يشكّل فوز عدد كبير من الفنانين السود خلال حفل جوائز الاوسكار الأخير انتصاراً للتنوّع، إلّا أنّ المعركة لم تنتهِ بعد في هوليوود، حيث لا يزال تمثيل الأقلّيات والنساء غير كاف على الشاشة وفي المناصب العليا.
وبعد جدل مستمر منذ سنتين، إتّهمت خلاله الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها التي تمنح الجوائز بأنها لم ترشّح إلّا ممثّلين من البيض، تُوِّجَ فيلم «مونلايت» (Moonlight) الذي كتبه واخرجه سينمائي أسوَد فيما كلّ ممثليه من السود، كأفضل فيلم للدورة 89 من المهرجان.
وكوفئ أيضاً ممثل وممثلة من السود بأوسكار أفضل دَور ثانوي، فيما نال مخرج أفلام وثائقية أسود جائزة أيضاً، وهو عدد قياسي من المكافآت في ليلة واحدة.
وبعد الضغوط التي تعرّضت لها، باشرت الأكاديمية في السنتين الأخيرتين إصلاحات لتوسيع صفوفها، وقد «يكون أعضاؤها أدركوا أكثر» وجود انحياز على ما يشير دارنيل هانت الاستاذ في جامعة «يو سي ال ايه» الذي أعدّ تقريراً حول التنوّع في هوليوود.
ويضيف: «لكن هذا لا يعني أنّ الاوساط السينمائية تغيّرت. فلا نشهد عدداً أكبر من الأفلام التي تصوّر مع فنانين يعكسون التنوّع، فيما الاستوديوهات لا تزال في يد الرجال البيض». وتشير النسخة الأخيرة من هذا التقرير التي صدرت الشهر الماضي أنّ «إقصاء غير البيض والنساء من هوليوود لا يزال مقلقاً».
وتشكّل الأقليات 40 في المئة من سكان الولايات المتحدة، إلّا أنّ 13,6 في المئة من الممثلين و10 في المئة من المخرجين السينمائيين فقط ينتمون اليها. أما التنوّع فأفضل بقليل على التلفزيون.
تمثيل الاميركيين السود ضعيف إلّا أنّ أصحاب الأصول الأميركية اللاتينية وهنود القارة الأميركية في وضع اسوأ. أما الممثلون من اصول شرق اوسطية فغالباً ما يحصرون في أدوارِ إرهابيين.
ويبقى التمييز في حق المرأة مسألة ساخنة ايضاً: فهن لا يحصلن إلّا على 29 في المئة من الادوار الرئيسة ولا يخرجن إلّا 7,7 في المئة من الافلام استناداً الى تقرير «يو سي ال ايه».
ويكمن أساس المشكلة في النقص في التنوّع في صفوف مسؤولي الاستوديوهات والوكالات الفنّية الذين يقرّرون ما هي الافلام التي ستصوّر ومَن سيكون أبطالها.
ويوضح دارنيل هانت «إذا كانت حفنة من الرجال البيض تقرّر المشاريع التي ستصوّر فإنهم يميلون الى اختيار الافلام التي تروق لهم وهي افلام الحركة والخيال العلمي والأبطال الخارقين وأفلام قليلة مثل «لالا لاند» و«مونلايت» و«مانشستر باي ذي سي» التي تموّل من خارج الاستوديوهات مع ميزانية متواضعة.
وأطلق نحو 50 من كبار المسؤولين في هوليوود مبادرة «ريفرايم» الهادفة الى «وضع خطة عمل لتحسين المساواة بين الرجال والنساء».
لكن، هل إنّ مسؤولو الاستوديوهات مستعدون للتخلّي عن مناصبهم باسم التنوّع؟ تقول كيري بوتمان مديرة «ساندانس إنستيتوت» الذي ينظم مهرجان الافلام المستقلة الشهير إنّ «الامر لا يتعلق بالضرورة بالتخلّي عن مناصبهم بل في دعوة المزيد من الاشخاص للجلوس حول الطاولة».