هل تم تضخيم بيب جوارديولا إعلامياً؟

 

تم انتداب جوارديولا لتدريب الفريق الأول لبرشلونة صيف عام 2008، الإدارة الكتلونية وضعت ثقتها بشكل مطلق في الوافد الجديد بهدف تحسين الأداء و النهوض بالفريق مجدداً, بعد أن خرج الكاتلان بخفي حنين موسم 2007-2008, تم على إثرها إقالة الهولندي فرانك رايكارد، الذي وضع الأسس لبناء فريق مثالي، و حصد عدة بطولات خلال فترة تدريبه بين عامي 2003 و 2008.

بيب الذي يعتبر أحد أبناء أكاديمية برشلونة ” لا ماسيا “، تدرّج في الفئات العمرية للبلاوجرانا بين عامي 1990 و 2001, حتى أصبح أحد أهم لاعبي خط الوسط الدفاعي في جيله، كما لعب في الدوري الإيطالي لفريقي بريشيا و روما 2001-2002 و 2002-2003 بالترتيب، الأهلي القطري 2003-2005 و نادي سينالوا المكسيكي 2005-2006.

إنجازات بيب جوارديولا كلاعب و مدرب

حقق بيب كلاعب في برشلونة إنجازات عديدة منها الدوري الإسباني في 6 مناسبات، و كأس الملك في مناسبتين، كما حقق بطولات على المستوى القاري منها السوبر الأوروبي عامي 1992 و 1997، بالإضافة لكأس الكؤوس الأوروبية موسم 1996-1997.

وطنياً حقق مع المنتخب الاسباني ذهبية الأولومبياد 1992، واستطاع تسجيل 6 أهداف خلال مسيرته الدولية.

أما السيرة الذاتية لبيب جوارديولا كمدرب تكاد تكون أسطورية، فبدأ التدريب عام 2007 مدرباً لبرشلونة ب، استمر لمدة موسم حتى تم تعيينه مدرباً للفريق الأول صيف عام 2008.

استهل برشلونة بقيادة بيب كتابة جزء من تاريخ كرة القدم، عندما حقق سداسية ألقاب إعجازية لم يسبقه إليها أحد في تاريخ القارة العجوز، الدوري و الكأس و دوري الأبطال و السوبر المحلي و الأوروبي و كأس العالم للأندية.

خلال فترة تواجده كمدرب للبارسا، حقق 14 بطولة، إذ لم يكتف فقط بالبطولات، بل ابتكر أسلوب الاستحواذ على الكرة و التمريرات القصيرة و المعروف إعلامياً ب ” التيكي تاكا “.

إضافةً الى تحقيق نتائج تاريخية على حساب الخصم اللدود ريال مدريد وصلت لخماسية و سداسية من الأهداف، كانت بمثابة رسائل أرعب بها خصوم الداخل و الخارج.

حقبة تدريب بايرن ميونخ 2013-2016

لم تكن هذه الحقبة بنفس بريق الحقبة الكتلونية، إذ استطاع تحقيق 3 بوندسليجا و 2 كأس المانيا, أما قارياً فحقق كأس السوبر الأوروبي 2012-2013 و كأس العالم للأندية 2013.

و استطاع الوصول لنصف نهائي دوري الأبطال في جميع المواسم، لكنه أقصي منها على يد كبار اسبانيا، برشلونة و ريال مدريد و أخيراً اتليتيكو مدريد بالترتيب، و من هنا بدأت الشكوك تظهر حول قدرة بيب على قيادة البافاري لتحقيق لقب دوري الأبطال و المنافسة قارياً.

جوارديولا مدرباً لمانشستر سيتي 2016.

تكاد تكون أسوء فترة تدريبية للفيلسوف خلال مسيرته المهنية، حيث تكبد هزائم عديدة في الدوري الإنجليزي كان آخرها أمس برباعية نظيفة في ملعب جوديسون بارك أمام المضيف ايفيرتون.

