الدوحة – قنا – بزنس كلاس:
قال العميد الركن (طيار) سالم عبد الله نايف الدوسري ضابط مشروع طائرات الرافال، ان التعاقد القطري — الفرنسي على اقتناء 36 طائرة رافال قد قطع أشواطاً متقدمة، وأن الاستثمار في الإنسان يحتل مكانة محورية.
وذكر في حوار أجرته معه مجلة ” الطلائع ” التي تصدر عن التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة مشروع طائرات الرافال الوطني جزء من رؤية صاحب السمو القائد الأعلى، لتحديث القوات المسلحة حتى تقوم بدورها المنوط تجاه الدفاع عن التراب الوطني.
وذكر العميد الركن (طيار) الدوسري أن الرؤية المتعلقة بالتحديث والتطوير كانت ولا تزال واضحة، وشكلت الإطار العام الذي تم عليه تأسيس هذا المشروع ضمن القوات الجوية الأميرية القطرية، ولذلك حرصنا على تزويد الطائرة بآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الطيران الحربي، سواء تعلق الأمر بالمعدات اللوجيستية أو الأسلحة والذخيرة التي يتم تركيبها على الطائرة.
إستراتيجية لتطوير الدفاع
وأكد العميد الركن الدوسري أن ما يعرفه مشروع الرافال ما هو إلا جزء من سياسة استراتيجية تستهدف تحديث وتطوير المنظومة الدفاعية للقوات المسلحة القطرية عامة، وذلك عن طريق إمدادها بأحدث أنواع المعدات العسكرية في العالم، وتأهيل وتطوير القدرات العلمية والعملياتية للكادر القطري الذي يعتبر الثروة الحقيقية للوطن، والاستثمار فيه يعد من الأولويات القصوى للقوات المسلحة.
وأضاف ” ان العناية بالكوادر الوطنية يعود لقائد مسيرة نهضة الوطن، وراعي تقدمه وازدهاره حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى القائد الأعلى للقوات المسلحة القطرية الذي يولي رعاية قصوى بالقوات المسلحة القطرية، ويوجه أوامره السامية للعناية بقطاع التسليح والتأهيل ضمن أعلى مواصفات الجودة العالمية.
ترجمة حقيقية للتوجهات الأميرية
وأضاف العميد الركن (طيار) الدوسري ” يسهر على ترجمة هذا التوجه الأميري سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، ومتابعة مباشرة من قبل سعادة الفريق الركن (طيار) غانم بن شاهين الغانم رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، ولذلك فمشروع الرافال ما هو في حقيقة الأمر إلا جزء من هذه الخطة الاستراتيجية التي تهم أيضا القوات الجوية الأميرية القطرية، وذلك من خلال الإشراف لسعادة اللواء الركن (طيار) مبارك بن محمد الخيارين قائد القوات الجوية الأميرية.
قصة مشروع الرافال
وأوضح ضابط مشروع طائرات الرافال أنه انسجاما مع ما تم ذكره فقد تم توقيع اتفاقية عسكرية بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية الصديقة سنة 2015 لاقتناء 24 طائرة رافال، كما تم إضافة 12 طائرة أخرى ضمن اتفاقية أبرمت نهاية 2017، وبهذا يكون العدد الإجمالي 36 طائرة، حيث تم توقيع ثلاث اتفاقيات، الأولى مع شركة Dassault Aviation الفرنسية لصناعات الطائرات، والثانية مع شركة M.B.D.A لتسليح الطائرات، والثالثة مع سلاح الجو الفرنسي حيث شملت الاتفاقية إنشاء سرب رافال قطري في جمهورية فرنسا الصديقة.
