نادر قصير لـ”بزنس كلاس”… التأثير الواقعي للتحليلات المتقدمة في قطر

الدوحة-بزنس كلاس:
بين السيد نادر قصير، المدير الإقليمي لمنطقة دول شمال الخليج العربي في ساس في حوار خاص لـ”بزنس كلاس” ان هناك تغييرات مثيرة تحدث في البيانات والذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة في قطر. وتعني مثل هذه التطورات الواضحة أنه من المهم للغاية بالنسبة إلى الشركات في المنطقة مواكبة التقدم، وتمكينها من تطوير عملياتها للاستعداد لمستقبل جديد ومبتكر.
واضاف: يمكن تزويد قادة الأعمال بأفضل الأدوات، للتأكد من أن قراراتهم ستترك تأثيراً قوياً على تقدم التكنولوجيا عموماً في المنطقة. وبما أن الذكاء الاصطناعي أصبح يعدّ جزءاً من حياتنا اليومية، وليس فقط على هواتفنا الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، سيكون من المستحيل ألا يكون لهذه التغييرات تأثير جوهري. للتفاصيل في نص الحوار……

1. ما رأيك إزاء التغييرات التي تحدث في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي في قطر؟ وكيف ستؤثر هذه التغييرات على تقدم التكنولوجيا محلياً؟
تحدث تغييرات مثيرة في البيانات والذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة في قطر. وتعني مثل هذه التطورات الواضحة أنه من المهم للغاية بالنسبة إلى الشركات في المنطقة مواكبة التقدم، وتمكينها من تطوير عملياتها للاستعداد لمستقبل جديد ومبتكر. ومن خلال تزويد قادة الأعمال بأفضل الأدوات، يمكنهم التأكد من أن قراراتهم ستترك تأثيراً قوياً على تقدم التكنولوجيا عموماً في المنطقة. وبما أن الذكاء الاصطناعي أصبح يعدّ جزءاً من حياتنا اليومية، وليس فقط على هواتفنا الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، سيكون من المستحيل ألا يكون لهذه التغييرات تأثير جوهري. ستشهد التكنولوجيا المحلية تطورات هائلة من أجل البقاء على اطلاع دائم، خاصة عندما يتبين على نحو قاطع أن زيادة المبيعات وتجربة العملاء ما هي إلا نتائج مباشرة لمثل هذه التطورات. وسيكون بمقدور الشركات التي تتمتع بالمرونة وتحدوها الرغبة للتطور، اكتساب مزايا تنافسية حقيقية.

2. ما هي القطاعات التي تستفيد حالياً من البيانات الضخمة والتحليلات؟
تكتسب قطاعات التمويل والرعاية الصحية والتصنيع فوائد كبيرة من هذه التطورات التكنولوجية. ويمكن للشركات المالية الاستفادة من التحليلات للكشف عن الاحتيال وإدارة المخاطر وتخصيص تجربة العملاء. وعلى نحو مماثل، يتم استخدام البيانات الضخمة والتحليلات من قبل صناعة الرعاية الصحية لأسباب عديدة. بدءًا من تحسين رعاية المرضى وحتى اكتشاف أدوية جديدة والتنبؤ بالأمراض، فإن الرؤية التي توفرها البيانات الضخمة والتحليلات تعتبر استثنائية حقاً. ويبدي قطاع التصنيع اهتماماً بهذا المجال لجني العديد من الفوائد، بما في ذلك تحسين الكفاءة التشغيلية بشكل كبير، أما على مستوى الخدمات اللوجستية فيمكنها تحسين آليات العمل والمواعيد والخطط، ما يؤدي إلى خفض التكاليف، وتعزيز رضا العملاء. وتُظهر هذه القطاعات القوة التحويلية التي تحملها البيانات الضخمة والتحليلات في الممارسة العملية على أرض الواقع.

3. حسب رأيك، ما هي الأهداف الأساسية لدولة قطر عندما يتعلق الأمر بتعزيز التحول التكنولوجي كحل استراتيجي؟
تشمل الأهداف الأساسية للتحول التكنولوجي في قطر، تعزيز التنويع الاقتصادي، وتحقيق التنمية المستدامة، ودعم قدرتها التنافسية العالمية. ولتحقيق هذه الأهداف، تستثمر قطر بكثافة في القطاعات القائمة على المعرفة، مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية، كما تدعمها بالتحليلات القوية للبيانات. وتوفر المبادرات الوطنية، مثل “رؤية قطر 2030” إطاراً استراتيجياً لهذه الجهود، مع التركيز على الاقتصاد القائم على المعرفة. ومن خلال الاستثمار في المواهب المحلية بالاعتماد على التعليم وبرامج التدريب وتطوير البنية التحتية المتطورة للبيانات، فإن قطر تسعى إلى ترسيخ مكانتها كدولة رائدة في مجال الابتكار التكنولوجي. ويتم تعزيز هذه الجهود من خلال الشراكات والتعاون الدولي الاستراتيجي، ما يساعد على استقطاب الخبرات والتقنيات العالمية إلى السوق المحلية. ويضمن هذا النهج الشامل الاستغلال الأمثل لفوائد الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة في جميع القطاعات، ما يسهم في دفع النمو المستدام وتحقيق التنويع الاقتصادي.

