نواب بريطانيون يرفضون المشاركة بمؤتمر مشبوه حول قطر في لندن

لندن – وكالات – بزنس كلاس:

رغم محاولة الحشد غير المسبوق لشخصيات ومنظمات دولية وإقليمية من قبل رباعي الحصار وعلى رأسهم أبوظبي، إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً بإيجاد شخصية واحدة محترمة تقبل المشاركة بالمؤتمر الذي يسعون من خلاله يوم الخميس القادم حتى يعملوا على “شيطنة” قطر وإظهاراها بمظهر الممول للإرهاب بعد فشلهم على مدار 100 يوم منصرمة بتقديم رواية صحيحة أو دليل واحد على هذه الفبركات والأكاذيب.

فقد أكدت مصادر مطلعة لوسائل إعلام محلية في قطر بأن نواب بالبرلمان البريطاني، أبرزهم البارونة البريطانية روث ليستر، بجانب قادة من حزب العمال البريطاني، مثل جيرمي كوربن وجون ماكدونالد، رفضوا المشاركة في المؤتمر المزعوم «قطر والأمن والاستقرار العالمي» الذي تحشد له دول الحصار أموالاً طائلة، وتسابق الزمن لعقده يوم الخميس 14 سبتمبر الجاري، بالعاصمة البريطانية لندن.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن دول الحصار دخلت في حركة متسارعة لمحاولة تدارك «الفشل» والعزوف اللافت عن المشاركة في المؤتمر، من قبل نخبة المجتمع البريطاني.
وتحاول الدوائر السعودية والإماراتية والمصرية حشد عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية، والمسؤولين الدوليين، لحضور المؤتمر دولي بالعاصمة البريطانية لندن، بتمويل إماراتي- سعودي، يوجه للإساءة لدولة قطر، ضمن مسلسل التحركات السعودية الإماراتية المصرية التي لم تتوقف منذ سنوات؛ وبلغت أشدها منذ بدء الحصار على قطر بتاريخ 5 يونيو الماضي، باستعمال سلاح المال والتضليل الإعلامي تارة، والتهديد تارة أخرى ضد دول ومنظمات لدفعها للانضمام إلى صف دول الحصار، من أجل النيل من دولة قطر، وتقزيم إنجازاتها الدولية، ومحاولاتها اليائسة لتسويد صورتها في أعين العالم!

حراسة مشدّدة

وقالت المصادر  إن دول الحصار جنّدت مؤسسات سعودية وإماراتية لعقد المؤتمر بالعاصمة السويسرية، مستعينة بسلاح المال، ومحاولة شراء ذمم شخصيات سياسية وإعلامية، لإقناعها بحضور المؤتمر، وشنّ هجوم سياسي وإعلامي على دولة قطر، من بوابة المؤتمر، الذي تطمح دول الحصار لبثه على المباشر أمام تلفزيونات العالم.
وبحسب معلومات موثوقة، فقد تم حجز أكثر من قاعة لعقد المؤتمر، تحسباً لشكاوى يمكن أن تقدم لدى ملاك القاعات، للاعتراض على انعقاد المؤتمر، في ضوء عدم وجود أي جسم رسمي للتقدم بطلب حجز القاعة.
ولضمان نجاح المؤتمر، قام المنظمون بالتعاقد مع شركة أمنية، خوفاً من احتجاجات خارج القاعة. كما يتم التركيز من قبل المنظمين على بث المؤتمر على المباشر، للتغطية على الفشل في تحقيق الهدف.
وأشارت مصادرنا إلى أن مؤسسات إماراتية، وأخرى مدعومة من الإمارات والسعودية لعبت دوراً بارزاً في محاولة استقطاب المدعوين.
ومن أبرز الجهات التي قامت بتوجيه دعوات سرية، جمعية الصحافيين الإماراتيين، التي أُوكلت لها مهمة توجيه دعوات لشخصيات غير إعلامية، وتكفلت بتغطية تكاليف الإقامة والسفر.

رفض واسع

وعلى رغم استعانتهم بسلاح المال؛ إلا أن المنظمين فشلوا -حتى اللحظة- في استقطاب شخصيات بارزة، في ظل رفض واسع للمشاركة في هذا المؤتمر؛ حيث أعلن عدد كبير من البرلمانيين البريطانيين رفضهم المشاركة في المؤتمر «المشبوه»؛ أبرزهم البارونة البريطانية روث ليستر، التي أكدت أن لا نية لديها للمشاركة في هذا المؤتمر، بجانب رفض قادة من حزب العمال البريطاني المشاركة، مثل جيرمي كوربن وجون ماكدونالد.