240 كادرا مؤهلا
وقال العميد الركن الدوسري ” قد بدأت الدفعة الأولى من المتدربين بالالتحاق بالتدريب من سنة 2016، والآن لدينا بفضل الله أكثر من 240 متدربا من جميع التخصصات، حيث من المقرر لهم تشغيل المنظومة في قطر وهم مجهزون بالتأهيل العلمي والعملياتي في النصف الأول من سنة 2019، كما أن الرؤية بهذا الخصوص تقتضي جاهزيتهم التامة للقيام بالعمليات النوعية بمجرد وصول الطائرات إلى قواعدها بالدوحة.
السرب.. الأفضل في العالم
وأكد العميد الركن (طيار) سالم عبد الله نايف الدوسري أن الرافال ستسهم بشكل كبير في تعزيز قدرات وكفاءة القوات الجوية من خلال امتلاك أسطول طيران يعد الأفضل والأحدث في العالم، موضحا أن هذه الطائرات ستكون أول مشروع قتالي يدخل الخدمة ضمن المشاريع التطويرية للقوات الجوية الأميرية، معتبرا إياها إضافة حقيقية للأمن الوطني للدفاع عن سيادته وضمان استقلاله.
وبشأن القيمة المضافة التي يمكن أن تحققها طائرات الرافال قال إن النسخة القطرية من هذه الطائرة تعتبر من الجيل الحديث، بالإضافة إلى تميزها بقدرات إضافية غير متوافرة في الرافال الفرنسية، فنحن يقول الدوسري عند اعتمادنا اقتناء هذه الطائرة حرصنا أن تكون متميزة عن غيرها، وأن تصبح نسخة قطرية لها من المواصفات والقدرات ما ليس لغيرها من هذا الصنف من الطائرات، وأهم هذه القدرات الإضافية:
تم تطوير جهاز الاستهداف Sniper الأمريكي المتطور لإطلاق وتوجيه الذخائر الذكية الموجهة بأشعة الليزر والأشعة تحت الحمراء ضد مختلف الأهداف الثابتة والمتحركة وكذلك في عمليات الاستطلاع.
مميزات الرافال القطرية
وأضاف ” تم تطوير الخوذة الذكية للطيار، تتيح ميزة عرض المعلومات الهامة عن الطيران والتهديف على شاشة شفافة أمام الطيار، والتحكم الكامل في المقاتلة.
كما تم تركيب منظومة متطورة من الأسلحة والقنابل الأمريكية على الطائرة.
أيضا تعد “رافال القطرية” مقاتلة حديثة قادرة على تنفيذ أنواع مختلفة من المهام خلال طلعة جوية واحدة، وفي وقت متزامن، كتنفيذ هجوم بري ودفاع جوي على سبيل المثال في وقت واحد، وتوفر المقاتلة المتعددة المهام التفوق في الدفاع الجوي، مهاجمة الأهداف الجوية أو الأرضية أو البحرية، والاستطلاع وتوجيه الضربات.
زيارة أميرية سامية للمشروع
واشار الى العناية التي يوليها المسؤولون بالدولة والقيادات العسكرية الخاصة بالسرب القطري المتواجد في فرنسا، مبينا أنهم يحظون بمتابعة ورعاية مستمرة ومتتالية، فبالإضافة إلى المتابعة والإشراف الفعلي لسعادة اللواء الركن (طيار) مبارك بن محمد الخيارين قائد القوات الجوية الأميرية، فإن الزيارات التفقدية عرفت زخما كبيرا ومتواصلا، بدأها سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، وكذلك سعادة رئيس أركان القوات المسلحة القطرية تليها زيارات اخرى للواء الركن (طيار) مبارك بن محمد الخيارين قائد القوات الجوية الأميرية ثم توجت جميع هذه الزيارات بزيارة أبهجت قلوب المتدربين القطريين، ورفعت من معنوياتهم الوطنية عاليا، حين تشرفوا بزيارة كريمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى القائد العام للقوات المسلحة القطرية، وكما فرح شبابنا ضمن السرب القطري بزيارة سمو الأمير لهم، فإن سموه بادلهم نفس الشعور معبراً لهم عن اعتزازه بما رأى من كفاءة الأطقم القطرية لقيادة وتشغيل الرافال.