نيمار خسر كأس العالم… وكل شيء

 

لم يكن موسم 2017/2018 الأفضل بالنسبة للنجم البرازيلي نيمار. اختار الانتقال من برشلونة إلى باريس سان جيرمان للخروج من ظل الأرجنتيني ليونيل ميسي، فوقع في ظل عشقه للأموال وسعيه وراء “المجد” بكل الطرق الممكنة متناسيًا روح الجماعة، إن كان مع فريقه الفرنسي أو مع المنتخب البرازيلي.
لا شك أن معظم متابعي كرة القدم حول العالم يتفقون على أنّ نيمار من بين أبرز المواهب في اللعبة حالياً، وهو إضافة لأي فريق لعب له، فموهبته برزت مع فريق سانتوس البرازيلي قبل أن ينتقل الى برشلونة حيث تألق بالفعل إلى جانب ميسي وباقي اللاعبين.

 

ولا يخفى على أحد أن قيمة انتقال نيمار من برشلونة إلى سان جيرمان لم تكن وليدة الصدفة أو ضربًا من الجنون على قدر ما كانت صفقة مدروسة لما فيها من ربح تجاري كبير للنادي الفرنسي وللاعب بطبيعة الحال، الذي أراد بهذا الانتقال أن يؤسس لمرحلة جديدة عنوانها “الكرة الذهبية”.
وضع نيمار هدفاً أساسياً أمامه، الكرة الذهبية التي تتحقق منطقياً من خلال الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا ومن بعدها لقب كأس العالم مع المنتخب البرازيلي، وذلك بعد أن سيطر عليها كل من ميسي وكريستيانو رونالدو لعشر سنوات على التوالي.
لكن يبدو أن نيمار اختار الطريق الخطأ، الطريق الذي أوصله إلى خسارة كل شيء، معركة الكرة الذهبية، لقب دوري الأبطال ولقب كأس العالم.
منذ اللحظة الأولى لوصوله إلى سان جيرمان، عمد نيمار إلى إثارة المشاكل وتحريك الصحافة ليبقى في الواجهة، ليبقى هو الرقم 1 في الفريق، لكنه فشل في ذلك مع تألق زميله ايديسون كافاني الذي بقي المهاجم الأول الذي لا يُقهر والذي قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الفرنسي في غياب نيمار للإصابة.
انتهى الموسم وانتقلنا للتحضيرات لكأس العالم، وبطبيعة الحال بدأ الحديث عن نيمار، عاد من الإصابة أو لم يعد، جاهز أو غير جاهز، قادر على قيادة البرازيل أم لا؟ أسئلة كثيرة طُرحت حتى ساعة الصفر، مباراة البرازيل أمام سويسرا ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات.

غاب “نيمار الحقيقي” الذي نعرفه، لا بل إن أداءه السلبي كان بالفعل عبئاً على الفريق، وهو ما تكرر في معظم المباريات اللاحقة ما عدا مباراة البرازيل والمكسيك التي ظهر بها نيمار بالشكل المطلوب، قبل أن يغيب مجدداً أمام بلجيكا في ربع النهائي.
نيمار الذي صوّرته الصحافة على أنه نجم البرازيل الأول، أضاع معظم وقته على أرض الملعب وهو “يُمثّل” ويُحاول التحايل على الحكم بأنه مُصاب، لعله يحصل على خطأ ما، الأمر الذي انقلب عليه في المباراة الأخيرة لمنتخب بلاده في البطولة حيث لم يُحتسب له أي خطأ تقريباً بالرغم من بعض الأخطاء التي يمكن احتسابها في الحالات الطبيعية.

مع نهاية كأس العالم، خسر نيمار كل شيء. لقب “النجم الأول مع المنتخب”، لقب “بيليه الجديد”، لقب كأس العالم، وربما لاحقاً لقب “أغلى لاعب في العالم”.
نيمار تحوَّل بخمس مباريات فقط مع البرازيل من نجم واعد “يرى فيه الأطفال قدوة للمستقبل في عالم كرة القدم” إلى لاعب يسقط كثيراً على أرض الملعب، لا يمكنه اختراق الدفاعات القوية كدفاع المنتخب البلجيكي، غير قادر على تسجيل الأهداف.
نيمار بخمس مباريات، خسر كأس العالم وكل شيء.

السابق
وداعًا روسيا.. المنشطات لا تحسم ركلات الترجيح
التالي
جماهير البرازيل تهاجم حافلة السيليساو وترمي اللاعبين بالبيض والطماطم