هلع بين المقيمين المصريين بعد قطع العلاقات.. مصر تطلب من اليونان رعاية مصالح مواطنيها

انهالت المكالمات على الجالية المصرية في قطر في الفجر من مصريين يشعرون بالقلق بعد أن علموا أن مصر قطعت العلاقات الدبلوماسية مع البلد الخليجي الثري الذي يعيشون فيه. وتدفق المصريون الذين يسعون للهروب من الأزمة المالية بالداخل على الخليج وشعر كثير منهم ممن يعيشون في قطر بالذعر بسبب الخلاف الدبلوماسي الأحدث الذي اتهمت فيه السعودية والبحرين والإمارات الدوحة بدعم الإرهاب.

وقال محمد العراقي رئيس الجالية المصرية في قطر لرويترز عبر الهاتف من الدوحة “هاتفي لم يتوقف عن الرنين منذ الرابعة صباحا”. وأضاف قائلا “المصريون خائفون. لديهم وظائف وحياة مستقرة هنا مع أسرهم. هناك حالة من الذعر”. وكان يتحدث بعد فترة قصيرة من إعلان القطيعة الدبلوماسية في الساعات الأولى من صباح الاثنين.

ويشكل العمال الأجانب نحو 1.6 مليون من سكان قطر البالغ عددهم 2.5 مليون ووفقا للعراقي فإن نحو 350 ألفا من هؤلاء مصريون مما يجعلهم واحدة من أكبر التجمعات الأجنبية في البلاد.

ولا يشعر العاملون في القطاع الخاص بالقلق من الترحيل ويعتقدون أنه ليس من مصلحة شركاتهم أن تتخذ إجراء كهذا. أما بالنسبة للعاملين في القطاع العام فكانوا أكثر قلقا.

وقال عامل في القطاع العام طلب عدم نشر اسمه “نحن تحت رحمة الحكومة القطرية. حتى الآن لا توجد مؤشرات بأننا سنُطرد لكن هذا قد يحدث في أي وقت”. وأضاف قائلا “حتى إذا تم ترحيلنا فكيف سنرحل؟ نسمع أنباء مختلفة عن تعليق الرحلات”.

وقالت وزارة الخارجية المصرية يوم الاثنين إن مصر طلبت من اليونان استخدام سفارتها في الدوحة لرعاية المصالح المصرية في قطر وأضافت أن اليونان وافقت. وقال بيان الوزارة “على ضوء قرار الحكومة المصرية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. ونظرا للعلاقات الوطيدة التي تجمع بين مصر واليونان فإن مصر تتطلع إلى قيام سفارة اليونان بالدوحة برعاية المصالح المصرية بدلا من السفارة المصرية التي سيتم إغلاقها ليحل محلها قسم رعاية المصالح المصرية داخل سفارة اليونان”.

* تداعيات اقتصادية

بعيدا عن مصير المصريين في قطر فإن التحرك قد يكون له عواقب اقتصادية وخيمة. فقد أعلنت الدول الأربع إغلاق ممرات النقل مع قطر وهي شبه جزيرة صغيرة حدودها البرية الوحيدة هي السعودية. وقالت مصر إن حظرا للرحلات الجوية إلى قطر ومنها سيسري اعتبارا من السادسة من صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش).

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل قال إن الطلاب القطريين في مصر لن يتأثروا بقطع العلاقات لكن من السابق لأوانه الحديث عن مصير الاستثمارات القطرية في البلاد.

وسعى إسماعيل لطمأنة أسواق الطاقة بأن القرار لن يؤثر على واردات مصر من الغاز الطبيعي المسال وقال إن العديد من الشركات الدولية تتيح للبلاد الوفاء باحتياجاتها من الغاز.

وقال إن ليس هناك علاقة بين قطع العلاقات مع قطر واستيراد الغاز مشيرا إلى أن واردات مصر من الغاز المسال لن تتأثر. وتشتري مصر بعض احتياجاتها من الغاز من مؤسسات تجارية دولية تحصل على الغاز من قطر.

وقطر هي المصدر الأول في العالم للغاز المسال ويثير قرار قطع العلاقات معها مخاوف بشأن تأثير توقف الإمدادات للدول المجاورة على أسواق الغاز العالمية.

وبدأ مصرفيون في القاهرة وقف التعامل مع البنوك القطرية بناء على تعليمات من مدرائهم رغم أن البنك المركزي المصري قال إنه لم يصدر أي أمر للبنوك بوقف التعاملات بالريال القطري.

وقال متحدث باسم رجل الأعمال المصري المشهور الملياردير نجيب ساويرس لرويترز إن ساويرس طالب رجال الأعمال المصريين بسحب استثماراتهم من قطر ووقف التعامل معها.

وفي الوقت ذاته أمهلت مصر السفير القطري مهلة مدتها 48 ساعة لمغادرة البلاد واستدعت القائم بالأعمال في السفارة المصرية بالدوحة.

السابق
مستثمر قطري يستحوذ على 10% من شركة “نانو سيليكال ديفاسيس” لتطوير الدواء وحوامله
التالي
الخرطوم قلقة من الأزمة وتعرض وساطتها