وكالات – بزنس كلاس:
اعتبر الصحفي البلجيكي Henry St George أن قطر أظهرت مرونة ملحوظة في مواجهة تداعيات الحصار المفروض عليها قبل أكثر من عام .. مشيراً إلى أن هذا الحصار دفع قطر للاتجاه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتنويع وارداتها ودفع الإنتاج المحلي. وأضاف أن قطر أوجدت سبلاً جديدة لجلب مواد البناء لإنجاز مشاريع بناء الفنادق وملاعب كرة القدم ومشاريع البنية التحتية الأخرى قبل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وأشار إلى معاناة السعودية والإمارات من آثار الأزمة الخليجية، حيث خسرتا مليارات الدولارات جراء خسارة صادرات المواد الغذائية، وكان يمكن للخسائر أن تكون أكبر من ذلك بكثير للإمارات لو لم تتبن قطر موقفاً دبلوماسياً في التعاطي مع الأزمة، إذ تعتمد الإمارات بنسبة 40% على قطر في تزودها بحاجياتها من الكهرباء، وكان من الممكن لو تم قطع الكهرباء أن تتلقى الإمارات ضربة قاصمة لقطاعها السياحي.
وقال الكاتب البلجيكي، في مقال نشره موقع Eu Reporter، إن قطر أظهرت مرونة ملحوظة في مواجهة العاصفة، وذلك بتنويع وارداتها ودفع الإنتاج المحلي، غير أنه من الخطأ اعتبار الأزمة الخليجية نعمة، فبالرغم من الآثار الجانبية الإيجابية التي نتجت عن المقاطعة التجارية، فقد عانى طرفا الأزمة اقتصادياً إضافة إلى خطر زعزعة استقرار المنطقة بتداعيات قد تطال أوروبا وبقية العالم».
وأضاف : قطر كانت تعتمد في 80% من حاجياتها الغذائية على الواردات وتأتي 40% من هذه الحاجيات من دول الحصار، وبعد الأزمة وجدت قطر نفسها مجبرة على البحث عن بديل بتلبية حاجيات مواطنيها والمقيمين على أراضيها وأخذ مصرف قطر المركزي المسؤولية على عاتقه حينها لدعم القطاع البنكي وتعويض أي نقص في الودائع، وساهمت هذه الإجراءات في منح القطريين وقتاً كافياً لإيجاد بدائل من أسواق مختلفة على غرار صفقة اقتناء اللحوم من أيرلندا مؤخراً.
وتابع : دفع الحصار على قطر للاتجاه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وفي الوقت الذي لم يكن فيه تمتلك أي قطيع أبقار وكانت تعتمد كلياً في حاجياتها من الألبان على السعودية اتجهت قطر في البداية نحو إيران وتركيا لسد النقص لديها.
وهي تتجه اليوم للتركيز أكثر على الإنتاج المحلي عبر استيراد آلاف الأبقار من الولايات المتحدة، وقد وصل الإنتاج حالياً لـ 14 ألف بقرة قادرة على توفير حاجيات البلاد كاملة خلال 24 ساعة فقط ولكن على الرغم من نجاح البلاد في إقامة مزارع، إلا أنه كانت ثمة عقبات أمام المواد التي يمكن إنتاجها محلياً على غرار مواد البناء وبالتالي وجدت قطر سبلاً جديدة لجلب هذه المواد لبناء الفنادق وملاعب كرة القدم ومشاريع البنية التحتية الأخرى قبل استضافة مونديال 2022.
وختم المقال بالقول: عانت السعودية والإمارات بدورهما من آثار الأزمة الخليجية، وقد خسرتا مليارات الدولارات جراء خسارة صادرات المواد الغذائية، وكان يمكن للخسائر أن تكون أكبر كثيراً للإمارات لو لم تتبن قطر موقفاً دبلوماسياً في التعاطي مع الأزمة، فالإمارات تعتمد بنسبة40 % على قطر في تزودها بحاجياتها من الكهرباء، وكان من الممكن لو تم قطع الكهرباء أن تتلقى الإمارات ضربة قاصمة لقطاعها السياحي.