قالت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس، إن الانخفاض الأخير في أسعار النفط أثار المخاوف في بعض الأوساط من أن السلطات السعودية قد تخفض قيمة الريال.
ووصفت المؤسسة ذلك، في مذكرة حديثة لها، بأنه “غير مستبعد”، إلا أنها قالت، إن احتمال التخلي عن ربط الريال بالدولار أقل من أي وقت مضى منذ اندلاع المخاوف من انخفاض قيمة العملة في بداية العام الماضي.
وأشارت إلى انخفاض أسعار خام برنت بنسبة 10% على مدى الأسبوعين الماضيين، من 56 دولار للبرميل، إلى 50 دولار للبرميل، مسجلا أدنى مستوى له منذ نهاية نوفمبر، بعد الإعلان عن اتفاق السعودية وباقي أعضاء أوبك على تقليص الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً.
وقالت المؤسسة إن تخفيض قيمة العملة من غير المرجح إلى حد كبير لسببين رئيسيين؛ الأول هو تحسن وضع ميزان المدفوعات في المملکة بشکل ملحوظ خلال العام الماضي.
وتشير البيانات إلى أن المملكة سجلت أول فائض في الحساب الجاري، خلال عامين في الربع الثالث من 2016، إلا أن الحساب الجاري لا يزال يعاني من عجز قدره 7.6% من الناتج المحلي الإجمالي، على أساس ربع سنوي.
وتابعت كابيتال إيكونوميكس: التحسن في ميزان المدفوعات يعني أن الوكالة النقدية، ومؤسسة النقد العربي السعودي، تحتاجان إلى التدخل بشكل أقل من أجل الحفاظ على ربط الدولار دون تغيير.
وأضافت أن السبب الثاني لعدم احتمال انخفاض قيمة العملة أنه في ظل انخفاض أسعار النفط، لا تزال المملكة تملك موارد كبيرة لمواجهة الضغوط على سعر الصرف.
وبلغ احتياطي النقد الأجنبي 523.9 مليار دولار أمريكي في نهاية يناير (أو ما يعادل 82% من الناتج المحلي الإجمالي). واستنادا إلى المعدل الحالي للنضوب، ستستمر الاحتياطيات لمدة ست سنوات.
وقالت إن مستويات الدين الحكومي لا تزال منخفضة، وأظهرت مبيعات السندات التي بلغت 17.5 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، التي حققت اكتتاباً تاريخياً، أن السلطات يمكن أن تتحول دائماً إلى أسواق السندات الدولية لدعم احتياطياتها.
وقالت المؤسسة: “یبدو أن صناع السیاسات مستعدون لتحمل تکالیف کبیرة من أجل الحفاظ علی الربط؛ وتم تطبيق تقشف مالي كبير على مدى العامين الماضيين من أجل دعم التكيف مع انخفاض أسعار النفط، وتم تخفيض الإنفاق الحكومي، ويجري إصلاح الدعم وبدأ تطبيق مجموعة من الضرائب الجديدة.
وقالت إن الحكومة لن تتردد في تقديم تدابير ضبط المالية العامة وحتى تنفيذ المزيد من التقشف.
واختتمت كابيتال إيكونوميكس مذكرتها: “أنه بالنظر إلى أن جزءاً كبيراً من التكيف مع انخفاض أسعار النفط قد حدث بالفعل، فمن المستبعد جداً أن تقرر السلطات الآن عن طريق تخفيض قيمة الريال”.