هل خرجت إدارة الرئيس ترامب خاسرة من الحرب التجارية مع الصين

الدوحة– بزنس كلاس:

تتعلق آمال انتهاء الحرب التجارية بين الولايات الأمريكية المتحدة مع الصين ببداية فترة حكم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بعد فترة صراع حاد وتوترات أججتها إدارة الرئيس ترامب بقرارات قاسية ضد صادرات الصين وحظر أعمال العديد من شركاتها على الأراضي الأمريكية أو حتى ضمن فضائها السيبراني. لكن الموقف الصارم للولايات المتحدة حيال النمو الصيني لم يكن من صنيعة ترامب وحده، بل هو سياسة استراتيجية لأمريكا منذ سنوات طويلة.

الجبهة التي تصاعد فيها القصف خلال المرحلة الماضية هي معركة السيطرة على التكنولوجيا المتطورة، ويستبعد أن يتم وقف إطلاق النار فيها في القريب العاجل، باعتبارها الحاسمة للحرب التجارية بين الجانبين نظراً لامتداد أثرها على مستقبل اقتصادات الدول.

حكومة الولايات المتحدة اتخذت مزيداً من الإجراءات لمنع تخزين البيانات الأمريكية على أنظمة السحابة المملوكة للشركات الصينية، وكذلك استخدام الكابلات البحرية لربط الولايات المتحدة بشبكة الإنترنت العالمية. والرئيس ترامب تبنى بثقل الاشتباك المباشر مع الصين بشأن شبكات وأجهزة شركة هواوي ومنع تطبيقات تيك توك ووي تشات وعلي بابا وغير ذلك من تكنولوجيا الشركات الصيينية، بغض النظر إن كانت شركات خاصة أو مملوكة للحكومة الصينية..

يرى العديد من الخبراء بأن سياسة إدارة الرئيس ترامب حيال حظر الشركات الصينية قد انعكست سلباً على الشركات الأمريكية باعتبار أن الشركات الصينية من أكبر عملاء التكنولوجيا الأمريكية كما هو الحال بالنسبة لشركة هواوي مع انتل التي ذكرت التقارير بأنها عطلت صفقات بقيمة أكثر من 11 مليار دولار لشراء الرقائق خلال السنة الأولى لحظر هواوي وإضافتها للقائمة السوداء.

ويبدو أن شركات التكنولوجيا الأمريكية والحكومات الغربية بدأت تتململ من العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب على التكنولوجيا الصينية، فقد ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز مؤخراً أن عدداً من المسؤولين التنفيذيين والدبلوماسيين الأوروبيين في مجال التكنولوجيا اتهموا الولايات المتحدة باستخدام نظام العقوبات ضد شركات التكنولوجيا الصينية لإبعادهم عن السوق الصينية، في الوقت الذي تقوم فيه الإدارة الأمريكية بمنح إعفاءات لشركات أمريكية للتعامل مع شركات التكنولوجيا الصينية.

لطالما قالت إدارة الرئيس ترامب أنها تشن حربها ضد هواوي وشركات التكنولوجيا والتطبيقات الصينية في إطار حرصها على أمن الفضاء السيبراني وعدم تمكين أنشطة التجسس لصالح الصين،  لكن اللافت في الأمر أن التقارير الصادرة مؤخراً تقول بأن  أكثر من نصف الهجمات الالكترونية التي تعرضت لها الصين العام الماضي كانت من مصادر أمريكية، رغم الاعتقاد السائد على نطاق واسع بأن الصين هي مصدر أغلب الهجمات التي يعاني منها العالم.

من الصعب تحديد المنتصر في صراع غير مسبوق بطبيعته، ومع ذلك إذا أخذنا حملة إدارة ترامب لإخراج شركة هواوي من شبكات الجيل الخامس في أمريكا والدول الحليفة لها كمقياس للنصر، فإنه يمكن القول إن الحملة ستفشل، وقد يخسر العديد من الأطراف إذا تم استبعاد “هواوي”. لكن الخاسر الأكبر سيكون الاقتصاد العالمي، باعتبار أنه سيتم تقويض جزء لا يستهان به من التجارة الدولية، وسيكون هناك شكوك مستقبلية كبيرة بشأن سلسلة التوريد العالمية وجدوى التعاون الدولي لضمان  نجاح إنتاج المزيد من الابتكارات لصالح مستقبل البشرية.

قد تكون إدارة جو بايدن أكثر عقلانية حيال الحرب التجارية مع الصين، مقارنة بسلفها، وربما يسعى بايدن للحصول على امتيازات إضافية من الصين قبل إزالة التعريفات الجمركية أو تخفيضها.

السابق
ارباح بروة العقارية تهبط 19% في 2020 وتوصية بتوزيع أرباح نقدية بـ 12.5% من رأس المال
التالي
ناصر بن خالد للسيارات تطلق عرضاً خاصاً على بطاريات مرسيدس-بنز الأصلية