فاجئ برشلونة كل متابع ومن لم يشاهد لقمة إياب دور الـ16 من دوري الأبطال بخطفه تأهل تاريخي بالفوز على باريس سان جيرمان بستة أهداف مقابل هدف رغم الخسارة في مباراة الذهاب برباعية نظيفة.
برشلونة قدم خلال المباراة أداءاً لا غبار عليه والدليل على ذلك السداسية والذي لم يشاهد المباراة لن يقول كلاماً غير ذلك لأن النتيجة عنوان واضح، بينما خسر باريس سان جيرمان تعاطف الجميع بعد الفوز في الذهاب.
نيمار عنوان التأهل
كان برشلونة خارج المسابقة وبشكلٍ مؤكد في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني إلا أن هنالك شخصاً واحداً ينتمي للنادي رفض الاستسلام لكل ما كتب على الورق.
ذلك الشخص هو المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا الذي واصل اللعب بنفس الأداء الذي ظهر عليه في الشوط الأول من المباراة حتى الوقت القاتل وحول الحلم إلى حقيقة بتسجيل هدفين قبل إحراز سيرجي روبرتو هدف التأهل.
ولا يمكن نسيان ما قدمه لاعبو برشلونة خلال الدقائق الأخيرة أيضاً رغم أن كل شيء كان يبشر بخروجهم من البطولة لكن نيمار كان علامة فارقة عن البقية.
باريس سان جيرمان من جنى على نفسه
قدم الفريق الباريسي مباراة لا تنسى في الذهاب وأنهاها بالفوز على برشلونة برباعية نظيفة بعد سيطرة كاملة على كل شيء منذ إطلاق صافرة البداية حتى صافرة النهاية.
كل الإشادات والتعاطف الذي حصل عليه الباريسيين من الجماهير والإعلام خلال مباراة الذهاب حطمه بنفسه في لقاء الإياب، وهنالك أدلة تؤكد على ذلك والجميع شاهدها.
أوناي إيمري اخطأ كثيراً خلال الشوط الأول وبداية الشوط الثاني باللعب بطريقة دفاعية جعلته يتلقى ثلاثة أهداف وهذا الأمر ذكرني بما ارتكبه ماسيمليانو أليجري خلال المباراة التي خسرها برباعية نظيفة مع ميلان أمام نفس الفريق.
وبعد أن أعاد إيمري الأوراق إلى ما كانت عليه في الشوط الثاني بالتحرك نحو دفاع برشلونة والتسبب بمعاناة له عن طريق تسجيل هدف ومن ثم اللعب على المرتدات التي كانت ستمنحه هدفاً أخر على الأقل إلا أن اللاعبين دمروا كل شيء بالاستهانة بالمنافس في الدقائق الأخيرة قبل أن يعاقبهم بإقصاءهم من البطولة.
كيف تأهل برشلونة وخرج باريس ؟ .. الجواب ليس كيميائياً
لا يمكن ملاحظة التفاصيل الصغيرة التي منحت برشلونة التأهل على حساب باريس سان جيرمان والأسباب التي جعلته يحقق الفوز بستة أهداف مقابل هدف، إلا أن الجواب يمكن تلخيصه بفقرة واحدة.
برشلونة امتلك أهم شيء يجعل أي فريق قادر على تحقيق المعجزات في كرة القدم حيث أن الفريق لم يفقد صبره حتى عندما تأخر وقبل ذلك كان عازماً على التأهل ودخل المباراة بهدف ذلك عن طريق اللعب بخطة هجومية دون الالتفات إلى الدفاع.
باريس سان جيرمان على العكس كان يعتمد على خطة دفاعية في أغلب فترات المباراة وهذا الأمر كلفه كثيراً في ظل مواجته لثلاثي هجومي مرعب وفريق يريد التأهل فقط.
في هذه المباراة لا يمكن التحدث عن التفاصيل كثيراً والتركيز عليها لأن ما فعله برشلونة باللعب الهجومي وامتلاك عزيمة كبيرة وأخطاء باريس باللعب الدفاعي كان فوق كل شيء.