وكالات – بزنس كلاس:
بعد نحو أربع سنوات من الحرب التي أعلنتها السعودية والإمارات في اليمن لتقليص النفوذ الإيراني، واستعادة الشرعية المتمثلة بحكومة عبد ربه منصور هادي، وطرد الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها، فإن تلك الحرب لم تحقق سوى القليل من النتائج.
يأتي ذلك على الرغم من أن الجيشين السعودي والإماراتي يعتبران من بين أكثر الجيوش في العالم إنفاقاً على التسليح والتزود بأحدث التقنيات العسكرية، فلماذا فشلت هذه الحرب في كسر شوكة الحوثيين، واستعادة السيطرة على الأراضي التي كانت بحوزة هذه المليشيات؟
هذا التساؤل عرضته صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية في مقال تحليلي موسع للكاتب ألكسندر جريفينج، وترجمه موقع “الخليج أونلاين”، حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة في تقريرها السنوي الذي صدر الأسبوع الماضي، صنفت السعودية والإمارات في المرتبة التاسعة والعاشرة بين دول العالم الأكثر إنفاقاً على السلاح، ومع ذلك فإن هاتين الدولتين فشلتا حتى الآن في كسب المعركة ضد الحوثيين في اليمن، أفقر بلاد العالم.
ووفقاً لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام، فإن السعودية تجاوزت روسيا في العام 2017 في حجم الإنفاق العسكري، حيث بلغ مجموع ما أنفقته نحو 64 مليار دولار، كما صنف المركز السعودية باعتبارها ثاني أكبر مستورد للأسلحة في عامي 2015-2016، إلا أنها تعاني من نقص الخبرة والاعتماد على إعادة التزود بالوقود وإعادة الإمداد في الولايات المتحدة، وأيضاً من قضية رأس المال البشري.
وقال الدكتور يوئيل جوازنسكي، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إن السعودية لم تخض حرباً منذ العام 1991، في حين أن الحوثيين على الجانب الآخر كانوا لعقود يخوضون الحرب تلو الأخرى، فضلاً عن التضاريس الصعبة لليمن، ولذلك يمكن القول إن التحالف السعودي الإماراتي وصل إلى طريق مسدود في اليمن.
وأضافت الصحيفة أن التحالف السعودي الإماراتي قام مؤخراً بمحاولة للسيطرة على ميناء ومدينة الحديدة، إلا أنه أخفق حتى الآن في إحراز النصر، حيث أكد التحالف أنه يسعى من وراء هذه المعركة لإجبار الحوثيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
الملاحظ، كما تقول الصحيفة، إن الإمارات هي التي تتحمل كلفة الحرب الحقيقية على الأرض، وليس السعودية التي تقدم الدعم الجوي لكن ليس لها قوات على الأرض، بعكس الإمارات التي تملك قوة على الأرض بينها قوات يمنية تابعة لها، وقوات من المرتزقة جاءت بهم الإمارات من دول عدة.
تصنف الإمارات على أنها من بين الدول الـ15 الأولى في العالم إنفاقاً على السلاح، وتملك قوة نارية كبيرة ومزودة بأحدث التجهيزات العسكرية، لكنها أيضاً فشلت في حرب اليمن رغم تحالفها الواسع مع السعودية.
لكن مشاركة الإمارات في حرب اليمن تواجه بانتقاد داخلي كبير، والأسبوع الماضي تم تسليط الضوء على أحد شيوخ الإمارات الذي انشق بسبب الحرب في اليمن.
لقد خشي الشيخ المنشق عن الإمارات راشد الشرقي على حياته بسبب انتقاده للحرب في اليمن، مؤكداً في مقابلة مع “نيويورك تايمز”، أن “أبوظبي تخفي الأرقام الحقيقية لحصيلة قتلى الجيش الإماراتي في حرب اليمن، وهو ما دفع الإمارات إلى تمديد الخدمة العسكرية الإجبارية من 12 إلى 16 شهراً”.
وتخلص الصحيفة إلى أن هناك سببين لفشل الحرب السعودية الإماراتية في اليمن؛ يتمثل الأول في أن الحوثيين يتمركزون بشكل جيد لصد أي قوة أجنبية مهاجمة، ولديهم خبرة طويلة في حرب العصابات؛ والثاني هو أن الجيش السعودي يعاني من عدم فعاليته، رغم جهود الإمارات التي تحاول أن تدفع بالرياض من أجل إنزال قوات برية على الأرض.