عواصم – وكالات – بزنس كلاس:
يتواصل كشف الدور الخبيث الذي لعبته وتلعبه أبوظبي في تحويل مسار المنطقة برمتها عبر التلاعب بحلفائها والضغط والعقاب لمن لا يسير في ركبها. فقد أعاد موقع «ميدل إيست آي» البريطاني نشر مقال للكاتب البريطاني ألستار سلون، شنّ فيه هجوماً لاذعاً على النهج السياسي الذي يتبعه أولاد زايد في دولة الإمارات، الذين يرتكزون على نظام ملكي قمعي، فيما تحاول الديمقراطية أن تجد موطئ قدم لها في واحدة من أغنى مناطق العالم.
وأضاف الكاتب في مقاله، الذي نشره إبان الأزمة الخليجية الأولى، والذي ينطبق فيما يبدو على الأزمة الحالية أيضاً، أن الدوافع الشخصية لأولاد زايد تتفوق على الاعتبارات السياسية، إذ كل اهتمامهم منصب على البقاء في الحكم، فضلاً عن التركيز على الخصومات الشخصية.
وشبه الكاتب أولاد زايد بالأطفال المدللين، المصممين على ما يبدو على تقويض جهود المصالحة الحاسمة بين دول مجلس التعاون الخليجي وقطر، وخلق مناخ متوتر لعدم تحقيق أي تصالح بين قطر ودول الحصار، وذلك بسبب سلوكهم وخطابهم الأحمق.
وأشار الكاتب إلى أن الإمارات وأسرة آل زايد تكره الجزيرة وما تبثه لأنها تسلط الضوء على الأنشطة المحرمة التي تجرى في تلك الدولة، ومنها وصف الشيخ القرضاوي لها بأنها دولة» غير إسلامية»، وما أغضب أولاد زايد، كما يقول الكاتب، هو وصول تلك الخطبة إلى أكثر من عشرين مليون مشاهد غير الشرق الأوسط.
وتحدث الكاتب عن أن الإمارات تعادي قطر بناء على تهم قد تكون باطلة، فالتيار السياسي الإسلامي لم يعد يشكل خطراً على نظام بن زايد في الإمارات ولا على أي نظام في منطقة الخليج، هذا فضلاً عن تنصيب نظام السيسي في القاهرة وتلقيه دعماً من الإمارات والسعودية، ونفي أفراد الجماعة خارج مصر أو سجنهم.
ويسلط الكاتب الضوء على نفاق أولاد زايد، إذ يقول إنه فيما يتهم نظام الإمارات قطر بإقامة علاقات مع إيران واعتبارها عدواً، فإن أبوظبي ودبي كانتا أول من رحبا برفع العقوبات الغربية عن طهران، لما لذلك من فائدة على مواردهم التجارية التي ستزدهر بفعل التجارة مع إيران وفتح خطوط جديدة.
وأشار الكاتب إلى أن دبي وأبوظبي وأولاد زايد سلطوا وسائل إعلامهم لتصعيد الخطاب ضد قطر، على عكس الوسطاء العمانيين والكويتيين الذين سعوا جاهدين لرأب الصدع وإصدار تصريحات صحافية تعبر عن آمالهم في تحقيق تقدم في المصالحة.
ونصح الكاتب في نهاية مقالته أبناء زايد بالتصرف بحكمة والتخلي عن تصرف الأطفال المدللين.