقبل الاثنين معاً، لذلك تعتبر الرومانسية أهم شيء لدى المرأة، لكونها تملك عاطفة قوية وتتأثر أكثر من الرجل.
– بعد مشوارك الفني الطويل، كيف ترى الصعوبات التي واجهتك فيه؟
بصدق، لم يكن مشواري الفني سهلاً أبداً، لكن باتكالي على الله وبفضل محبة الناس لي استطعت الوصول الى ما أنا عليه اليوم، ولن أنسى دعم الصحافة والإعلام لي، لإيمانهم بصوتي وموهبتي، وأرى الصعوبات التي واجهتني فيه أمراً عابراً وانتهى.
– ألم تفكر في الاعتزال؟
لم ولن أفكر في الاعتزال، لأنني أحب عملي وفني وأحترمه كثيراً.
– «عمري وذكرياته»، «غريبة الناس»، «كل دقيقة شخصية»، ألبومات حققت نجاحات كبيرة، كيف تصف كل محطة فنية فيها؟
لكل ألبوم ومحطة فيها ذكريات، ولكل أغنية قدمتها محبة خاصة عندي، لأنني عشتها وتعمقت في معانيها عشرات المرات، وشعرت بها، وهي ستخلّد اسمي الفني بعد عمر طويل.
– ما هي الأغنيات التي أعجبتك في الفترة السابقة؟
لا أحب أن أذكر أشخاصاً معينين، لكن كل فنان يجتهد في عمله أرفع له القبعة وأحييه، في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها، اجتماعياً وفنياً.
– أحس دائماً بأنك ترتبط بالأغنيات القديمة والطرب الأصيل؟
بالفعل أقدم في كل حفلاتي أغنياتي من الطرب القديم، وأحاول المزج بين القديم والحديث، حتى نتذكر عمالقة الطرب الاصيل وأغنياتهم التي ما زالت راسخة في ذاكرتنا، لذلك أفضّل غناء بعض الأغنيات القديمة للجمهور، فذلك يزيدني إصراراً على تقديم أغنيات جميلة تعيش للأجيال القادمة.
– ما حقيقة ما حدث معك في مطار القاهرة، واحتجازك الذي أثار ضجة كبيرة في كل مكان؟
كنت عائداً الى بيروت بعد إحيائي حفلة كبيرة في الإسكندرية، وكان معي مبلغ تتجاوز قيمته المسموح به لدى مغادرة مصر، ولم أكن على علم بذلك قانونياً، وحُلّت المشكلة سريعاً.
– هل أثر ذلك الموقف في محبتك لمصر؟
أبداً، محبتي لمصر والشعب المصري متأصلة في داخلي، وأعتبر مصر بلدي الثاني الذي احتضنني واستقبلني أهله بحفاوة، ولن تتزعزع هذه الثقة أو تفتر هذه المحبة بسبب موقف عابر تعرضت له.
– ما هي رسالتك للناس؟
أقول لهم «ربنا مايجيبش غير كل حاجة حلوة ليكم» والحياة جميلة واسعدوا بكل لحظة فيها، ولا تفوّتوها، وأتمنى أن أكون مصدر فرح لكم في كل أغنياتي وأعمالي الفنية.
– ماذا تتمنى للوطن العربي؟
أتمنى أن يعم السلام كل المنطقة العربية، وأعلنها بصوت عالٍ: كفانا حروباً وتدميراً وتهجيراً وموتاً للأطفال والنساء وكبار السن، فذلك يحزنني كثيراً، لأن وطننا العربي ينزف دماءً، وأدعو الله أن تنعم الشعوب العربية بالسلام والأمان والطمأنينة.
– تزوجت عام 2005 ودائماً تظهر معك زوجتك في معظم المناسبات، هل ساهم استقرارك العائلي في تحقيق نجاحك ونجوميتك الكبيرة؟
استقراري العاطفي والنفسي ساعدني في التركيز في عملي الفني، واختيار أغنيات مميزة يحبها الجمهور، لأن الاستقرار العاطفي والنفسي أهم شيء في حياة الفنان والإنسان بشكل عام، «لو لم ترتح في بيتك، لن تستطيع الإبداع في عملك أبداً»، والعلاقة بيني وبين زوجتي جميلة، وأعتبرها أحد أسباب نجاحي، فلولاها لما حققت كل هذا النجاح، وأدعو الله أن يحفظها ويحفظ ابنيَّ وائل ومارلين، فهم أغلى ما في حياتي.