تنسيق إماراتي صهيوني

وأمام عزوف أبرز الشخصيات البريطانية والدولية والمنظمات غير الحكومية عن المشاركة في المؤتمر، استعان المنظمون للمؤتمر بشخصيات معروفة بولائها للسعودية والإمارات، أبرزها النائب البريطاني من أصل بولندي دانيال كافكينكزي، الذي يعدّ النائب البريطاني الوحيد الذي وافق على المشاركة في المؤتمر.
ومعروف عن النائب دانيال كافكينكزي بين الأوساط البريطانية أنه مدعوم من السعودية، وتلقى منها أموالاً، وقدم استشارات مدفوعة الأجر، كما أنه زار السعودية أكثر من 4 مرات.
وقد حرصت الشركة المكلفة بتنظيم المؤتمر، بالتعاون مع اللوبي الصهيوني والأحزاب اليمينية على مشاركة عدد من نواب البرلمان، إلا أنها فشلت، ولا يتوقع مشاركة برلمانيين بعدد أصابع اليد الواحدة، وهم من اليمينيين وأصدقاء إسرائيل.
وأمام فشل المنظمين في استقطاب أسماء بارزة لحضور المؤتمر، تحاول دول الحصار يائسة استقطاب بريطانيين، بإغراءات مادية، لإقناعهم بتقدم الصفوف الأمامية للحضور، لمحاولة إيهام الرأي العالمي بنجاح المؤتمر، واتساع رقعة المؤيدين لدول الحصار!

أنصار السيسي

بالمقابل، بدأت العاصمة لندن تشهد توافد بعض الشخصيات الممثلة لمنظمات مصرية موالية لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في المؤتمر، إلى جانب حشد بعض أبناء الجالية العربية في لندن، مقابل دفع مبالغ مالية تصل إلى 500 جنيه استرليني.

«الإرهاب» تهمة جاهزة للنيل من قطر!

وكان المركز قد ذكر في وقت سابق أن النائب في البرلمان البريطاني، وعضو لجنة الشؤون الخارجية دانيل كوازينيسكي ضالع في دعم هذا المؤتمر. وطالب المركز رئيس لجنة الشؤون الخارجية توم توغندات بإقالة النائب كوازينيسكي من عضوية اللجنة إذا شارك في المؤتمر.
وفي رسالة وجهها لرئيس اللجنة، ذكر المركز أن المؤتمر يهدف لتشويه قطر عن طريق ربطها بالترويج للإرهاب، ودعم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط.

تحذيرات من عواقب المؤتمر

اتسعت رقعة الدول والمنظمات والشخصيات المعارضة للمؤتمر، حيث حذّر مركز لندن للشؤون العامة من أن «المؤتمر يهدف لتشويه سمعة قطر، عن طريق ربطها بالترويج للإرهاب، ودعم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط».
ووجه المركز -وهو عبارة عن منظمة بريطانية غير حكومية، في السابع من سبتمبر الحالي، تحذيراً إلى البرلمان البريطاني بشأن المؤتمر، الذي ترعاه وتموله الإمارات، وتروج له وسائل إعلام دول الحصار. وحذّر المركز من أنه في حال انعقاد هذا المؤتمر، فإنه سينعكس سلباً على العلاقات بين الجانبين خاصة، ولا سيما أن الاستثمارات القطرية في بريطانيا بلغت 35 مليار جنيه إسترليني (45.5 مليار دولار).
ودعا المركز إلى الحفاظ على علاقات طيبة مع قطر، ورفض أي محاولة من قبل الإمارات، والسعودية، والبحرين لربط الدوحة بالإرهاب أو العنف.

تنسيق صهيوني – إماراتي فاضح

يشارك في تنظيم المؤتمر شركة «نيسي» للاستشارات البريطانية، والتي تقوم برعاية المؤتمر، وتقديم الدعم اللوجستي، ولا يزال يخفي المنظمون أسماء الأشخاص المزمع مشاركتهم بالمؤتمر، بالإضافة لمكان انعقاده.
وكشف مركز لندن للشؤون العامة النقاب عن شركات دعاية -موالية لإسرائيل واللوبي الصهيوني في أميركا- تستعد لعقد المؤتمر، مشيراً إلى أن المؤتمر تموله حكومة الإمارات، وسينفذ من قبل شركة الدعاية الصهيونية التي يقودها ستيف روبينوزتز، وهو خبير في العلاقات العامة، ومدير شركة «بلو لايتس استراتيجي»، وهي من أشد المدافعين عن إسرائيل في أميركا.
وأشار المركز إلى أن روبينوزتز ساهم في وضع مخطط إسرائيلي للقضاء على حركة المقاطعة «بي. دي. إس» المناهضة للاحتلال الإسرائيلي والاستيطان، وذلك في عدد من الولايات الأميركية.
ولروبينوزتز دور هام في رعاية المصالح الإسرائيلية في واشنطن، وذلك من خلال علاقاته الممتدة في الكونجرس الأميركي ومراكز صنع القرار.
وتربط روبينوزتز علاقات بإدارة الرئيسي الأميركي الأسبق بيل كلنتون وخلفه جورج بوش الابن.
هذا، ولا يزال يخفي المنظمون أسماء الأشخاص المزمع مشاركتهم بالمؤتمر، بالإضافة إلى مكان انعقاده.
وحسب المركز، فإن ذلك يمثل بوادر فشل المؤتمر الذى ترعاه الإمارات، حيث لم يسبق أن أعلنت أي مؤسسة انعقاد مؤتمر يخلو من أوراق عمل، وأسماء الضيوف.

السابق
أشغال تبدأ تحويل الدوار الأولمبي إلى تقاطع طرق
التالي
السعودية: تفاصيل اعتقال الشيخ سلمان العودة