دعا مستثمرون أتراك غرفة تجارة قطر إلى ضرورة تسهيل الإجراءات الخاصة بدخول شركاتهم للسوق القطري، وخاصة فيما يتعلق بتلك الصغيرة والمتوسطة منها. وبرزت الحاجة لتطوير العلاقات الاقتصادية مع الجمهورية التركية، في أعقاب الحصار الاقتصادي الذي فرضته 3 دولة خليجية على دولة قطر واقتصادها، منذ نحو أسبوعين، الأمر الذي يعزز الحاجة إلى تطوير الوشائج التجارية مع أنقرة التي بدأت بتزويد الدوحة بمنتجات جديدة من قبيل الدواجن والألبان ومشتقاتها.
هذا وقد قال المستثمرون الأتراك إن شركاتهم العاملة في الدوحة شارفت على الـ 100 مؤسسة عاملة في مختلف المجالات، داعين إلى منحها وشقيقاتها مزيداً من التسهيل في الإجراءات التي تضمن لها أن تسجل حضوراً في السوق القطري، خلال الفترة المقبلة.
وأكدوا في تصريحات لـ «العرب» أن غرفتي قطر وتركيا عقدتا أكثر من اجتماع طوال الفترة الماضية، من أجل مزيد من التعاون بين القطاعين الخاص في البلدين، وجاءت البداية من خلال تنظيم معرض «أكسبو تركيا» شهر أبريل الماضي.
وأشاروا إلى أن وجود أكثر من 300 شركة تركية في هذا المعرض ساهم بشكل كبير في تواجد الكثير من الشركات التركية عن قرب بالسوق القطري، وإن كانت هناك ملاحظات على هذا المعرض.
وأقيم معرض «أكسبو تركيا» خلال الفترة من 18 إلى 20 أبريل الماضي، وبمشاركة 300 شركة تركية، تحت شعار «القوة المشتركة.. تركيا وقطر».
امتيازات
ومن جانبه، أكد وليد فراج، مدير العقارات في شركة «itti» التركية العاملة في مجال الإنشاءات السياحية والاستثمار العقاري، على الفرصة المميزة لدخول الشركات التركية الصغيرة والمتوسطة للسوق القطري خلال الفترة المقبلة، في ظل التعاون المثمر بين البلدين.
وأشار الى أن السوق القطري أصبح مهماً للغاية بالنسبة للمستثمر التركي، ولذلك هناك اجتماعات مستمرة في غرفة تركيا، من أجل حثها على التواصل الدائم مع غرفة قطر، سعياً وراء حصول الشركات التركية على بعض الامتيازات الخاصة بالإجراءات المتبعة لفتح فروع لشركات تركية في قطر.
وقال: «الشركات التركية في قطر لا تزال قليلة بالمقارنة بالعلاقة القوية بين البلدين، ولذلك فإن تخطى حاجز الـ 100 شركة في نهاية هذا العام، كما تم الإعلان رسمياً من جانب مسؤولي البلدين، لن يكون كافياً، وأيضاً يحتاج إلى مزيد من التسهيلات القطرية».
الشركات الصغيرة والمتوسطة
يؤكد أيضاً ناظم قلقافان، أحد كبار المستثمرين العقاريين في تركيا، أنه زار قطر للمرة الأولى في شهر أبريل الماضي، للمشاركة في معرض «أكسبو تركيا»، وقال: «رغم قوة المعرض من ناحية المشاركة للشركات التركية، إلا أنه لم يحظ بالدعاية له بالشكل المطلوب، ثم إن موعده تزامن مع موعد معرض قطر الدولي للسيارات».
وأشار إلى أن موضوع فتح أفرع للشركات الصغيرة والمتوسطة في قطر أصبح يحظى بالاهتمام الكبير من جانب المستثمرين الأتراك، وقال: «نحن في المجال العقاري لا نهتم بمثل هذه الأمور، خاصة أن علاقة الشراكة مع رجال الأعمال والمستثمرين تكون أسهل من قيام الشركات بفتح أفرع لها في قطر».
وطالب بضرورة منح الشركات التركية مزيداً من الامتيازات للتواجد في السوق القطري بكل قوة، خلال الفترة المقبلة، في ظل حالة الدفء السياسي بين البلدين، وهو ما يؤثر بالإيجاب بكل تأكيد على قوة العلاقات الاقتصادية.
وأوضح أن السوق القطري بدون أية مجاملة يحتاج إلى مزيد من الشركات التركية العاملة في الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وخاصة المرتبطة بالتكنولوجيا المعرفية الجديدة، أو بما يتعلق بالصناعات التركية المشهود لها بالسمعة العالمية.
ويقدر حجم أعمال شركات المقاولات التركية في قطر بنحو 16 مليار دولار، وعدد الجالية التركية في الدولة بنحو 7 آلاف مواطن تركي، يعملون في كافة التخصصات، وهناك خطة لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ملياري دولار في السنوات القليلة المقبلة، بعد أن بلغ 700 مليون دولار فقط العام الماضي.
شركات صغرى
أيضاً تؤكد ابتسام بوفطيرة، شريكة مع إحدى سيدات الأعمال الأتراك، ولهما شركة «بوسفور» العالمية للتجارة والخدمات في الدوحة، أن وجود شركات تركية صغيرة ومتوسطة داخل السوق القطري ليس بالشكل الكافي.
وقالت صاحبة الشركة العاملة في مجال الأثاث المتميز والتصميمات العصرية: «هناك شركات تركية بالفعل تعمل في قطر، ولكن أغلبها يعمل في مجال تطوير البنية التحتية والمقاولات والعقارات وبناء المشاريع والأغذية والترويج السياحي، ولكن هناك قطاعات أخرى كثيرة تحتاج إلى وجود للشركات التركية في قطر، وهو ما يتطلب مزيداً من تسهيل الإجراءات».
وأشارت إلى أن اللافت للنظر خلال الفترة الماضية، هو وجود الكثير من الشركات التركية في معارض متخصصة متنوعة تقام في الدوحة، وهو مؤشر على أن هذه الشركات ترغب في التواجد داخل السوق القطري، ولذلك يجب أن يكون التركيز على الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي ما زالت قليلة للغاية في قطر.
وعن معرض «أكسبو تركيا» الأخير، قالت: «كان معرضاً ضخماً للغاية، شاركت فيه أكثر من 300 شركة تركية، ولكن كان يحتاج إلى مزيد من الدعاية، بالإضافة إلى عدم تزامنه مع معرض قطر الدولي للسيارات».
واختتمت معربة عن ثقتها في أن تتخطى الشركات التركية حاجز الـ 100 شركة مع نهاية هذا العام، في ظل العلاقات القوية بين البلدين، ومؤكدة أن شركة البسفور تعتبر خير دليل على وجود شركات تركية في الدوحة، من أجل المنافسة بكل قوة داخل هذا السوق القوي.
قيمة المشاريع التركية
وتقدر قيمة المشاريع التي تنفذها الشركات التركية في قطر ما يقرب من 14 مليار دولار، وفقاً لتصريح سابق لرفعت أوغلو، رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية في آخر زيارة قام بها إلى الدوحة، من أجل التنسيق مع غرفة قطر، لمزيد من التعاون الاقتصادي بين البلدين في الكثير من المجالات.