هل أخطأ إنريكي أمام بيتيس أم هي ضريبة التأهل في الكأس ؟

 

عاد برشلونة لنزف النقاط مجدداً بعد مروره بفترة طيبة سواء في الليجا أو كأس الملك، حيث تعادل الفريق أمام ريال بيتيس بهدف لمثله وكان قريب جداً من الهزيمة لولا ظهور ليونيل ميسي كالعادة بلقطة إبداعية أنهاها لويس سواريز في الشباك.

وانقسمت آراء عشاق النادي الكاتالوني وحتى جماهير الفرق الأخرى بخصوص مسألة تحمل المدرب لويس إنريكي مسؤولية الهزيمة بمداورته في مباراة خارج الديار.

البعض يرى أن مداورة إنريكي كانت طبيعية في ظل ضغط المباريات الذي يعيشه الفريق هذه الفترة لاسيما وأن هناك مباراة صعبة جداً أمام أتلتيكو مدريد في منتصف الأسبوع، في حين يرى البعض الآخر أن هذا ليس وقت مداورة وكان يتوجب على إنريكي الدفع بجميع العناصر الرئيسية.

في الحقيقة إجابة هذا السؤال هي خليط ما بين الرأيين، إنريكي لم يخطأ في مباراة اليوم باستثناء بقرار إبقاء صامويل أومتيتي على مقاعد البدلاء والدفع بمثايو، ورغم أن هذا القرار كان خاطئ وأنتج خلل في دفاع البرسا إلى أن مشكلة الفريق اليوم كانت هجومية في المقام الأول، مما يعني أن هذا التغيير لم يؤثر بالحجم الذي تخيله البعض.

إنريكي دفع بأليكس فيدال كظهير أيمن وهو خيار منطقي بعد الأداء المميز الذي يقدمه اللاعب، كذلك اعتمد على ثنائية بيكيه وماثيو في المحور، أما في مركز الظهير الأيسر دفع بديني بدلاً من جوردي ألبا، وهذا يعود إلى أن الأخير لديه تاريخ طويل مع الإصابات العضلية، فهو معرض دائماً للإصابة عندما يخوض مباريات كثير، لذلك قرر إنريكي إراحته.

مسألة عدم الدفع بماسكيرانو تعود إلى أن اللاعب ليس جاهز بدنياً 100%، حيث عانى من مشاكل عضلية في مباراة ريال سوسيداد، كما أنه أراد أن يسيطر أكثر على خط الوسط بالدفع بلاعبين قادرين على الاستحواذ بشكل أكبر مثل إيفان راكيتيتش وأندريه جوميز وأردا توران.

في الحقيقة هناك سببان لتعثر برشلونة اليوم، الأول هو أن إنريكي أخطأ فعلاً، لكن ليس في مباراة اليوم بل منذ مباراة ريال سوسيداد يوم الخمس الماضي، فهي المباراة التي يمكن التدوير بها كونها تقام في الكامب نو والفريق متفوق بهدف نظيف في مباراة الذهاب.

معاناة برشلونة اليوم كانت تتلخص أن ثلاثي خط الهجوم لم يظهروا بشكلهم المعتاد، حيث كان من الواضح أنهم يعانوا من الإرهاق بعد المباراة البدنية الكبيرة التي قدموها أمام سوسيداد، حيث شاركوا في العملية الدفاعية بشكل أكبر بكثير من مشاركتهم اليوم، وهنا نطرح السؤال الأهم، لماذا لم يريح إنريكي أحدهم أو اثنين منهم في المباراة الماضية؟ ولماذا لم يقوم بتبديلاته الدفاعية في تلك المباراة أيضاً بدلاً من المغامرة في مباراة اليوم؟

أما السبب الثاني لتعثر برشلونة يعود إلى براعة ريال بيتيس والتكتيك القوي الذي فرضه المدرب فيكتور سانشيز، فصحيح أن البرسا لم يكن في يومه، لكن في الوقت ذاته يجب رفع القبعة للفريق الأندلسي الذي قدم مباراة مثالية على جميع الأصعدة.

بيتيس لم يترك أي مجال للثلاثي اللاتيني بأن يتواجدوا في مناطق حساسة وهم بوضعية مريحة، فكان يتقدم لاعبين مباشرة عندما يلمس أحدهم الكرة، بالإضافة إلى ذلك، فرض بيتيس كثافة عددية على الأطراف في العمليتين الهجومية والدفاعية، الأمر الذي عقد مهمة برشلونة باستغلال أحد أهم أسلحته بفتح الملعب واللعب على العرضيات.

السابق
كاسياس وكروس يهنأن روجر فيدرر بلقب أستراليا
التالي
ديربي مدينة حلب يعود بعد غياب 5 سنوات بفوز الاتحاد