هل استوعب سامباولي الدرس أمام ريال مدريد؟

 

لم تكن مباراة إشبيلية الأخيرة ضد ريال مدريد مجرد لقاء عادي، الفريق الأندلسي قدم واحدة من أروع مبارياته خلال العام من ناحية العمل الهجومي، فمنذ الدقيقة الأولى وحتى الدقيقة الأخيرة أظهر رغبة كبيرة في تحقيق الانتصار رغم معرفته بصعوبة التأهل مسبقاً وشبه استحالته بعد تسجيل أسينسيو هدف التعادل في الدقيقة 48.

إشبيلية امتلك طموح الكبار، وأظهر أنه فريق يرغب في تحقيق الانتصار حتى لو أصبحت المباراة مجرد “تحصيل حاصل” وهو تطور كبير في عقلية بطل الدوري الأوروبي في المواسم الثلاث الماضية مع المدرب القدير خورخي سامباولي.

لكن في ذات الوقت هذا لا يعني بأن إشبيلية قدم مباراة مثالية، فحينما تتلقى 3 أهداف من ريال مدريد وهو بنصف تشكيلته الأساسية وفريقك مسيطر على مجريات اللعب في الشوط الثاني فهذا يعني أنك تقدم أداء سيئ جداً على الصعيد الدفاعي.

وفي الحقيقة هذا لم يحصل للمرة الأولى، فضد إشبيلية في كأس السوبر الأوروبي استطاع ريال مدريد تسجيل 3 أهداف خلال 120 دقيقة بنصف قوته أيضاً، بل كرر ذلك في ذهاب كأس ملك إسبانيا بدون BBC الأمر الذي يضع ألف علامة استفهام وتعجب حول مستوى إشبيلية الدفاعي.

سامباولي عليه استيعاب 3 دروس هنا:
1- الضغط العالي على ريال مدريد، أو الفرق التي تملك جودة فائقة في خط الهجوم يعد انتحار إن لم يترافق مع قدرة فائقة في الارتداد نحو الدفاع، أو على الأقل وأد هجمة الخصم في مهدها. وهذا ما لا يجيده إشبيلية، فهو يتقدم بعدد كبير من اللاعبين، لكنه لا يستطيع إيقاف لاعب شاب واحد من الانطلاق بطول الملعب ليضع الكرة داخل الشباك! إذاً هو ضغط للعمل الهجومي فقط وكرة القدم تلعب على مرميين وليس مرمى واحد.

2- المبالغة في محاولة التدرج بالكرة عبر التمريرات القصيرة من دفاع إشبيلية إلى المهاجمين تحت الضغط العالي من فرق بجودة ريال مدريد أيضاً يعد انتحار، جودة لاعبي خط دفاع بل وخط وسط إشبيلية متدنية في هذا المضمار ولا تمكنهم من التعامل مع الكرة تحت الضغط والخروج بها إلى مناطق الخصم بشكل سليم أمام فريق يعرف جيداً كيف يفتكها، مما يجعلهم يقعون في أخطاء مستمرة بالتمرير والتي تمنح المنافس الكرة
أمام منطقة الجزاء على طبق من ذهب.

3- الضغط المستمر على المنافس في مناطقه يستنزف طاقات لاعبي إشبيلية مما يجعلهم يرتكبون أخطاء حين العودة إلى التمركز الدفاعي. إشبيلية وقع في هذا الفخ ضد ريال مدريد وبرشلونة، فهو حينما يحاول العودة إلى الخلف للحفاظ على تقدمه أو التعادل فإنه كان يتعرض لسيل من الهجمات التي تصل إلى مرماه بسهولة تامة. السبب يكمن في تراجع قدرات اللاعبين بدنياً وبالتالي انخفاض تركيزهم في التعامل بمواجهات رجل لرجل.

لا ننسى هنا أن إشبيلية لا يعرف بعد كيف يدافع في مناطقه أمام الفرق القوية هجومياً مثلما يفعل أتلتيكو وفياريال على سبيل المثال، لأن كل تركيز سامباولي حالياً ينصب على تطوير البناء الهجومي الجماعي للفريق.

هذه الدروس التي حصل عليها سامباولي في المواجهات الثلاث السابقة ضد ريال مدريد وضد برشلونة يجب أن تخدمه في لقاء الليلة، فتصحيح الأخطاء هو المطلوب لتحقيق أول انتصار على الكبيرين، وإلا فإن النتيجة لن تكون في صالحه مجدداً.

السابق
ميسي وسواريز أفضل ثنائي في أوروبا
التالي
أساطير مدريدية اعترفت بأفضلية ميسي على كريستيانو