أيام قليلة تفصل البنوك والمصارف الاسلامية العاملة في الدولة عن توديع سنة مالية واستقبال سنة أخرى، ستكون مليئة بالطموحات والتحديات، ليس من ناحية تحقيق ارباح فقط، وانما ستعمل تلك البنوك على تعزيز قاعدة العملاء واستقطاب عملاء جدد وخاصة من الوافدين الجدد على الدولة خلال العام المقبل.
وتحقيقا لهذا الغرض، ستعمل تلك البنوك خلال الفترة المقبلة على توفير منتجات حديثة، تستجيب مع تطلعات العملاء، وذكرت مصادر مطلعة ان عددا من البنوك تستعد لاطلاق منتجات مالية حديثة لفائدة الافراد سواء على مستوى الايداع او الاقراض المتعلق بالسيارات او السكن والاستهلاك، طبعا الى جانب الخدمات العادية التي تتعلق بالحسابات البنكية ومعالجة البيانات واستعمال التطور التقني على شبكات الانترنت والهاتف الجوال. الى ذلك، فإن عددا من العروض التي اطلقتها البنوك والمصارف الاسلامية العاملة في الدولة بمناسبة اليوم الوطني ، مازالت متواصلة الى نهاية العام الجاري، حيث توفر هذه العروض عدة مزايا، وخاصة تلك العروض التي تتعلق بتمويل اقتناء سيارة او منزل او الحصول على قرض شخصي بفائدة منخفضة مقارنة بباقي الايام العادية من السنة.
وارتفعت وتيرة إسناد التسهيلات الائتمانية الشخصية الممنوحة لفائدة المواطنين بنهاية شهر نوفمبر 2016 الى مستوى قياسي مقارنة بشهر اكتوبر من العام الجاري، وحتى شهر نوفمبر من العام الماضي، فوفقا للبيانات المالية الصادرة عن مصرف قطر المركزي خلال هذا الاسبوع، فقد بلغ اجمالي التسهيلات الائتمانية الشخصية الى نحو 52.1 مليار ريال مقارنة بنحو 50.8 مليار ريال في اكتوبر 2016 و47.4 مليار ريال بنهاية شهر نوفمبر من العام الماضي بنمو على أساس سنوي يقدر بنحو 10%.
وسيكون هذا الاسبوع هو الاخير لعملاء تلك البنوك للتمتع بالعروض وخاصة من قبل المواطنين، ومن بين تلك العروض المطروحة نجد حساب دربي الذي يقدمه بنك الخليجي لفائدة القطريين بمناسبة اليوم الوطني، فبمجرد فتح حساب دربي يمنح العميل 50 الف نقطة اوريدو، مع منح العميل دفتر شيكات وبطاقات ائتمانية.
واوضحت مصادر «لوسيل» ان العميل الراغب في فتح حساب «دربي» سيتوجب عليه التحول الى اقرب فرع بنكي تابع لبنك الخليجي، ويقدم طلبا مدعوما ببطاقته الشخصية القطرية، واضاف ذات المصادر لـ»لوسيل» بمجرد فتح الحساب يحق للعميل التقدم للحصول على قرض شخصي بنسبة 4%، اضافة الى امكانية حصوله على قرض عقاري بنسبة فائدة متناقصة تنطلق مع العام الاول بـ4%.».
ومن جهة ثانية، فقد كشفت الميزانية المجمعة للبنوك نموا في القروض العقارية الخاصة، حيث بلغت بنهاية شهر نوفمبر نحو 17.3 مليار ريال منها 16.4 مليار ريال للقطريين و921.6 مليون ريال لغير القطريين، في حين بلغت التسهيلات الائتمانية الممنوحة للأفراد للتأثيث بمختلف انواعه 933 الف ريال للقطريين و2.6 مليون لغير القطريين.
ويشهد شهرا اكتوبر ونوفمبر من كل عام ارتفاعا طفيفا في منح القروض والتسهيلات الائتمانية، حيث تخصص اجزاء منها للسياحة داخل او خارج الدولة بمناسبة نهاية العام، فيما تتراجع لاحقا في شهر ديسمبر حيث تتشدد البنوك في اسناد القروض باستثناء القروض على البطاقات الائتمانية، حيث تخير البنوك التقليل من اصدار التمويلات لمختلف الانشطة، بهدف الشروع في ضبط البيانات للسنة المالية المنقضية، واعداد الموازنات والخطط الاستراتيجية للسنة التالية. ووفقا للتوقعات فانه من المنتظر ان تقل التسهيلات الائتمانية الشخصية الخاصة بشهر ديسمبر الى نحو يتراوح بين 2% إلى 5%.