الهجوم على برشلونة وبالأخص لويس إنريكي لم يتوقف منذ ليلة السقوط برباعية في ملعب حديقة الأمراء، الفريق تعرض لوابل من الانتقادات سواء من الصحافة أو جماهير النادي، وتم تحميل إنريكي مسؤولية هذه الهزيمة القاسية بشكل خاص وتراجع مستوى الفريق منذ بداية الموسم بشكل عام.
من الانتقادات التي وجهت لإنريكي مؤخراً أنه ركز بشكل مبالغ به على بطولة كأس ملك إسبانيا على حساب بطولتي الليجا ودوري الأبطال، مما أفقد الفريق طاقته الذهنية والبدنية في مباراة الباريسي وبعض المباريات الأخرى، لاسيما وأن برشلونة لا يملك دكة بدلاء قوية مثل غريمه التقليدي ريال مدريد.
لا يمكن إنكار أن مواجهتي أتلتيكو مدريد في الكأس اللتان لعبهما الفريق في منتصف الأسبوع أثرا بشكل أو بآخر على الأداء المخزي أمام باريس سان جيرمان، حيث كان هناك فارق كبير بين معدل جري اللاعبين خلال المباراة من جانب الفريقين.
لكن هل نلوم إنريكي ؟
في الحقيقة لا يمكن لوم المدرب على أمر كهذا، وذلك يعود لعدة أسباب أهمها أن بطولة الكأس بدأت متأخراً، وكان حينها برشلونة بعيد عن ريال مدريد المتصدر في الدوري، الأمر الذي جعل إنريكي واللاعبين يفكرون بالفوز في لقب محلي كونه مضمون بنسبة أكبر من لقب الليجا هذا الموسم.
إنريكي كان يعلم جيداً أن الفريق لا يؤدي مثلما كان عليه الوضع في الموسمين الماضيين، فهناك تراجع كبير في مستوى بعض اللاعبين كما يوجد خلل واضح في المنظومة ككل منذ بداية الموسم، فشاهدنا كيف أنقذ ليونيل ميسي الفريق في العديد من المناسبات ولولاه لكانت الأمور أسوأ بكثير عما هي عليه الآن.
المدرب الإسباني لعب على مبدأ الفوز بشيء أفضل من لا شيء، أو كما نقول في مثلنا الشعبي “عصفور باليد أفضل من 10 على الشجرة”، فلقب الليجا من الواضح أنه يتجه نحو ريال مدريد منذ الجولات الأولى، أما بالنسبة لدوري أبطال أوروبا فلا يمكن المراهنة على الفوز به لقوة المنافسة في البطولة، وبالأخص هذا الموسم، لذلك قرر أن ينقذ موسم الفريق بلقب الكأس على أقل تقدير، وهذا ما جعله يدفع بجميع أوراقه في مظعم المباريات.
من الأمور الأخرى التي يجب ذكرها أن برشلونة معتاد خلال العقد الأخير اللعب على جميع الجبهات وبنفس التشكيلة أحياناً، فموسم ثلاثية 2015 استقر إنريكي على تشكيلة واحدة طوال القسم الثاني من الموسم، ورغم ذلك حققت جميع الألقاب الممكنة، وهو ما كان يحدث خلال فترة جوسيب جوارديولا، باختصار، برشلونة عودنا أنه من نوعية الفرق التي يمكنها تحمل جميع الضغوط بشتى أنواعها.
لكن ما حدث هذا الموسم أن الفريق لم يعد يستحوذ كالسابق، وأصبح يبذل مجهودات أكبر من أجل تحقيق الفوز، الأمر الذي تسبب في إرهاق اللاعبين الذين يعاني بعضهم من التقدم في السن أساساً، وهذا ما لم يدركه إنريكي.
لا ننكر أن إنريكي هو المسؤول الأول والأخير عما يمر به برشلونة مؤخراً، فمن المفترض أن يجد المدير الفني الحلول دائماً، لكن في الوقت ذاته ليس من المنطقي انتقاده في مسألة التركيز على الكأس، لأن الخروج بلقب في نهاية الموسم سيكون له أهمية كبيرة مقارنة بخروج الفريق خالي الوفاض.