سياحة الأعمال والسياحة العائلية ميدان يزداد توسعاً في قطر ويغني الفكر السياحي
ناصر النويس رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا لـ “بزنس كلاس”:
أبو ظبي مركز الانطلاق والتحرك في كل الاتجاهات
استقطاب الخبرات الشبابية عمود أساسي في البنية التحتية لروتانا
التوسعات والفتوحات السياحية خارج الحدود الجغرافية كرست ثقة السوق بالشركة
الهيئة العامة للسياحة في قطر ترسم المسارات الآمنة وتدعم الخطط المبدعة
بزنس كلاس – ميادة أبو خالد
يمر الاقتصاد العالمي بفترة اختبار قاسية، ويفرض البحث عن المصادر والموارد التي من شأنها أن تبعث على الطمأنينة، فالقلق هو الميزة السائدة اليوم في مجمل اقتصادات العالم نتيجة الكثير من المتغيرات السياسية التي انعكست مباشرة على الفعل الاقتصادي..
وتبدو قطر، بفضل الكثير من المبادرات الإيجابية، سباقة لتجاوز الوقوع في أزمة اقتصادية، وتبدو جهودها ناجعة، فقد استطاعت أن تجد بدائل استباقية من خلال فتح أبواب اقتصادية عديدة وتغيير مسارات السوق إلى الوجهة التي تتناسب مع اللحظة الحاضرة..
وإذا كانت القطاعات والمؤسسات الرسمية المختلفة قد ساهمت بوضع حجر الأساس لفكر اقتصادي متجدد، فقد شاركتها شركات القطاع الخاص سواء منها القطرية، أو بعض الشركات الخليجية، كشركة روتانا الإماراتية، وأغنت تجاربها ومحاولاتها لشق طرق بعيدة عن المصادر التقليدية، ولاقى بعضها نجاحاً استثنائياً..
في عددنا اليوم، نحاور السيد ناصر النويس رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا، للوقوف على أهم النقاط التي تركز عليها الشركة وتبني من خلالها تصوراتها ورؤاها للمساهمة في بناء اقتصاد جديد ومنفتح..
يقول النويس: بدأنا في عام 1992 اي منذ 25 عاما، لم أبدأ من فراغ حيث كنت رئيس شركة ابو ظبي للفنادق وكان معي السيد سليم الزير مدير عام الهيلتون اي لدينا خلفية كافية في قطاع الضيافة واستطعنا ان نؤسس شركة روتانا للضيافة من خلال استقطابنا لخيرة الشباب المختصين بهذا القطاع وكانت بدايتنا بفندق بيتش روتانا هوتيل في 1993
لم أتوقع ان يكون لدينا هذا التوسع، عندما قررنا ان نؤسس شركة روتانا للضيافة كانت الخطة باقامة 25- 30 فندقا لكن وبفضل الله عز وجل اصبحت لدينا مجموعة تضم أكثر من 100 فندق وهذا يعود لجهود الموجودين في روتانا وعزيمتهم على النجاح وتقديم الافضل دائما.
شركة عربية بهذا الحجم تخصصت في ادارة الفنادق تنافس الشركات العالمية ولها تواجد في العالم العربي وخارجه، نحن سعيداء لاننا وصلنا لهذه المرحلة بسواعد عربية واشخاص متحمسين ان يكون له دور في هذه الصناعة خاصة وان صناعة الادارة المتخصصة في الضيافة هامة جدا
يعُد عام 2017 من الأعوام المهمة بالنسبة لروتانا، إذ يصادف الذكرى الـ 25 لتأسيس الشركة. كما يحمل هذا العام أهمية استراتيجية كبيرة فيما يتعلق بتوجهات روتانا ونموها المستقبلي، حيث دخلنا خلاله أسواقاً جديدةً وواصلنا، في الوقت ذاته، توسعنا في الأسواق الموجودين فيها، وذلك من خلال افتتاح عدد من الفنادق الجديدة خلال الأرباع الثلاثة الأخيرة من عام 2017.
إلى نص الحوار..
