نابولي استعاد شخصيته عبر روما لكن ذلك ليس كافياً ضد ريال مدريد

 

انتصار هائل حققه نابولي في معقل روما، انتصار نستطيع القول أنه مفاجئ رغم قوة وتميز وروعة رجال المدرب ماوريزيو ساري خلال الموسم الحالي، مفاجئ لأن روما لم يهزم في معقله منذ نوفمبر عام 2015 الأمر الذي يوضح إنجاز أبناء جنوب إيطاليا.

نابولي من المفترض أنه استعاد شخصيته وثقته بعد الهزيمة المحبطة التي تعرض لها في ملعب سانتياجو برنابيو معقل ريال مدريد والتي أعقبها السقوط في ملعب سان باولو أمام أتلانتا في الدوري رغم أن المنافس لعب لمدة 25 دقيقة بعشرة لاعبين.
أداء نابولي اتسم كعادته بالسرعة في تمرير الكرة، القدرة على التحرك بشكل فعال بين خطوط المنافس، اللعب المباشر على مرمى المنافس والوصول للمرمى بأقصر الطرق الممكنة، القدرة على التدرج بالكرة والخرج بها من مناطقهم تحت ضغط المنافس، كل ذلك يؤكد اسعادة رجال ساري عافيتهم.

وعلى الرغم من الأداء المثالي لنابولي في أول 60 دقيقة في اللقاء، إلا أن آخر 30 دقيقة وضحت وجود مشكلة كبيرة في الفريق سبق أن ظهرت في بعض المباريات الماضية، مشكلة إن لم تعالج أمام ريال مدريد سيكون لها تأثير سلبي واضح على النتيجة النهائية.
نابولي بدا ضعيف جداً في إغلاق المساحات أمام المنافس رغم تقدمه بهدفين، حيث استطاع روما بسبب دفاع ساري المتقدم أن يستغل المساحات عبر سرعة محمد صلاح والذي كاد أن يسجل أو يصنع أكثر من هدف خلال اللقاء.

وجود هذه المساحات أمام صلاح والذي استغلها بسهولة تامة يعد أمر مقلق لفريق متقدم بهدفين دون رد، فكان من الأولى ان ينجح نابولي في إغلاق المساحات تماماً أمام روما الذي يحاول تقليص الفارق ثم إدراك التعادل، الأمر بدا مستغرباً خصوصاً أنها مباراة قمة وليست ضد فريق متواضع، ولو كانت كذلك لوضعنا عامل الاستهتار والتراخي بالحسبان.

المساحات استغلها روما عبر التمريرات الطويلة والمباشرة نحو صلاح من المناطق الخلفية، سواء عبر التمريرات العالية أو الأرضية، بالمقابل فإن مدافعي نابولي يعانون تماماً في التعامل مع اللاعب السريع والمهاري مما جعلهم غير قادرين على التعامل مع هجمات روما في الشوط الثاني.

مشكلة نابولي أنه ضد ريال مدريد مطالب بالضغط العالي واللعب بدفاع متقدم من أجل افتكاك الكرة من الريال في مناطقه بهدف تسجيل الأهداف، ومنعه في ذات الوقت من السيطرة على وسط الملعب، لكن هذا الأسلوب سيكون خطير للغاية أمام هجوم ريال مدريد السريع جداً(جاريث بيل ورونالدو ثم كارفخال ومارسيلو)، ولاعبي خط وسطه القادرين على إرسال التمريرات الطويلة بدقة متناهية (كروس ومودريتش).

نابولي مطالب بأن يكون أكثر واقعية وحذر ويعرف كيف يوازن بين الضغط العالي والقدر على تقليص المساحات أمام المنافس عبر الرقابة اللصيقة وعدم ترك مفاتيح لعبه مرتاحة في المساحة الشاغرة، بغير ذلك سيكون الريال قريب من تسجيل الأهداف مما يزيد من صعوبة المهمة على رجال سان باولو.

السابق
زيدان: تعلمنا الدرس من المباريات السابقة
التالي
المصري يدك حصون التعدين برباعية