هكذا تستخدم بوفيه النيازك في تصميم ساعاتها!

 

يسعى حرفيو بوفيه لتكريم هذا الإرث من خلال إدامة خبرتهم وتوسيع حدود التميز على نحو متواصل. كما ألهم السعي الدؤوب نفسه لتحقيق الكمال باسكال رافي في 2006 لتجهيز ساعات بوفيه 1822 بمصنوعاته الخاصة: BOVET 1822 Manufacture de Cadrans وDIMIER 1738 Manufacture de Haute Horlogerie Artisanale، حيث استخدمت كل تقنية بإتقان لا مثيل له ويستمر اختيار المواد النفيسة بالتوسّع.

تميزت مجموعات بوفيه لهذا العام بمادتين أتقن الحرفيون في الدار صنعهما واقتراحهما منذ 2008. ويضمن مظهرهما الآسر وأصولهما الرمزية الغنية تحقيق الإعجاب.

المظهر النجمي

أصول أفينتورين (حجر غامض-نوع من الكوارتز) أرضية كما اكتشفت: إنه تحول السيليكا الموجودة في الرمال ومعظم المعادن المستخدمة لصنع الزجاج المستخدم كأساس لتصنيع أفينتورين نفسه بدقة. ولابتكار أفينتورين، مُزج زجاج ملون بالنحاس وتضمينات بروتوكسيد النحاس الأحمر، الذي تتوهّج بلوراته الثلاثية والسداسية بآلاف التألقات. ويتميز أفينتورين بشفافية الزجاج، المرصّع بنقاط نحاسية دقيقة تبدو طافيةً بحرية داخله. على الرغم من أنها مادة خضعت للمعالجة، فقد أدّت صفات أفينتورين الجمالية إلى تفضيل الصاغة وحتى المتخصّصين بالأحجار الكريمة له، الذين أطلقوا عليه لقب “غولدستون” (حجر من ذهب) بالإنجليزية و “ريفيير دور” (نهر ذهب) بالفرنسية.

بُعدٌ فلسفي للزمان والمكان من الحدود الخارجية للكون
تُمثّل هذه السماء نفسها المرصّعة بالنجوم أصل المادة الثانية التي سيركّز عليها هذه السنة صنّاع مينا ساعة بوفيه 1822، التي تعرض حجراً نيزكياً في العديد من نماذج مجموعة عام 2017. وبينما يسقط عدد كبير من النيازك على الأرض سنوياً، ينتمي أقل من 2% منها إلى فئة مركبات “الحديد” التي يمكن استخدامها في صناعة الساعات. وممّا يؤسَف له، يمتاز القليل منها فقط بحجم كبير بما يكفي لتوفير المواد لصنع مينا الساعة. ويُقدّر الوزن الإجمالي للنيازك المكتشفة على الأرض التي يمكن استخدامها في صناعة الساعات فقط ببضع عشرات من الكيلوغرامات. ويأتي هذا النوع من النيازك من نواة أجرام سماوية كبيرة (يبلغ قطرها عدة مئات من الكيلومترات على الأقل). ويأتي التنوّع الذي يُصنع منه ميناء ساعات بوفيه من ناميبيا، ويُعرف باسم حجر جيبون النيزكي (وفقاً لاسم البلدة الأقرب إلى موقع الاكتشاف)، ويقدَّر وزنه قبل أن يتحطم على الأرض بـ26 طناً. وقد عُثر على عدة مئات من الكيلوغرامات متناثرة في أجزاء مختلفة منذ اكتشافه في 1838، ولكن يمكن استغلال عدد قليل جداً من هذه الأجزاء صناعة الساعات.

تتكوّن النيازك الحديدية من الحديد والنيكل، بينما يحتوي جيبون على الكوبالت والفوسفور بكمّيات دقيقة. ويؤدي اقتران درجات الحرارة التي أثّرت على النيزك الحديدي عند دخوله الغلاف الجوي للأرض مع السرعة التي يبرد بها إلى هياكل بلورية هندسية فريدة من نوعها. وتمنح هذه التراكيب، التي يُشار إليها بأنماط فيدمانشتاتن، كل نيزك مظهره وهويته الفريدين من نوعهما. وبمجرّد تشكيل الحجر النيزكي، يُصقل ثم يوضع في حمّام حمض للكشف عن هذه الأنماط المتميزة.

يتضمّن الحجر النيزكي، وراء ندرته ومظهره الذي لا يضاهى، دلالات رمزية قوية ويستحضر نشأة الكون. وقد فُتنت جميع الحضارات عبر التاريخ بهذا المعدن القادم من خارج كوكب الأرض. ويصف أقرب مرجع معروف نيزكاً سقط في جزيرة كريت في 1478 قبل الميلاد. واستخدم الإغريق المعدن من النيازك لإنشاء مجموعة من الأشياء المقدسة، بينما عُثر في مصر، على خنجر من الحديد النيزكي في مقبرة توت عنخ آمون. كما يشتهر الحجر الأسود في الكعبة في مكة المكرمة بأنه حجر نيزكي حديدي، وينسب شعب الإنويت اكتشافهم للحديد إلى النيازك المتساقطة.

أما بالنسبة لنيزك جيبون، فإننا نعلم أنه تحطم على الأرض في عصور ما قبل التاريخ. وبينما لم يكن بوسع الاختصاصيين تحديد وصوله بدقة، فإننا نعرف أن عمره حوالى 4 مليارات سنة – بصورة مماثلة لنظامنا الشمسي.

 

أتقن حرفيو ميناء ساعات بوفيه بنجاح صناعة كل مرحلة من المراحل المعنية في إنتاج هذه المينا، ووحدوا الجهود مع أكبر المتخصصين في العملية، وصبغوا ساعات بوفيه 1822 برمزية قوية وبُعدٍ عالمي.

Previous post
واشنطن بوست: جيل الأمراء الشباب يغير الخارطة السياسية في الخليج
Next post
من كرونوسويس.. قوّة الحبّ والشغف الأبديّة تُترجم في ساعة استثنائية!