هل حقا الشوكولاتة ستختفي خلال 4 عقود

 

منذ أن تم اكتشاف الشوكولاتة وهي تستخدم للتحلية بعد تناول الطعام, ويتفق الجميع على أن الشوكولاتة من أشهى الحلويات التي يمكن تناولها, ويتم تحضيرها من حبوب الكاكاو التي تمثل عصب صناعة الشوكولاتة العالمية.
مخاوف وتحديات
وعلى رغم أنه ما زال لدينا الوقت لسنوات قادمة، كي نستمتع بحلوى الشوكولاتة المفضلة لدينا، إلا أنه على المدى القريب ستواجه الشوكولاتة عددا من المخاوف والتحديات المستقبلية بشأن صناعتها وذلك بسبب مجموعة من العوامل المؤثرة  بدءا من ظاهرة الاحترار العالمي ووصولا إلى انتشار الآفات، بل ذهب بعض العلماء إلى حد القول بأن الشوكولاتة قد تكون “على طريق الانقراض” خلال العقود الأربعة المقبلة.
وكشف تقرير أعدته مؤسسة “يورومونيتور” البحثية أن الطلب العالمي على حلوى الشوكولاتة تجاوز 7450 طنا خلال عامي 2016 و2017، بزيادة تتجاوز 10 في المئة مقارنة بخمس سنوات مضت. فيما سجلت معدلات استهلاك الشوكولاتة في الصين زيادة بواقع 16 في المئة عام 2016
وفيما تحوز الولايات المتحدة النسبة الأكبر من حيث الاستهلاك العالمي، إذ تصل إلى 20 في المئة، تحتل سويسرا المرتبة الأعلى من حيث استهلاك الشوكولاتة بالنسبة لعدد السكان.
تراجع كبير
وتشهد أسعار الكاكاو تراجعا كبيرا فمنذ نهاية سبعينيات القرن الماضي تجاوز سعر الطن 4 آلاف دولار، لكنه لم يسجل ارتفاعا مرة أخرى منذ ذلك الوقت. ويبلغ سعر الطن وقت إعداد هذا التقرير 2128 دولارا.
ويأتي معظم الإنتاج العالمي من دول منخفضة الدخل، وتحتل الدول الأفريقية، على سبيل المثال، مرتبة أكبر الأسواق المنتجة للكاكاو في العالم. كما تسهم دولتان أفريقيتان، ساحل العاج وغانا، بأكثر من نصف إنتاج الكاكاو عالميا.
وتزرع أشجار الكاكاو في المناطق المدارية، وتنمو فقط في المناخ الرطب خلال موسم جفاف قصير وأمطار اعتيادية، وهو ما يفسر اقتصار زراعتها على حزام ضيق بقدر 10 درجات جانب خط الاستواء. كما يواجه الإنتاج صعوبات أكبر تتمثل في أن 90 في المئة من الكاكاو توجد في مزارع صغيرة تملكها أسر.
مهمة شاقة للغاية
وتعد زراعة الكاكاو وحصاده مهمة شاقة للغاية، إذ لا ينضج النبات في نفس الوقت، وتتطلب الأشجار مراقبة مستمرة. ويضر أي تقلب صغير في الطقس بإنتاج المحصول، لذا لا يحبذ القطاع أي تغير في المناخ.
ويتوقع تقرير حديث أصدره معهد علوم الجينوم المبتكرة التابع لجامعة كاليفورنيا أن تغير المناخ سيقلل بشدة مساحة الأرض الصالحة لزراعة الكاكاو خلال العقود المقبلة.
وعلى نقيض المحاصيل الرئيسية الأخرى، التي تستحوذ على أكبر قدر من بذل المجهود العلمي بغية زيادة إنتاجها وتعزيز قدرتها على مقاومة العوامل البيئية والأمراض، يعد نبات الكاكاو من النباتات البرية، فإذا زرع في بيئته الأصلية، حوض الأمازون، فأشجاره تعرف كيفية التعامل مع الأمراض في المنطقة، لكن إدخال المستعمر الأوروبي زراعته في أفريقيا خلال القرن التاسع عشر غير أشياء كثيرة.
تهديدات وأخطار
وتشكل التهديدات أيضا أضرارا ناتجة عن الحشرات وعدوى الفطريات، مثل تلك التي ضربت شمال شرقي البرازيل في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، والتي تسببت في تراجع الإنتاج من 320 ألف طن سنويا إلى 191 ألف طن خلال الفترة من 1991 و 2000.
وحتى الآن تعد الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتعامل بها المنتجون مع الأشجار المريضة هو استبدالها، لكن المشكلة تكمن في أن الشجرة تصاب بعدوى تستمر أسابيع أو أشهر قبل أن تظهر عليها أعراض المرض، وبذلك يمكنها أن تنشر المرض إلى الأشجار المجاورة قبل “استبدالها”.

السابق
«مونتينيغرو» كنوز هائلة على مساحة صغيرة
التالي
مركز قطر للقيادات وجامعة جورجتاون تعلنان عن فتح باب التسجيل في برنامج الماجستير التنفيذي في القيادة والسياسة والابتكار لخريجي المركز