وكالات – بزنس كلاس:
يبدو أن جعبة مرتزقة محمد بن زايد في أبوظبي لا تنضب من الأكاذيب “المضحكة” لدرجة الهبل بذهابهم إلى حد ترويج أن رئيس الحكومة الإسرائيلية سوف يزور الدوحة في زيارة رسمية على طريقة الهروب للأمام التي حاول ابن زايد تعليمها لمحمد بن سلمان ليفشل الأخير فشلاً ذريعاً يهدد مستقبل الإثنان معاً بعد أن بات مصيرهما كما يبدو “على كف عفريت” مجنون!
فإمارات محمد بن زايد المنبطحة أمام السيد الإسرائيلي تريد أن تخبئ الشمس بغربال فتذهب من كذبة إلى كذبة أكبر منها، حيث تصافح أبوظبي بحرارة الإسرائيلي فيما تعمل بيدها الثانية على إدخال قطر معها في عالم التنسيق مع إسرائيل ببث أخبار كاذبة ومعلومات لا أصل لها لتجعل من عملية التطبيع والتنسيق مع تل ابيب أمراً طبيعياً ترضى وتعمل به كل الدول العربية..
فقد صعدت وسائل الإعلام الإماراتية من شراستها ضد قطر خلال الأيام القليلة الماضية بأخبار وتقارير يمكن وصفها بالمزيفة، حيث نشرت صحيفة البيان الإماراتية اليوم الأربعاء خبراً مقتضباً تقول فيه أن قطر هي الدولة التي سيزورها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو قريباً، وتقول الصحيفة أن هذه التوقعات تأتي في أعقاب تقرير نشرته الإذاعة الإسرائيلية الاثنين أن إسرائيل تجري اتصالات سرية لتنسيق زيارة نتانياهو، إلى دولة «مسلمة».
البيان وتحت عنوان “نتانياهو إلى الدوحة قريباً وتميم يستقبله في مطار حمد”، تكون بذلك قد ضربت ضرباً من الخيال الإعلامي المزور والغير منطقي، ناهيك عن أن الخبر هو ضرباً سياسياً يبعد كل البعد عن الواقع الحالي والسياسة القطرية الراهنة التي تؤكد في كل محفل سياسي وحقوقي وثقافي بأن القدس عربية وبأن إسرائيل دولة احتلال يجب وقف آلة القتل لديها وتحجيم سياستها في استيطان الأراضي الفلسطينية ومصادرتها..
قطر ليست البحرين..
فقد أصدر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أمراً بإنشاء “مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي” يضم أعضاء وفد التطبيع مع إسرائيل الذين زاروا الأراضي الفلسطينية المحتلّة قبل أشهر، حيث زار وفدٌ رسمي من قبل ملك البحرين المسجد الأقصى في أواخر العام الماضي بصحبة شرطة الاحتلال الإسرائيلي بعد أيام من الإعلان الأميركي عن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس “عاصمة لإسرائيل”.
ولتلميع صورة المملكة البحرينية المُدانة دولياً لانتهاكها حقوق الإنسان ضد البحرينيين المطالبين بالديمقراطية تقوم الحكومة تحت غطاء “التسامح الديني” بخطوات توضع في إطار التطبيع مع إسرائيل، آخرها زيارة هذا الوفد إلى إسرائيل الذي ظهر عبر وسائل إعلام إسرائيلية بتصريحات مستفزة لمشاعر البحرينيين خاصة، والأمة العربية عموماً ومخالفة لمبادئ الشعب البحريني الذي لطالما دعم القضية الفلسطينية.
ويقول وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، تساحي هنغبي المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويأتي من حزبه (الليكود) أن مملكة البحرين إحدى الدول العربية التي لها علاقات اقتصادية وأمنية متقاربة مع “إسرائيل” ويتدرب فيها حاليا عدد من قادة قوات مكافحة أعمال الشغب البحرينية بدورات خاصة.
وتابع هنغبي: “إن للسلطات البحرينية علاقات طيبة معنا وفضلا عن الشؤون السياسية تتم الإجراءات الطبية الخاصة للملك حمد بن عيسى آل خليفة وأسرته عن طريق الأطباء الأخصائيين الإسرائيليين في تل أبيب كانت أو في المنامة”.
وأشار إلى أن زيارة الوفود الاقتصادية من التجار الإسرائيليين إلى البحرين تمت في الشهر الماضي بجوازات السفر الأوروبية والأمريكية وناقشوا مع السلطات والتجار البحرينيين مواضيع استثمارية مختلفة.
الدوحة ليسيت أبو ظبي
من جانبها تعمل أبوظبي على توطيد علاقات حميمة مع الكيان الصهيوني فقد أكدت مصادر إسرائيلية أن قيادات الإمارات على تنسيق تام مع إسرائيل، حيث تورطت بالتعاون مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان في عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي عام 2010. وبحسب التفاصيل، فقد دخل المبحوح دبي يوم 18 يناير 2010 “بجواز سفر مزور خوفا من السلطات الإماراتية، إلا أن ضاحي خلفان أبلغ محمد دحلان والأخير أبلغ المخابرات الأميركية التي بدورها أبلغت الموساد، وخلفان هو من أعطاهم كرت غرفة المبحوح وانتظرهم حتى يخرجوا، ليصرح أنهم الموساد.
وحسب المحللين فإن موقف الإمارات من إسرائيل لا يتطابق مع مواقف غالبية الشعوب العربية، فعلى سبيل المثال أعلن العديد من المسؤولين الإماراتيين وعلى رأسهم قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان رفضهم إقامة دولة فلسطينية، ودعوا العرب إلى الاندماج مع الإسرائيليين في دولة واحدة تجمع بين العرب واليهود، كما دعوا إلى ضم هذه الدولة إلى الجامعة العربية. فإسرائيل وفق أبوظبي ليست خطرا على العرب لأن العرب عاجزون عن مواجهتها، كما أشاروا إلى أن وجهة النظر التي ترى اليهود أعداء للعرب هي خاطئة، فالصراع بين العرب وإسرائيل هو صراع أبناء عمومة على ميراث أرض، بحسب مزاعمهم. ويؤكد المراقبون أن الجديد في العلاقات بين إسرائيل والإمارات أنها خرجت للنور بعد أن ظلت لسنوات طويلة في الخفاء.
نيتنياهو حائط الصد لحماية بن سلمان
فرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي هاجم من خلال وزير دفاعة دولة قطر بعد الأحداث الأخيرة في غزة، يقف اليوم لحماية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد جريمة قتل وتقطيع الصحفي جمال خاشقجي، فهو أي نيتنياهو يعلم أن بن سلمان بما يملكه من صلحيات واسعة قادر على تحقيق نتائج افضل لصفقة القرن وترويج إسرائيل كدولة يمكن التطبيع معها وإقامة علاقات اقتصادية وسياسية جيدة مع دول عربية، فليس مستغرباً ان يقول ترامب أمس “من اجل مصلحة اسرائيل تتم مراعاة السعودية”.
القدس في قلب الدوحة..
فمازال المواطن العربي يتذكر بأن قطر هي من أول الدول التي عارضت نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتشاركت مع أنقرة في عقدة قمة إسلامية رافضة ومناهضة للقرار الأمريكي، هذا في الوقت الذي كانت فيه الإمارات غارقة في الأحضان الإسرائيلية سياسياً وأمنياً واستخباراتياً وحتى تجارياً.