وكالات – بزنس كلاس:
كشفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية, تفاصيل جديدة فيما يتعلق بما كان يدبر لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارته إلى المملكة المتحدة، تلبية لدعوة من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
وما زال الغموض يحيط بمحاولة توظيف 500 شخص للتظاهر في “حدث مناهض لقطر” خارج داوننغ ستريت، تزامنا مع زيارة أمير قطر، تميم بن حمد إلى لندن بدعوة من رئيسة الحكومة، تيريزا ماي، يوليو/تموز الماضي.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن “فنانا معروفا في جنوب لندن يقف وراء فكرة تنظيم تظاهرة مزيفة، وقد استوحى الفكرة من الاحتجاجات الأخيرة التي قامت في لندن ضدّ زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.
وكشفت الصحيفة أنه “استخدم تفاصيل مزيفة للاتصالات وشركة غامضة تم إعدادها قبل ثلاثة أشهر فقط، لتسهيل دفع آلاف الجنيهات الإسترلينية لوكالة تمثيل، لتنظيم تظاهرة في اليوم ذاته الذي يلتقي فيه أمير قطر، مع رئيسة الوزراء البريطانية، لكن الوكالة عندما أدركت الهدف الذي سعى إليه الرجل وما الذي كان يطلبه عبر استئجار فنانيها، ألغت التظاهرة”.
“ولكن من غير الواضح لماذا حاول الرجل، دفع ثمن التظاهرة أو ما إذا كان قد تصرف كوسيط لطرف آخر”؟ تتساءل الصحيفة.
وتأكيداً على استنتاجها، كشفت “ذا إندبندنت” أنّه في “نهاية شهر يوليو/تموز، تم إرسال بريد إلكتروني للممثلين الناشئين من وكالة اكسترا بيبول، وعرض 20 جنيهاً إسترلينياً لكل شخص يشارك في التظاهرة ضد الأمير القطري، تميم بن حمد آل ثاني”.
ونقلت الصحيفة عن متحدّث من وكالة “إكسترا بيبول”، قوله إن “شخصا اتصل به، لتوفير أشخاص لهذا الحدث”. وتظهر رسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها صحيفة “ذا إندبندنت”، أن العميل كان مصوراً من سيراليون يدعى ليزلي غندا.
وكتب العميل لوكالة “إكسترا بيبول”، قائلا: “ليس عليهم قول أي شيء. سيتواجدون هناك فقط لجعل المكان يبدو ممتلئًا”. وتابع أن “أمير قطر قادم إلى داونينغ ستريت وهم لا يريدونه هنا. الأمر أشبه بالوقت الذي جاء فيه ترامب ورفض الناس وجوده هنا”.
وقدّم غندا، وفقا للرسائل المسربة، إلى وكالة التمثيل عنوانا يجمع عنوانه الأصلي مع رمز بريد عشوائي في شمال غرب لندن. كما قدّم رقم هاتف محمول يختلف برقم واحد عن رقم هاتف معروف يستخدمه. وليس من الواضح ما إذا كان رقم الهاتف الذي تواصل منه مع “إكسترا بيبول” يعود إليه، بحسب ما ذكرته الصحيفة.
وتابعت “وبعد أن طلبت منه الوكالة تزويدها بتفاصيل عن الشركة من أجل المضي قدما في هذا الحدث، أجاب الوكالة بإرسال الفاتورة إلى شركة نبتون بي أر ليميتيد”.
وبحسب “ذا إندبندنت”، فقد زارت الصحيفة البريطانية العنوان الذي قدمه غندا، وهو مبنى في شرق لندن، لكنها لم تجد سوى صندوق بريد للشركة. ولم يكن هناك مكتب.
وزادت الصحيفة أنه “وبعد تقديم الدليل على مراسلات البريد الإلكتروني على “تويتر” من قبل إكسترا بيبول، صمت حساب “تويتر” المزعوم لشركة نبتون بي أر ليميتيد”.
كذلك أخفقت المديرة الوحيدة للشركة، لولا تيراند، وهي امرأة فرنسية تعيش في شرق لندن، في الرد على الأسئلة عندما اتصلت بها “ذا إندبندنت”.
وكانت صحيفة “الغارديان” نقلت عن دبلوماسي قطري اتهامه خصوم بلاده الإقليميين، الذين وضعوها تحت الحصار الاقتصادي منذ العام الماضي، مما أدى إلى نشوب حرب إعلامية مفتوحة ومكلفة، غالبا ما أديرت عبر جماعات الضغط ووكالات الإعلان على الإنترنت والتسريبات الانتقائية إلى الصحفيين في بريطانيا والولايات المتحدة.
وقال الدبلوماسي القطري، الذي لم يكشف اسمه: “إن الدول المحاصرة لها تاريخ طويل في استخدام المتظاهرين المدفوعي الأجر لمحاولة تشويه سمعة أولئك الذين لا يتفقون مع آرائهم”، وأضاف: “على الرغم من محاولاتهم الأخيرة لنشر الأكاذيب حول قطر، فقد عززت زيارة سمو الأمير الشراكة التاريخية والإستراتيجية بين قطر والمملكة المتحدة”.
وفي 5 يونيو/ حزيران الماضي، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارا بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وكخطوة في سبيل حل الأزمة، تقدمت الدول العربية الأربع عبر الوسيط الكويتي بقائمة من المطالب، ضمت 13 بندا، مقابل رفع الإجراءات العقابية عن قطر؛ غير أن الأخيرة رفضت جميع هذه المطالب، واعتبرتها تدخلا في “سيادتها الوطنية”.
وبالمقابل، طلبت قطر علنا، وعبر الوسيط الكويتي ومسؤولي الدول الغربية، من الدول العربية الأربع الجلوس إلى طاولة الحوار، للتوصل إلى حل للأزمة؛ لكن هذا لم يحدث حتى الآن.