الدوحة – بزنس كلاس:
وجه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر خطاباً إلى الشعب القطري تناول فيه الأوضاع الراهنة وتداعيات الأزمة الخليجية إضافة إلى الحديث عن الدور القطري الذي اعترف فيه المجتمع الدولي بمكافحة الإرهاب، قائلاً أن هذا الموضوع مسألة مبدئية بالنسبة للدوحة. وأضاف سمو الأمير بأن قطر منفتحة على الحوار مع دول الحصار لمناقشة كل النقاط التي تثير قلق أي طرف شرط احترام سيادة الدوحة ونبذ سياسة الإملاءات وفرض الشروط التي تحاول دول الحصار فرضها على قطر ورفضها المتعنت لأي حوار أو مفاوضات.
ولفت سمو الأمير قطر إلى أن الشعب القطري أذهل العالم في مقاربة الأوضاع على الرغم مما تعرضوا له من تحريض غير مسبوق في النبرة والمفردات إضافة إلى الحصار غير المسبوق. واعتبر الشيخ تميم أن ما حصل كان امتحانا حقيقيا حقق فيه المجتمع القطري نجاحا باهرا، إذ أثبتنا أن هناك هناك اصول وأعراف نراعيها حتى في زمن الخلاف. وقال: هذه الحملة خططت سلفا وقام مخططوها بزرع تصريحات لتضليل الرأي العام ودول العالم. ولفت الأمير القطري إلى أنه حان الوقت لحل الخلافات من خلال المفاوضات معتبرا أن قطر تحارب الإرهاب لا لإرضاء الآخرين وإنما لإيمانها بذلك.
وقال سمو الأمير بأن الأزمة كانت اختباراً أخلاقياً نجحت فيه قطر بجدارة قيادة وشعباً ومقيمين بتكاتف الجميع الجميع يد واحدة بوجه الحملة الشرسة على البلاد داعياً لاستغلال هذه الحماسة والتآزر بين القطريين والتوحد حول بلدهم بشكل رائع إلى نهج دائم في الحياة من أجل بناء قطر التي نحلم بها جميعاً، أرض خير لكل من فيها. وقال سموه بأن العلاقات بين دول الخليج أقوى من الخلافات لأن ما يجمعها أكبر من الخلافات، منوهاً بأن للدوحة مآخذ على بعض دول الخليج لكن ذلك لم يلغ للود قضية. وقال سموه بأن مواطني قطر ودول الخليج دفعت ثمناً باهظاً للخلاف مع قطر مشدداً على عدم وجوب حدوث هذا الأمر وقال بأنه يجب أن تكون هناك إجراءات مستقبلية وضمانات تكفل حماية المواطنين الخليجيين عموماً من تبعات أي خلاف بين دولتين خليجيتين.
وشدد سمو الأمير على وجوب الاستفادة في من دروس الأزمة بالدعوة لمزيد من تشجيع الاستثمار في قطر، موجهاً الحكومة ورجال الأعمال إلى أن التنويع الاقتصادي وفتح آفاق الاستثمار في البلاد لم يعد رفاهية بل أصبح أمر لازماً يجب العمل على تنميته.
وقال سمو الأمير أنه بالرغم من الرخاء الذي نعيش فيه، أنعم الله علينا بمزيد من الثروة النفطية والغازية الجديدة التي يجب أن نستغلها بمشاريع تنموية من أجل خدمة وتأمين مستقبل الأجيال القطرية القادمة. كما وجه سموه بضرورة تطوير العملية التعليمية في البلاد وتنمية الإنسان الذي يعتبر أهم عنصر على الإطلاق.
وقال سمو الأمير بأننا مدعوون لفتح اقتصادنا والاستثمار وأن نتفاعل مع افضل الخبرات العربية والدولية كما بالتعاون مع المقيمين في قطر الذين كانوا كالمواطنين في درفاعهم عن قطر وسيادتها.
وفي نهاية الخطاب وجه سمو الأمير الشكر الجزيل لأخيه سمو أمير الكويت على جهوده التي بذلها ويبذلها لتحقيق حل عادل للقضية، معبراً عن أمنياته أن تتكل جهود سمو أمير الكويت بالنجاح, كما وجه التحية للإدارة الأمريكية على ما بذلته من جهود لحل الأزمة. كما شكر سموه بريطانيا وفرنسا والمانيا ووجه الشكر لتركيا على تعاونها وتفاعلها الكبير والسريع مع قطر في تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين. كما شكر سموه كل الدول التي وقفت بجانب الحق ودافعت عن قطر وفتحت مياها وأجواءها الإقليمية حين أغلق أشقاء قطر هذه الأجواء والمياه الإقليمية بوجهها.
كما أعلن سمو الأمير تضامنه مع الشعب الفلسطيني والمقدسيين وندد بإغلاق المسجد الأقصى معتبراً أن ما يجري الآن في المسجد الأقصى والقدس فرصة لنبذ الخلافات واتخاذ موقف موحد مما يجري بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.