في البداية كيف ترى قطاع الفندقة في السوق القطرية؟
** يتمتع قطاع الفندقة القطري، بمستوى متقدم من القدرة التنافسية على مستوى المنطقة مدعوما بالخدمات المتطورة التي يوفرها للسياح والزوار الذين يزورون الدوحة، وفي ظل الجاذبية القوية التي يتمتع بها القطاع السياحي القطري في الوقت الحالي، وقدرته على إستقطاب أعداد كبيرة من السياح من مختلف دول العالم كل عام وبأعداد متزايدة، فان ذلك يساهم في توفير دعم كبير لقطاع الفندقة في الدولة مما يساهم في رفع نسبة الاشغال لدى الفنادق العاملة بقطر، ويعزز نمو ونجاح هذا القطاع الحيوي الهام، الذي يتمتع بمستوى عال من الخدمات، ويوفر قيمة نوعية مضافة للإقتصاد القطري.
هل ترى أن القطاع السياحي في قطر قادر على استيعاب المزيد من الفنادق؟
قطر تشهد تدفقا كبيرا في اعداد الزوار والسائحين في الفترة الماضية، وخاصة سياحة الاعمال، والسياحة العائلية، الأمر الذي يستدعي دخول المزيد من الفنادق الى السوق، أضف الى ذلك ان قطر تترقب حدثا عالميا هاما جدا وهو مونديال 2022، والذي يحتاج بدوره الى العديد من الغرف الفندقية، وايضا من المتوقع أن يعزز قرار إعفاء المسافرين العابرين من الدوحة ’مسافري الترانزيت‘ من رسوم تأشيرة الدخول وأي رسوم إضافية أخرى السياحة في قطر. كما أن إجراءات التأشيرات الفورية لمواطني كل من الهند وروسيا والصين ستفتح الباب أمام توسيع قاعدة العملاء الأوفياء من هذه البلدان الذين يعرفون جيداً مستويات الضيافة المميزة التي تقدمها المجموعة، فضلاً عن استقطاب ضيوف جدد يمكنهم الاختيار من محفظتنا الفندقية المتنوعة لقضاء أجمل الأوقات خلال إقامتهم في قطر والاسترخاء ضمن بيئة مُلهمة، الأمر الذي يعني أن قطر مازالت بحاجة للمزيد من الغرف بهدف تلبية الطلب المتزايد.
ماذا تمثل قطر ومنطقة الخليج بالنسبة لمجموعة فنادق روتانا؟
**قطر ومنطقة الخليج تمثل أهم وأكبر الأسواق المصدرة لضيوف فنادق روتانا، وذلك مع ارتفاع معدلات السفر بين دول المنطقة، إلى جانب زيادة الإقبال على الإقامة لفترات أطول، مقارنة بأي وقت مضى، حيث أصبح الوقت ملائماً تماماً لكي تقوم روتانا بتعزيز علاقاتها مع شركائها في قطاع السفر.
كم يبلغ عدد الفنادق التي تديرها مجموعة روتانا على مستوى العالم في الوقت الحالي؟
** تعد روتانا شركة عالمية متخصصة في إدارة الفنادق، حيث تدير الشركة في الوقت الراهن نحو 107 فنادق في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وجنوب آسيا وإفريقيا، وخلال الفترة المقبلة، نعمل على تنفيذ استراتيجية لترسيخ تواجدنا في العديد من الأسواق الإقليمية والعالمية، حيث تعمل الشركة على إنشاء نحو 45 فندقا جديد في أماكن مختلفة بالعالم، وخلال عامي 2017 و2018، ستقوم المجموعة بافتتاح 17 فندقاً جديداً في المنطقة، مما يؤكد مواصلة المجموعة لخطواتها الحثيثة لترسيخ مكانتها كأحد اللاعبين الرئيسيين في قطاع الضيافة في المنطقة.
فعلى الصعيد الإقليمي، نعتزم التوسع في الأسواق الإماراتية، عبر افتتاح 9 فنادق جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة، وتشمل خطط التوسع، افتتاح 4 فنادق في العاصمة أبو ظبي، و4 فنادق في دبي، حيث من المخطط افتتاح 5 فنادق تحت علامة «روتانا للفنادق والمنتجعات»، و3 منشآت فندقية تحت علامة «أرجان للشقق الفندقية من روتانا»، ومنشأة واحدة تحت علامة «سنترو من روتانا»، للفنادق العصرية ذات الأسعار المعقولة.
