تحتفظ الذاكرة الفنية العربية بمواقف لا تنسى لنجوم ما يوصف بالزمن الجميل، ما زال يستحضرها #الجمهور و #الفنانون إلى العصر الحالي، الذي غيرت فيه #الأغنية من شكلها الشرقي الكلاسيكي، وباتت في مضمونها العام أغنية سريعة بكلمات خفيفة، و #ألحان دخلت عليها الإيقاعات الغربية، ولو كان فريد الأطرش بيننا لكان أول من يلقى حتفه كمداً من هذا التطور.
ومن هذه المواقف اللقطة الشهيرة بين #كوكب_الشرق #أم_كلثوم وعازف الناي الشهير #سيد_سالم ، الذي كان يجلس يسار عازف العود #محمد_القصبجي.
فهذا المبدع له قصة تستحق الإشارة إليها حيث تعود إلى العام 1966 عندما كانت “الست” منسجمة في أغنية “بعيد عنك”، وكان سالم يؤدي تقاسيمه على #الناي ، وفجأة خرج عن النص أي بالمعنى الفني “تسلطن”، وانتزع الآهات من الجمهور والتصفيق والصيحات التي جرت العادة أن تكون لأم كلثوم فقط، فالتفتت إليه الست وقالت: “إيه ده”!.. ليصيح الجمهور من جديد، ويعيد سالم الناي الشجي بنفس خروجه عن النص الذي وصف بالتمرد حينها.
ورغم قلة المصادر عن عازف الناي سيد سالم الفنان إلا أنه على “يوتيوب” له مقطع نادر وطريف، ففي إحدى الحفلات عندما شعر بأن أم كلثوم في مأزق نسيان الكلمات وهي تردد كوبليه في أغنية “أنت عمري”.. وتعيد:
“يا أغلى من أيامي.. يا أحلى من أحلامي
خدني لحنانك خدني.. عن الوجود وابعدني”
فكان يبعد الناي عن فمه ويمد رقبته للأمام يوشوش لها ببقية الكلمات لإنقاذ الموقف، اللافت في اللقطتين أن الجمهور كان “سمّيعاً” ويملك أذناً موسيقية وإحساسً مرهفً يمكنه التقاط هذه الجزئيات البسيطة على المسرح والتفاعل معها بطريقته.
ومن المعلومات التي حصلنا عليها عن سيد سالم أنه نشأ وحيد والديه، فكان الناي شقيقاً لروحه منذ طفولته، وعندما سمعت أم كلثوم عزفه المنفرد عبر برنامج إذاعي طلبته، عمل معها منذ 1946 إلى العام 1973، وبعد وفاتها عمل مدرساً للناي وحصل على شهادة تقدير من #المعهد_العالي_للموسيقى_العربية.
تحتفظ أسرته بحسب بعض المصادر بـ”كاسيت” يعزف فيه أغاني أم كلثوم على الناي، إضافة إلى 10 نايات كانت تلازمه في حفلاته.