هل يتأثر مانشستر سيتي بغياب دي بروين؟ وكيف سيعوّضه غوارديولا؟

 

ولانه كيفين دي بروينه، فإنه إصابته بالركبة وغيابه عن الملاعب لمدة 3 أشهر ستكون الإشكالية التي يتطرق إليها محللو الدوري الإنكليزي الممتاز هذه الأيام، معضلة كبيرة تواجه بيب غوارديولا بفقدانه أهم لاعب في الفريق، النهج الذي يسلكه مدربو مدرسة بيلسا، ساري وكرويف بنجومية وأفضلية لاعبي الوسط الذين دومًا ما يكونون الرقم “1”.

ولتوضيح قيمة الدولي البلجيكي صاحب الـ 27 عامًا، والذي سيفقد انطلاقة دوري الأبطال رفقة مانشستر سيتي فإن دي بروينه لم يتغيب عن التشكيل الأساسي لمانشستر سيتي منذ الانضمام إليه عام 2015 سوى 20 مباراة فقط، وللعجب فإن 12 منها كانت بداعي الإصابة التي ألمت به طليعة عام 2016.

الأرقام مجرد سرد للحقائق، بيد أنها لا تصفها بالشكل الأمثل ولا تعطي الانطباع الصحيح والمرغوب، لكنها واجبة الذكر.. سجل كيفين 12 هدفًا الموسم الماضي بكل البطولات رفقة سكاي بلوز، كما صنع 21 آخر فضلًا عن 106 فرصة قابلة للتسجيل، أرقامًا تُبين مدى أهمية اللاعب، الأهمية الحقيقية فاقت ما سُجل وما صُنع، القيمة المُثلى دائمًا لكيفين هي جودته وقيادته لخط وسط مانشستر سيتي، والربط الذي يحدثه بين الدفاع والهجوم، بين الرواق الأيسر والأيمن، هو منتصف قلب الفريق.

منذ موسم 2012-2013 لم يصنع أي لاعب بالدوريات الخمس الكبرى أهدافًا أكثر من دي بروينه (79 أسيست في 186 مباراة – 539 فرصة قابلة للتسجيل)
غياب دي بروينه ألحق بمانشستر سيتي الهزيمة الأولى بالدوري على الإطلاق وكانت ضد توتنهام هوتسبير بملعب وايت هارت لين في أكتوبر 2016.. التأثير الواضح الذي يحدثه غياب اللاعب عن صفوف الفريق ربما يتضح في تلك الإحصائية.

فالسيتيزينز خسر 7  مباريات من أصل 20 بدونه، مُستقبلًا 23 هدف ومُسجلًا 36.. بينما خسر فقط 11 من أصل 91 معه، استقبل 87 وسجل 213، مُعدّل النقاط المُكتسبة بالمباراة مع دي بروينه (2.2) بينما انخفضت إلى (1.9) في غيابه، والأهم هو الاستحواذ الذي كانت نسبته على التوالي (66% و 60% على التوالي) بالتأكيد تعرفون أيهما معه وبدونه، التصويب على المرمى أيضًا لربما سيكون من السهل التمييز بين رقميه (17 و 16) تصويبة للمباراة الواحدة.

هل المُمكن تعويض اللاعب؟ الإجابة لربما تجدونها بميركاتو جوارديولا بالموسمين المنصرمين، فريقان جاهزان مع تباين طفيف بين مستوى الأساسيين والبدلاء على كل الأصعدة دفاعية كانت أو هجومية وحتى بوسط الميدان، في السابق بدا التأثير جليًا والعواقب وخيمة على الفريق بوقع غيابه، لكن الآن ومع إتقان جُل عناصر مانشستر سيتي لطريقة لعب بيب غوارديولا فإنه برأيي لن يتأثر مانشستر سيتي بهذه الكيفية القاسية نظرًا لما يملكه من خيارات قوية، يتصدرها بالطبع جوندوجان، فودين، والثنائي سيلفا.

