ناشيونال إنترست: الرياض تخسر في مجالها الاستراتيجي

وكالات – بزنس كلاس:

اعتبرت مجلة (ناشيونال إنتريست) الأمريكية،أن فرحة السعودية بانسحاب واشنطن من صفقة النووي مع إيران لن تدوم طويلاً، مشيرة إلى أن هذا الانسحاب يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات الكامنة بين السعودية وحلفائها الإقليميين، كما ينذر بالانخراط في سياسات عدوانية تقوض أمن السعودية وتُضعف نفوذها.

وأوضح الكاتب صاموئيل راماني في مقال له بالمجلة أن الشاغل الأكبر والأكثر إلحاحاً للسعودية الآن، يتمثل في أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي سيُضعف من تماسك مجلس التعاون الخليجي. ويتابع الكاتب أنه ومع تقويض الأمن الثنائي بين السعودية والإمارات، في الأحداث التي وقعت مؤخراً بينهما، إثر قيام الإمارات باحتلال جزيرة سقطرى اليمنية، وموقف السعودية من ذلك، فإن الانشقاق بين الكتل داخل مجلس التعاون حيال التطورات الاخيرة فى الملف الايرانى قد يترك الرياض معزولة دبلوماسياً في منطقة نفوذها الخاص.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن تقويض تماسك دول مجلس التعاون يرافقه عدم القدرة على التنبؤ بالسلوك الإيراني المرتبط بسحب “خطة العمل المشتركة” (الاتفاق النووي)، ويشكل تهديداً خطيراً لأمن السعودية وتطلعاتها الجيوسياسية، بحسب المجلة.

وتشير المجلة إلى أن التصعيد فى الملف الإيراني سيُضعف أمن السعودية، ومن المرجح أن يكون اليمن أول منطقة ومسرحا لاستعراض القوى العسكرية، فبعد ساعات من إعلان ترامب انسحابه من الاتفاق النووي، أطلق الحوثيون سلسلة من الصواريخ على الرياض، تم اعتراضها من قِبل الجيش السعودي، حيث فُسرت تلك العملية بأنها شكل من أشكال الانتقام وردّاً على قرار ترامب.

ويرى الكاتب أن هذا السيناريو سيترك السعودية في وضع غير مريح ويضطرها إلى تحويل المزيد من مواردها في حرب استنزاف لا يبدو أنها ستكون قادرة على النجاح فيها؛ ما قد يدفعها، في لحظة ما، إلى الدخول في تسوية سلمية باليمن، وهي بوضع ضعيف.

ويختم الكاتب مقاله بالتذكير بأن الفرحة السعودية بقرار الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي لن تدوم طويلاً، فالمستقبل سيكون كئيباً؛ لأن هذا الانسحاب أظهر بوضوح، أن تصدُّع مجلس التعاون الخليجي سيزداد، ما يُعقِّد طريق السعودية، الضيق أصلاً، للوصول إلى نصر في اليمن.

السابق
شركات سعودية تمارس النصب على القطريين
التالي
الصين تفتتح أكبر عجلة في العالم بدون حاملات