4. كيف ترون ظهور قطر كمركز رقمي مزدهر يركز على تسهيل التحول الرقمي؟
إن تنامي مكانة قطر كمركز رقمي مزدهر يعتبر شهادة حقيقية على استثماراتها الاستراتيجية في التكنولوجيا والابتكار. و يظهر التزام الدولة بالتحول الرقمي من خلال العديد من المبادرات، نذكر منها برنامج قطر الذكية (تسمو) الذي يهدف إلى تسخير التقنيات المتقدمة لتحسين نوعية الحياة ودفع النمو الاقتصادي. وحتى تتمكن قطر من ترسيخ مكانتها كمركز رقمي، يكون من المهم بالنسبة إليها أن تتبنى جميع القطاعات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتحليلات. ومن خلال الاستفادة من حلول مثل المنصة السحابية (SAS Viya) التي تدمج الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة في عمليات صنع القرار، يمكن للشركات في مختلف القطاعات الوصول إلى الفرص والكفاءات جديدة. وهناك العديد من قصص النجاح في مختلف القطاعات، مثل التمويل والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية، حيث أدى الذكاء الاصطناعي والتحليلات إلى تحسين النتائج بشكل كبير، لتؤكد بشكل أكبر على الإمكانات التي تتمتع بها دولة قطر. وتلعب البيئة التنظيمية الداعمة والنهج الاستباقي للحكومة دوراً محورياً في تعزيز الابتكار لتسريع التحول الرقمي في قطر. ومن جهة أخرى، تعمل هذه الاستراتيجية الشاملة على الارتقاء بالقدرات المحلية، إلى جانب دورها في جذب شركات التكنولوجيا والمواهب العالمية، لتسهم هذه العوامل مجتمعة في تعزيز مكانة قطر كمركز رقمي رائد.

5. ما الفوائد التي تقدمها التحليلات المعززة بالذكاء الاصطناعي لعملائكم؟
تعمل التحليلات المعززة بالذكاء الاصطناعي على تمكين عملائنا وتزويدهم بقدرات لاتخاذ قرارات موثوقة، وبالتالي تسريع الوقت اللازم لتحقيق القيمة المطلوبة. ومن النماذج المهمة على ذلك عملاؤنا في القطاع المصرفي. وتساعد ساس الشركات المصرفية على توظيف مجموعة كبيرة من التقنيات للحصول على ميزة تنافسية من خلال مواكبة التطورات التكنولوجية التي تتراوح من الذكاء الاصطناعي والتحليلات إلى واجهات برمجة التطبيقات المصرفية السحابية والمفتوحة. وحتى نكون أكثر تحديداً، يمكن لهذه الشركات تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للكشف عن ممارسات الاحتيال في البيانات بصورة لحظية. ويعتبر هذا المثال العملي واحدة من الطرق العديدة التي توفرها التحليلات المعززة بالذكاء الاصطناعي لحماية الشركات، مع أكثر دقة. والأهم من ذلك، أن هذا المستوى الإضافي من الأمان يضمن القدرة لعملائنا لمواصلة الازدهار بالتوازي مع التحولات الرقمية المبتكرة.

6. ما هي خطط ساس تجاه “رؤية قطر 2030″؟
ساس لديها خطط للدخول في شراكة مع الدولة لتسخير الإمكانات التحويلية للبيانات الضخمة والتحليلات. وتتوافق القدرات التحليلية المتقدمة والراسخة التي تمتلكها ساس مع “رؤية قطر 2023”. وعلى وجه التحديد، يمكن تحقيق بعض الأهداف، مثل التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة والقدرة التنافسية العالمية، من خلال قوة الحلول القائمة على البيانات. وتهدف ساس إلى التعاون مع الحكومة والمؤسسات القطرية لتنفيذ هذه الحلول عن طريق التوصل إلى الشراكات الاستراتيجية والاستثمارات في تنمية المواهب والبنية التحتية. ومن شأن هذا كله أن يدفع الابتكار، ويعزز عمليات صنع القرار، وذلك عبر مجموعة من القطاعات. وتمهيد مسار الدولة نحو التحول إلى اقتصاد مبتكر قائم على المعرفة.

السابق
قطر للسياحة تعلن عن إطلاق النسخة الثانية من جائزة قطر للسياحة 2024
التالي
Visa تقدم البساطة و السلاسة لاقتصادات الاشتراكات الرقمية المزدهرة