نيمار انتقل لنادي تملكه قطر.. رسالة تحدي لدول الحصار!!

باريس – وكالات – بزنس كلاس:

مع إعلان دول الحصار صراحة أن أحد أهم أهدافها من فرض الحصار على قطر والهيمنة على قرارها السيادي، هو حرمان الدوحة من شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 وفشلها بتحقيق ما تصبو إليه، جاء الرد القطري بالأفعال لا بالأقوال، عندما اشترى نادي باريس سان جيرمان المملوك من قبل قطر اللاعب الأسطوري نيمار والتي أثارت قضية انتقاله وما زالت ضجة كبيرة جداً تجاوزت أبعادها الوسط الرياضي الدولي لمعبودة الجماهير. فقد قال موقع إذاعة “مونت كارلو” الفرنسية إن انتقال لاعب كرة القدم البرازيلي نيمار من نادي “برشلونة” الإسباني إلى نادي “باريس سان جرمان” الفرنسي المملوك من الدوحة، رسالة تحد قطرية للدول العربية المقاطعة لقطر في مواجهة محاولة عزلها سياسيا واقتصاديا وحتى رياضيا.

وحسب الموقع الفرنسي، تحاول قطر التي يتهمها خصومها بالإرهاب منذ قطع المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر العلاقات معها ومحاولة فرض حصار جائر عليها، نفي هذا الاتهام عبر عقد صفقات اقتصادية وعسكرية مع دول كبرى وشركات عالمية.

وتشكل صفقة انتقال النجم البرازيلي إلى صفوف الفريق الفرنسي محطة رئيسية ضمن هذا السعي نظرا للشهرة الكبيرة التي يتمتع بها نيمار، أحد أبرز لاعبي كرة القدم في العالم حاليا، والقيمة المالية الضخمة للعقد الذي يرافقها.

وينقل الموقع الفرنسي عن الخبير في السياسة العربية في باريس، ماتيو غيدار، قوله إن “انتقال نيمار إلى باريس سان جرمان تقرر على أعلى المستويات في قطر، ليُسهم في الوقت الراهن في التغطية على الجدل القائم حول مسائل أخرى، وخصوصا الاتهام بدعم الإرهاب”.

ويرى ماتيو غيدار أن الصفقة “تدفع لتركيز الاهتمام على موضوع أقل جدلا وهو الرياضة”.

وتحاول السعودية والإمارات والبحرين ومصر من 5 يونيو/ حزيران تضييق الخناق على قطر اقتصاديا وسياسيا بعد قطع العلاقات معها وفرض عقوبات عليها، بينها إغلاق المجالات الجوية أمام طائراتها. لكن تلك الدول واجهت فشلاً ذريعاً حتى الآن فينا ذهبت إليه مع تزايد الإدانة الدولية وتحرك المنظمات الدولية العاملة تحت مظلة الأمم المتحدة لوقف مظاهر الحصار وإلغاءها.

ويضيف الموقع أنه وفقاً لاندرياس كريغ من قسم دراسات الدفاع في كلية كنغز كوليدج في لندن، فإن انتقال نيمار “يوجه رسالة قوية إلى العالم الرياضي” ويشكل “خطوة تحد” في مواجهة السعودية والإمارات خصوصا.

ويقول “مونت كارلو” إن قطر (الإمارة الغنية بالغاز والتي يسكنها نحو 2,6 مليون شخص) تلعب منذ منتصف التسعينيات دوراً محورياً في عدد من النزاعات الإقليمية والملفات الشائكة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط. وبهدف تعزيز هذا الدور، استثمرت قطر أموالا ضخمة في دول كبرى وخصوصا في قطاع العقارات والفنادق والتجارة والنقل الجوي، وكذلك الإعلام والرياضة.

وحسب الموقع يرى خبراء أن وصول نيمار إلى النادي الفرنسي “ضربة إعلامية”.

ويقول غيدار “في الوقت الراهن، يشعر خصوم قطر بالعجز في مواجهة استراتيجية الالتفاف (القطرية)، إذ أن أيا من هؤلاء الخصوم لا يملك أداة تواصل مماثلة في قطاع الرياضة على المستوى الدولي”.

ويضيف “منذ أيام، لم يعد أحد يتحدث عن الصورة السلبية، بل فقط عن انتقال نيمار (…) ومن الواضح أن الرياضة هنا تسهم في كسر الحصار السياسي على قطر”.

ويرى كريغ أن قطر سعت إلى شراء خدمات نيمار “بأي ثمن”، وأنها ستقوم بدفع نحو 222 مليون يورو لتمويل الصفقة، وهو مبلغ قياسي في الانتقالات في عالم كرة القدم، معتبرا أن اللاعب البرازيلي يمثل أداة رئيسية للدوحة لإظهار أنها تتصدى فعليا لمحاولات عزلها.

السابق
طهران: الاتحاد الأوروبي يعلن دعمه “الحازم” للاتفاق النووي
التالي
رغم قوة المحاصرين.. بالأرقام: قطر قادرة على هزيمة الحصار.. وعلى المدى البعيد!