“ما حدث لكيفين أمر مؤسف، لكننا نمتلك عمق في التشكيلة، نحن لا نعتمد على لاعب واحد، إنها لعبة جماعية” كايل وكير مدافع مانشستر سيتي.

 

المباراة ضد أرسنال بافتتاحيتهما في البريميرليغ قد تكون خير برهان على تناغم عناصر الفريق بدون دي بروينه، نعم الجودة أقل لكن العجلة لم تتوقف عن الدوران وحصد مانشستر سيتي نقاط المباراة الثلاث بكل أريحية ضد فريق من المفترض أنه -كبير-، سيدير الحظ ظهره للفريق السماوي بهذا المنعطف الحرج مُفتقدين اللاعب بمباريات توتنهام، ليفربول، والديربي ضد مانشستر يونايتد بالجولات المُقبلة، وقد يشمل الأمر أيضًا موقعة تشيلسي بمنتصف ديسمبر القادم.

تعددت الخيارات المتاحة لتعويض دي بروينه دون تغيير الرسم التكتيكي، فقالب الوسط قد يكون نفسه الذي خاض المباراة بملعب الإمارات قبل أسبوع (غوندوغان – فيرناندينيو – بيرناردو سيلفا).. مع إعطاء رياض محرز الحرية في التحرك والتهديد بالراوق الأيمن، ستيرلينغ بالجهة المقابلة يتوسطهما كون أغويرو.
الخيار الثاني هو العودة لنهج الجناحين المتشبهين بالظهير كما بالمواسم السابقة (ساني يسارًا وستيرلينغ يمينًا) مع إعطاء دور دي بروينه إلى بيرناردو سيلفا الذي أظهر مستويات رائعة بوسط الميدان في الفترات التحضرية وبمباراتي الدرع ضد تشيلسي والدوري ضد أرسنال، الدور الهامشي الذي أدّاه الموسم الماضي لن يكون ذاته هذا الموسم أبدًا بالنسبة للبرتغالي.
اكتمال اللياقة البدنية وجاهزية الخبير ديفيد سيلفا (32 عامًا) ستكون بمنزلة التعويض الأمثل، ثنائية سيلفا (بيرناردو وديفيد) مع فيرناندينيو كلاعب ريجيستا قد تكون حلًا لبيب، يمتلك سيلفا رقمًا رائعًا رفقة مانشستر سيتي وهو أنه الأكثر قيامًا بالتمريرات الصحيحة في منتصف الخصم منذ مجيء دي بروينه للفريق، أكثر من دي بروينه نفسه (3567 تمريرة)، رقم ينم عن أهميته الكبيرة وأولويته في اللعب وتعويض كيفين. وإذا ما واجه اللاعب المعتزل دوليًا حديثًا مع إسبانيا بعض المشاكل، فإن البديل الذهبي و لاعب الوسط الفائز مع إنكلترا بمونديال أقل من 17 عامًا، فيل فودين سينتهز الفرصة مُثبتًا أقدامه بعدما أشاد به الجميع بمباراة تشيلسي فهو خير ما أنجبت أكاديمية مانشستر سيتي منذ زمن طويل.. “إنه الوقت المناسب لفودين، لا يوجد الكثيرين في مثل عمره يمتلكون إمكاناته، سيتعين عليه المنافسة بقوة من أجل حجز مقعد أساسي” لاعب المنتخب الإنكليزي السابق مات لي تيسير.
الحلول لم تنته بعد، فما زال هناك الألماني إلكاي غوندوغان الذي ينتظر نصف الفرصة بفارغ الصبر ويتوق إلى إظهار ما بجعبته، بعدما منعته الإصابات من تقديم المردود بالشكل المرغوب مع الفريق، يستطيع إلكاي شغل مركز دي بروينه نظرًا لما يملكه من مهارات التدرج بالكرة والتفوق في موقف لاعب ضد لاعب، كما انخرط مع نهج غوارديولا وأصبح جزء من المنظومة.

السابق
هل يسير ريال مدريد على خطى “ريمونتادا” برشلونة؟
التالي
الدوري الإنجليزي: ارسنال لتجنب الكارثة.. هيمنة توتنهام