وفي الكويت تعمل الشركة على افتتاح أول فنادق المجموعة تحت علامتها الفندقية “سنترو من روتانا” في الكويت بحلول 2020، وتتميز العلامة الفندقية الجديدة، بأنها تقدم تجربة إقامة عصرية بأسعار معقولة، وسيضيف الفندق الجديد 209 غرفة فندقية إلى محفظة المجموعة في الكويت، التي تضم حاليا 198، ليزيد المجموع الكلي عن أكثر من 400 غرفة فندقية.
كما تعتزم الشركة، افتتاح 4 فنادق جديدة في المملكة العربية السعودية في العام 2017، وتندرج الفنادق الأربعة التي ستفتتحها روتانا في المملكة تحت علامتها الفندقية “سنترو من روتانا”، العلامة التي تقدم تجربة إقامة عصرية بأسعار معقولة.
وسيشهد الربع الثاني من هذا العام افتتاح سنترو واحة، الرياض، في حين سيتم افتتاح سنترو سلامة، جدة في الربع الثالث، أما افتتاح سنترو العليا، الرياض، وسنترو الكورنيش، الخُبر، فسيتم في الربع الأخير من عام 2017. وتبلغ القيمة الاستثمارية الإجمالية لهذه المشاريع 130 مليون دولار.
ويشهد العام الجاري افتتاح فندقين في كل من العراق وتركيا وعُمان. كما ستفتتح المجموعة أول فنادقها في إيران، فضلاً عن إكمال أعمال التوسعة في منتجع الكوف روتانا في رأس الخيمة، وسيتم افتتاح فندقين في اسطنبول تحت علامة «سنترو من روتانا» وأرجان للشقق الفندقية من روتانا.
ما هي أهم الأسواق التي تسعون للتواجد فيها خلال الفترة القادمة؟
نحن في مجموعة روتانا ركزنا على العالم العربي نمشي ضمن خطوات مدروسة وسليمة دون تسرع، ودائما عند القيام بخطوة جديدة نقوم بداية على خلق العنصر البشري وهذا اساس العمل لنضمن تحقيق النجاح وهذا يتطلب وقت طويل. الآن هناك نية لاطلاق مرحلة جديدة من التوسع والتوجه نحو دول التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي مثل: أذربيجان، جورجيا وغيرها من الدول سيتم الاعلان عنها عند الانتهاء من الدراسة
وماذا عن خططكم التوسعية في السوق القطرية خلال الفترة المقبلة؟
**تدير مجموعة روتانا حالياً نحو 4 فنادق في السوق القطرية، بما في ذلك فندقان من فئة الخمس نجوم وهما “سيتي سنتر روتانا” الذي تم افتتاحه العام الفائت و”أوريكس روتانا” أول فنادق المجموعة في قطر، أما الفندقان الآخران هما “سنترو كابيتال الدوحة” و”سيدرا من روتانا”، كما أننا سنعزز حضورنا في قطر لتصبح روتانا اللاعب الأكبر في سوق الضيافة القطرية مع الافتتاح المرتقب لاثنين من فنادقنا، ما يرفع عدد الفنادق التي تديرها المجموعة في قطر إلى 6 فنادق.
ومن المقرر أن نفتتح فندق “داون تاون أرجان من روتانا” في الدوحة في الربع الأخير من عام 2018، فيما سيتم افتتاح فندق “بلازا ريحان من روتانا” أول منشأة لروتانا تحت علامة “فنادق ومنتجعات ريحان” التي لا تقدم المشروبات الكحولية خلال الربع الأخير من عام 2019، وتقدر القيمة الإستثمارية الإجمالية للمشروعين بـ 250 مليون دولار، وستساهم هذه الخطوة في إضافة 765 غرفة فندقية إلى محفظة روتانا من الغرف الفندقية في قطر، والبالغ عددها حاليًا 1.510، ليزيد المجموع الكلي عن أكثر من2.275 غرفة.
