هل تفوز كرواتيا بكأس العالم؟

 

لا يمكن القول أن ذلك حدث بدون مقدمات، المقدمات والشواهد كلها كانت تشير إلى أن الجنون هو عنوان المونديال الأول، والطبيعي أن تكون نتيجة ذلك هو نصف نهائي بأضلاع غير معتادة مع خروج الكبار وعدم تأهل بعضهم حتى، الآن أكملت كرواتيا أضلاع المربع الذهبي رفقة بلجيكا وفرنسا وإنجلترا.

قبل بداية البطولة لم يرشح أحدهم كرواتيا لبلوغ هذا الدور، حتى إنجلترا كانت بعيدة عنه نسبيًا، وبالتأكيد لم يرشح أحد خروج ألمانيا من الدور الأول ولا البرازيل من ربع النهائي ولا إسبانيا من دور الستة عشر، وبما أن كل شيء يسير في اتجاه معاكس للمنطق فلماذا لا تفوز الحلقة الأضعف نظريًا ـ كرواتيا ـ بكأس العالم لتكتمل رحلة الجنون.

بالنظر إلى المردود الذي يقدمه المنتخب الكرواتي منذ بداية البطولة فإنه لا يقل كثيرًا عما يقدمه إنجلترا وفرنسا وبلجيكا، وإن كان الحديث عن أنه الحلقة الأضعف نظرًا لأنه لا يمتلك اسمًا كالبقية فإن هذا الكلام من الممكن أن يطبق في أي بطولة إلا نسخة هذا العام.
كرواتيا أمام إنجلترا مواجهة كلاسيكية متكافئة بين فريقين لا يخاطران كثيراً، وفي حال نجحت كرواتيا في تحطي الأسود الثلاثة وهو شيء يمكن توقعه نظراً لأحداث البطولة فإنها ستكون على موعد مع 90 دقيقة من أجل اللقب، تسعون دقيقة لا تعترف بأي شيء حتى لو كانت بين جزر الباهاما ومنتخب أفضل لاعبي العالم هم عناصره الرئيسية، فحتى مباراة مثل تلك قد تحسك بهدف ذاتي لصالح الباهاما، كرة القدم وخاصة النهائيات لا تعترف بكبير أو صغير إذا كان الأمر يتعلق بمباراة واحدة ستحدد مصير فريق أو لقب ما.

في كأس العالم اعتاد الجمهور المحايد أن يكون نصيرًا للضعفاء، الحصان الأسود الذي راهن الجميع عله لم يكن كرواتيا على الأقل منذ بداية البطولة، ولكنها قررت أن تفاجئ العالم وتحجز مكانها في مربع الذهب، غالبًا من لا يمتلك انتماءً لانجلترا أو فرنسا سينقسم بين بلجيكا وكرواتيا أملًا في معجزة أو سيناريو محبب يعيد لكرة القدم أصولها ويخلد مسألة أن الأفضل سيفوز أيًا كان اسمه، أشياء ربما فقدتها كرة القدم في الفترة الأخيرة ولكنها احتاجت لمثل هذه النسخة لتعيدها إليها من جديد.

 

إذًا هو سؤالٌ يبدو حوله الجنون، أو بالأحرى هو كذلك بالفعل تماماً كتفاصيل كأس العالم في نسخته هذه، الجنون يجب أن يتوج بجنون ولذلك سنبقى نكرر هذا السؤال حتى تفعلها كرواتيا أو حتى ينتهي كأس العالم بجنونه إلى نهايته الذي يريد.

السابق
نيمار يوجه رسالة مريرة للجماهير عقب الإقصاء من كأس العالم
التالي
الجنون يتواصل.. كرستيانو رونالدو يرفض 200 مليون!