قبل أقل من عام كان الأرجنتيني جونزالو هيجواين هو ملك نابولي، آسر قلوب الجماهير، معشوق الصغار والكبار، فيما أصبح اليوم الرجل المكروه، الخائن، والذي تنتظره الجماهير على أحر من الجمر حتى تطلق في وجهه كل أنواع الشتائم وأسوأ الهتافات.
انتقال هيجواين من نابولي إلى يوفنتوس وهو هداف الدوري الإيطالي وأفضل لاعبي المدرب ماوريزيو ساري وقع كالصاعقة على رؤوس محبي نادي الجنوب الإيطالي، العداء الذي تكنه جماهير نابولي لأندية الشمال بشكل عام، ويوفنتوس بالتحديد يجعل من هيجواين خائن ويستحق الجلد بلا رحمة، خصوصاً بعد تسجيله هدفين في شباك فريقهم خلال الموسم الحالي لكن في ملعب يوفنتوس أرينا.
جماهير نابولي من المتوقع أن تطلق صفارات الاستهجان كلما لمس هيجواين الكرة، كما سيسمع الهتافات المعادية ضده طوال اللقاء، هذا أمر طبيعي من جماهير سان باولو بل هي تفعله اتجاه أي لاعب في يوفنتوس، أو الفرق الكبيرة بشكل عام مثلما حصل ضد ريال مدريد قبل أسابيع قليلة، فكيف إن كان الأمر يتعلق بخيانة النادي من وجهة نظرهم؟
استقبال هيجواين بشكل سيء بدأ مبكراً حينما أصبحت أوراق الحمام تباع على الأرصفة وتحمل صورة المهاجم الأرجنتيني، وهو جزء بسيط مما ستفعله الجماهير الليلة للنيل من مهاجم فريقها سابقاً.
هنا يجب على ماسيميليانو أليجري أن يكون قلقاً، تعرض أي مهاجم في العالم للنقد والهجوم القاسي يضر به في الغالب، لكن الأمر ربما يكون مضاعفاً مع جونزالو الذي يفقد اتزانه كلما شعر بالتوتر.
الجماهير حول العالم أخذت فكرة عن هيجواين بأنه يهدر الفرص بكثرة، والكثيرون يعتقدون بأنه مهاجم سيء، وفي الحقيقة الأرجنتيني ليس كذلك بل هو من أقل المهاجمين الذين يهدرون الفرص ومن أفضلهم في تسجيل الأهداف، لكن ما يحصل معه أن المباريات الكبرى التي يتم تسليط الضوء الإعلامي عليها وترسخ لفترة طويلة في أذهان الجماهير يهدر خلالها غالباً سيل من الفرص السهلة جداً أمام المرمى.
إهدار هيجواين للفرص السهلة في المباريات الكبرى والتي ترسخ في الأذهان جعله محط سخرية شريحة واسعة من الجماهير باستمرار، لكن ليس هذا المهم هنا، المهم أن جونزالو يهدر الفرص في المواقف الصعبة!
يبدو أن جونزالو لا يستطيع أن يكون هادئاً في لحظات التوتر مما ينعكس بشكل مباشر على أدائه بعد فقدانه التركيز، هذه المشكلة ربما تظهر مجدداً الليلة ضد نابولي في لحظات عاطفية عصيبة عليه، الأمر الذي يجعل يوفنتوس بأكمله مهدداً كون مركز الأرجنتيني حساس وهام جداً وتناط به مسؤولية حسم المباريات.
أليجري الآن في موقف صعب، تاريخ هيجواين لا يشفع له لكي يواجه جماهير نابولي ويتألق أمامها، وفي ذات الوقت لا يستطيع إبقاء مهاجمه على دكة البدلاء لأن ذلك سيكون له تأثير نفسي سلبي عليه وربما يفقده الثقة بقدراته، وما بين هذا وذاك يوفنتوس في خطر.
أمل أليجري وعشاق اليوفي الليلة أن يكون هيجواين قد نجح في تخطي المشكلة التي يعاني منها وأصبح صلباً من الناحية الذهنية ليواجه لحظات التوتر بقوة، هذا الأمر وارد حدوثه لأن ” البيبيتا ” واجه الكثير من اللحظات الصعبة مؤخراً وربما يكون اعتاد عليها، بغير ذلك فإن يوفنتوس ومهاجمه سيكونوا في موقف صعب.