كيف ترى أداء الهيئة العامة للسياحة في قطر، وهل لديكم أي تعاون معها؟
**تسير قطر بفضل جهود الهيئة العامة للسياحة على الطريق الصحيح لتحقيق رؤيتها السياحية، والتي تهدف إلى دعم وتنمية القطاع السياحي بالدولة ورفع أعداد السائحين القادمين الى الدوحة سنويا، وذلك من خلال ما تقوم به من مشروعات تنموية تخدم هذا القطاع من مراكز تجارية وفنادق ومنتجعات سياحية ومراكز ترفيهية مختلفة، هذا إضافة إلى تنظيم المعارض والمهرجانات التي تقام على مدار السنة، فقطاع السياحة يدعم النهضة التنموية في الدولة ويعتبر الركيزة الأساسية لخطتها الاقتصادية لاقتصاد ما بعد النفط.
ونحن من جانبا ندعم جهود الهيئة في كافة الفعاليات، والأحداث الترفيهية التي تنظمها، إضافة الى المعارض التي تشارك فيها، وبالطبع فاننا نتعاون معهم بشكل وثيق.
كما أننا على أتم الثقة بأن القطاع السياحي القطري سيشهد المزيد من التطور في الأعوام المقبلة، لذلك سنعمل على تعزيز هذا التوجه وعم جهود الحكومية من أجل تحقيق هذه الرؤية.
كيف تنظرون الى مستقبل فنادق الأربعة نجوم في السوق القطري؟
**وجدنا ان هناك طلبا عاليا جدا على فنادق الاربع نجوم، وذلك في ظل ارتفاع عدد المسافرين الى قطر في الآونة الأخيرة وخاصة مسافري الترانزيت، في مطار حمد الدولي، كما أن هناك حاجة ملحة في الوقت الراهن لتقديم فنادق راقية بأسعار مناسبة تلبي احتياجات المسافرين ضمن ميزانية معقولة وبنفس مستوى الراحة والجودة، فمن الضروري أن تُتاح أمام زوار قطر خيارات إقامة متنوعة، وذلك يتحقق من خلال توفير عدد أكبر من فنادق الفئة المتوسطة.
وتعمل روتانا على الاستجابة لهذه المتطلبات من خلال تقديم مجموعة مميزة من المنشآت ذات الأربع نجوم، والتي تساهم بدورها في إعادة تقديم فئة الفنادق المتوسطة بأسلوب عصري من خلال الجمع بين الخدمة ذات المستوى العالمي والراحة ضمن ميزانية معقولة.
كشركة إماراتية تعمل في قطاع الضيافة، هل استطاعت روتانا منافسة الشركات العالمية العاملة في هذا القطاع؟
**كانت صناعة الضيافة في الماضي، حكراً على الأسماء العالمية حتى أتت بعض الشركات في المنطقة، لتكسر هذه القاعدة، ومنها شركة روتانا، التي عملت على تغيير القواعد منذ أن بدأت وخاصة أن العديد من الشركات العالمية دخلت لعبة المنافسة في وقت متأخر في العديد من الأسواق التي دخلتها روتانا أولاً.
وقد شهدت شركة روتانا منذ تأسيسها، تطورات كبيرة جدا، حيث أصبحت الشركة الرائدة في مجال إدارة الفنادق إقليمياً في الشرق الأوسط، وإفريقيا، وجنوب آسيا وأوروبا الشرقيّة، كما أن روتاانا أصبخت علامة تجارية لم تنجح بتحقيق شهرة واسعة فحسب، بل استطاعت أن تحوز احترام وإعجاب الجميع، ويعود فضل هذا النجاح إلى منظومة التطوير الاستراتيجي التي عمل عليها منذ البدايات فريق عمل من المحترفين متمتعين بخبرات عالمية استثنائية وحاملين فهماً عميقاً لثقافات وعادات المجتمعات على حد اختلافها.
ومع مرور السنوات، نجحنا في إدارة وتشغيل العديد من الفنادق في المنطقة والعالم، ووصلنا إلى إفريقيا ونسعى للتواجد حتى في أوروبا حيث توجد مجموعة من الفرص التي نقوم بدراستها الأمر الذي يشير إلى المستوى التي نجحت المجموعة في الوصول إليه ومدى قدرتها على المنافسة في السوق الإقليمي والعالمي من خلال مستوى الخدمة التي تقدمها للعملاء والذي فاق بكثير مجموعات فندقية عالمية.