الوضع الهزيل للمان سيتي جعل الاسباني بيب مادة إعلامية دسمة للنقاش، سالت لها أحبار الصحافة المحلية ، فانهالت عليه سهام النقد اللاذع بسبب ما وصل إليه السيتزنز من أداء مخيب للآمال، خاصةً بعد ابتعادهم عن المتصدر تشيلسي بفارق 10 نقاط، و شبه ضياع لآمال التتويج المحلي.

فالسؤال الكبير هل تم تضخيم بيب جوارديولا إعلامياً، و هل يستحق كل هذه الهالة التي أحيط بها، و ما هو سبب الفشل الذريع في مانشستر سيتي، و بدرجة أقل في بايرن ميونخ.
النقاط التالية قد تجيب على هذه التساؤلات:

أولاً: وجود لاعبين خارقين من طراز ميسي و انييستا و تشافي و دايفيد فيا و صامويل إيتو، و تراكمية بناء برشلونة عبر السنين، يمكن لهذا المزيج أن يأتي بالألقاب لمدرب ولو بإمكانيات متوسطة، بيب استلم المهمة من رايكارد الذي بنى الأساسات، و من قبله فان جال، أضف الى ذلك أن الراحل تيتو فيلانوفا، و الذي كان مساعداً لبيب خلال فترة تواجده في برشلونة، استطاع تحقيق لقب الدوري موسم 2012-2013 ، و الوصول الى نصف نهائي الأبطال ضد بايرن ميونخ رغم سفره الى نيويورك بغرض العلاج، ما يوحي بأن كثرة النجوم كان لها دور كبير في البطولات المحققة.

ثانياً: اعتماد بيب جوارديولا الكلي على تكتيك الاستحواذ الذي صار معروفاً لدى المنافسين، و عدم ابتكاره لأساليب لعب بديلة خاصةً في حالات التكتل الدفاعي، و قد ظهر ذلك جلياً في نصف نهائي الأبطال الموسم الماضي، عندما اصطدم بايرن ميونخ باتليتيكو مدريد سيميوني، الذي أغلق المساحات و عقّد الأمور على لاعبي البافاري في صناعة اللعب.

ثالثاً: ابتعاد جوارديولا عن احتضان اللاعبين و عدم قدرته على التعامل مع مشاكلهم في غرفة الملابس، من أهم الأمثلة جو هارت في السيتي، زلاتان في البارسا و مهدي بن عطية في بايرن ميونخ، و قد تحدث الأخير عن مشكلة لاعبي فريق البايرن جميعاً مع بيب، الذي لم يكن يتحدث إطلاقاً معهم ، و أن جميع الحوارات اقتصرت على التدريبات فقط، بعيداً عن أي أحاديث أخرى تساهم في توطيد العلاقة الودية بين الطرفين، الأمر الذي قد يعزى الى حدوث تغييرات جذرية في شخصية جوارديولا بعد حقبة برشلونة.
رابعاً: الكوارث الدفاعية في جميع الفرق التي دربها بيب، فعلى الرغم من حصد البطولات الا أن قوة المنظومة الهجومية بشكل عام ساهمت في إخفاء عيوب الدفاع و مشاكله.

خامساً: تنافسية الدوري الإنجليزي التي لم تكن موجودة في اسبانيا و المانيا، والضغط الرهيب من الجمهور و الصحافة، جميع هذه العوامل أظهرت نقاط الضعف لدى بيب جوارديولا، لدرجة أنه تحدث بعد خسارة ايفيرتون المذلّة أمس عن تلاشي آمال السيتي بتحقيق اللقب، و هو الذي لمّح في وقت سابق الى نيته اعتزال التدريب كمهنة بعد تجربة التدريب في الدوري الإنجليزي.

السابق
الطموح الجديد لمانشستر سيتي.. وريال مدريد يخسر ليطمئننا!
التالي
بالأرقام .. كيف سيكون حال مانشستر يونايتد دون إبراهيموفيتش ؟